تشكيك بطمأنينة أوباما بشأن النووي الباكستاني
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الاحتمال الثاني حتى اشد خطرا. فانعدام الاستقرار يمكن ان يؤدي بالحكومة الدستورية الى الانهيار تماما وبالجيش الى التفكك. ومن شأن هذا ان يتيح لمجموعة حسنة التنظيم وذات انضباط حديدي ان تنتزع مقاليد الحكم في باكستان. وفي حين ان متطرفين من رهط طالبان قد لا تكون لديهم فرصة ولا حتى ضئيلة للفوز في انتخابات حرة ونزيهة فان من الجائز ان يستغلوا اجواء الفوضى للاستيلاء على السلطة. وإذا حدث ذلك ، يمكن ان تقع قدرات نووية كبيرة تحت سيطرة نظام حكم اسلاموي متطرف. هذا الاحتمال الثاني لن يضع قدرات باكستان النووية في متناول جماعات ارهابية دولية فحسب بل ان خطر المواجهة النووية مع الهند ايضا سيزداد بحدة. يضاف الى ذلك ان ايران ستعمل بكل تأكيد على تسريع برنامجها التسلحي الخاص بها تليها على نحو لا مرد منه دول اخرى في المنطقة (مثل العربية السعودية ومصر وتركيا) لامتلاك اسلحة نووية ربما بشرائها مباشرة من نظام الحكم الجديد في اسلام آباد. للحيلولة دون حدوث اي من الاحتمالين يتعين اعلاء باكستان لتكون على رأس الاجندة الاستراتيجية الاميركية وإن كانت ترتبط ارتباطا وثيقا بالوضع في افغانستان (الباشتون على جانبي الحدود يشكلون مصدرا كبيرا لرفد طالبان بالقوى البشرية رغم ان هذه المنطقة ليست وحدها التي تمد المتطرفين بالدعم والتأييد). وعلى الضد من الحسابات الدولية الغربية فان القوى الرئيسية المحركة للنزاع في البلدين تتمثل بالولاءات الاثنية والقبلية والتعصب الديني والانتهازية البحتة. ولا يتعلق الأمر بثورة محرومين على مرفهين. وبالتالي لا زيادة المساعدات الاقتصادية ولا الدفع بمستشارين مدنيين الى العمق ولا تعزيز المؤسسات الديمقراطية كفيل بإزالة الخطر الاستراتيجي في وقت قريب. هذا الوضع ليس وليد البارحة. والولايات المتحدة تدفع ثمن سياساتها الفاشلة في منع الانتشار النووي ، التي عاقبت باكستان على برنامجها النووي بقطع المساعدات العسكرية وتقليص برنامج الاعداد والتدريب العسكري الدولي الذي كان مئات الضباط الباكستانيين يدرسون في الولايات المتحدة على اساسه. ولعل من المحتوم ان يتعرض الضباط الباكستانيون الذين لم يشاركوا في دورات البرنامج الى تأثيرات راديكالية بصورة متزايدة.
يضاف الى ذلك ان ادارة بوش بدفعها الرئيس السابق برويز مشرف الى انتخابات ليست مواتية وبذلك عزله عن الحكم ، تسببت عمليا في تفاقم عدم الاستقرار في النظام الباكستاني المعتل اصلا.
ويقول الكاتب في الختام ان تفادي وقوع كارثة يتطلب مجهودا اميركيا كبيرا لا بد ان يستثير مقاومة من باكستانيين كثر لأسباب مختلفة في غالب الأحيان. فعلى الولايات المتحدة ان تقوي العناصر المؤيدة لها داخل الجيش ليتمكنوا من تطهير صفوفه من المتشددين ، ورد طالبان على اعقابها ، وبالتضافر مع الجهود الغربية في افغانستان ، دحر المتطرفين على جانبي الحدود. وقد يعني هذا التسليم بسيطرة الجيش على الحكم إذا انهارت الحكومة المدنية تحت ضغط المتطرفين.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف