إنفلونزا المكسيك وتداعيات الأزمة الاقتصادية تتصدر عناوين الصحف الأميركية

إعداد عبدالاله مجيد: استأثرت انباء انفلونزا المكسيك وإفلاس شركة كرايسلر، ثالث الشقيقات الكبرى في صناعة السيارات الاميركية، بعناوين الصحف الاميركية وتقاريرها الداخلية هذا اليوم فيما ركزت صفحات الشؤون الدولية على افغانستان وباكستان والعراق. في الشأن العراقي قالت صحيفة واشنطن بوست ان ما نشرته ادارة اوباما من مذكرات تبيح استخدام أساليب قاسية في التحقيق مع المشتبه بهم واستجوابهم منحت الجنود الاميركيين المتهمين بتعذيب المعتقلين في سجن ابو غريب سببا جديدا للاحتجاج بأنهم كانوا أكباش محرقة في سياسات كانت معتَمدة على مستويات عليا.

كما يذهب هؤلاء الجنود المدانون في الفضيحة الى ان رفض الحكومة الاميركية الاعتراف بانتهاج هذه السياسات خلال محاكمتهم أضعف دفاعهم القانوني. ونقلت واشنطن بوست عن الجندي تشارلس غرانر، أكبر المدانين في فضيحة سجن ابو غريب، قوله ان الرئيس السابق جورج بوش "كان على علم بما يجري طول الوقت".

في سياق متصل قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونتور" ان قاضي التحقيق الاسباني بالتاسار كارزون المعروف في الاوساط القانونية الدولية، بجهوده لتسليم دكتاتور شيلي اوغستو بينوشيه الى العدالة، اعلن انه سيبدأ تحقيقا اوليا في اقامة معسكر غوانتانامو. واضافت الصحيفة ان التحقيق في حال المضي به قدما، يمكن ان يضع امام القضاء الاوروبي مواد كثيرة كُشف عنها في الولايات المتحدة بعدما كانت حتى الآونة الأخيرة مصنفة باعتبارها من الكتب الرسمية لوكالة استخبارات المركزية. واشارت الصحيفة الى ان هذه المواد ايضا تتعلق بصدور موافقات على استخدام اساليب قاسية في التحقيق سُميت "تعذيبا" على ناطقا واسع.

ولاحظت الصحيفة ان القاضي الاسباني يبدو مهتما بالمسؤولين عن "صوغ" الاطار القانوني للمذكرات السرية أكثر من اهتمامه بمن طبق تلك الاجراءات. وفي الشأن العراقي ايضا تقول صحيفة واشنطن بوست ان العمليات القتالية للقوات البريطانية في العراق انتهت رسميا يوم أمس الخميس، قبل شهر من الموعد المحدد، لتسدل الستار على مهمة استمرت ست سنوات وكلفت الجيش البريطاني 179 قتيلا بين جنوده، ولاقت معارضة شعبية واسعة في بريطانيا.

واشارت الصحيفة الى ان رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون اشاد بدور الجنود البريطانيين في ما سماه "حكاية نجاح" يجسدها العراق اليوم وذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في داوننغ ستريت. صحيفة لوس انجيليس تايمز تقول في تقرير من واشنطن ان القطري علي بن صالح بن كحلة المري المتهم بالانتماء الى خلية نائمة لتنظيم "القاعدة" اعترف بدوره في مساعدة مخططي "الهجمات الارهابية" في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن.

واضاف التقرير ان المري اعترف امام قاض في ولاية الينوي "بتقديم دعم مادي أو موارد مادية لتنظيم ارهابي اجنبي". وقالت الصحيفة ان اعتراف المري يأتي في اطار صفقة انهت قضية تتسم بتعقيدات قانونية شائكة كادت تؤدي بها الى المحكمة العليا مشيرة الى ان المري بوصفه "مقاتلا عدوا" أمضى خمس سنوات في سجن اميركي دون ان توجه اليه تهمة.

في الشأن الآسيوي تقول صحيفة نيويورك تايمز ان الفكرة الرئيسية التي التي تكمن وراء سياسة الرئيس باراك اوباما تجاه افغانستان وباكستان كانت تتمثل في ان البلدين يرتبطا ارتباطا لا فكاك منه. وتوصل البيت الابيض الى ان مفتاح الاستقرار في افغانستان هو باكستان يسودها الاستقرار وتتعاون مع الولايات المتحدة. وتضيف الصحيفة ان هذه الحسابات قُلبت رأسا على عقب بهجوم طالبان في المناطق الغربية من باكستان دافعا الولايات المتحدة الى التركيز على مهمة واحدة هي منع المتشددين الاسلاميين في باكستان، الذين سيطروا على مناطق تبعد نحو مئة كليومتر فقط عن اسلام آباد، من تحقيق مكاسب جديدة.

وحول العلاقات بين روسيا والغرب تنقل صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين في موسكو ان حلف شمالي الأطلسي طرد دبلوماسيين روسيين من مقره في بروكسل بتهمة التجسس في خطوة تهدد بإشعال أزمة جديدة بين الجانبين ما أن بدأت العلاقات تتحسن بينهما. واضافت نيويورك تايمز ان المسؤولين في حلف الأطلسي امتنعوا عن التعليق لافتة الى ان توقيت طرد الدبلوماسيين يثير التساؤل، لا سيما وان العلاقات بين الاطلسي وموسكو استُأنِفت يوم الاربعاء الماضي بعد بسبب الحرب بين روسيا وجورجيا في آب/اغسطس الماضي.

داخليا شددت الصحف الاميركية الصادرة يوم الجمعة على ان العناية الصحية السريعة تقوم بدور حاسم في علاج المصابين بانفلونزا المكسيك فيما تصدر افلاس شركة كرايسلر لصناعة السيارات انباء الاقتصاد. وكانت شركة كرايسلر اعلنت الافلاس طالبة حماية الحكومة الفيدرالية من الدائنين ليتسنى لها تنفيذ عملية اعادة هيكلة واسعة والدخول في تحالف مع مجموعة "فيات" الايطالية يؤمل ان ينقذ كرايسلر.