أخبار

أمير الكويت إلى الصين... والخرافي يُحذِّر من مأتم للديمقراطية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عامر الحنتولي من الكويت: في إشارة سياسية استقر معها الإجتهاد بأن القيادة الكويتية ماضية الى أبعد مدى ممكن في انتشال البلاد من التراجع الإقتصادي والتنموي طيلة العقدين الماضيين بسبب الخلافات التي استفحلت بين الحكومات الكويتية ومجالس الأمة التي انتخبت في الأعوام الأخيرة، يغادر أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الى الصين مطلع الأسبوع المقبل في زيارة عمل طويلة. وحول هذه الزيارة قالت مصادر لـ"إيلاف" أن الشيخ صباح سيبرم اتفاقيات اقتصادية كبرى مع الجانب الصيني، في اشارة ضمنية الى الداخل الكويتي بأن لا أحد يعطل مستقبل الكويت، ولا أحد أيضا يراهن على قرار استعادة الريادة الإقتصادية على مستوى المنطقة.

ويأتي سفر الأمير الكويتي من بعد تحضير ثقيل لأجندة الزيارة المهمة جدا التي تستغرق أربعة أيام يبدأها في العاشر من الشهر الحالي ويعود الى الكويت قبل يومين من اجراء الإنتخابات البرلمانية لإنتخاب برلمان جديد في السادس عشر من الشهر المقبل، مفوضا حكومة تصريف الأعمال الكويتية الإشراف على التحضير لملف الإنتخابات تحت سقف القانون، فيما اجتمع الأمير الكويتي أمس مع مسؤولين كبار في مستويات القيادة السياسية وطلب منهم على وجه السرعة الإستعجال من تطوير مشاريع الإفادة من الطاقة النووية في المجالات السلمية، وهي اشارة ثانية تمنح الإطمئنان للشارع الكويتي الذي بات متخوفا من انتخاب برلمان متشدد كسابقه يجعل التنمية الإقتصادية في ذيل اهتماماته، ويقوم بتعطيل جميع المشاريع الحكومية المقدمة الى البرلمان.

يأتي ذلك في وقت دشن فيه الرئيس السابق لمجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي مقره الإنتخابي في العاصمة الكويتية وسط حضور شعبي كثيف قال أمامه أنه متخوف جدا من أن يتحول العرس الديمقراطي المنتظر الى مأتم للديمقراطية في اشارة ضمنية الى مآل انتخاب برلمان متشدد يعيد نفس الوجوه السياسية التي احترفت التأزيم السياسي في المرحلة الماضية. وقال الخرافي أن الكويت لا تستاهل من شعبها الدعوات الى مقاطعة الإنتخابات أو الوصول الى مرحلة اليأس السياسي.

وحمل الخرافي السلطتين مسؤولية الاخطاء السابقة، مؤكدا ان اخطاء الحكومة يجب معالجتها، وعلاج مشاكلنا يتم بحكمة وحرص على الوطن من خلال الابتعاد عن التأزيم والصوت العالي، والايمان بالرأي والرأي الآخر والعمل الجماعي، قائلا " انه لا يمكن لرأي نائب ان يعالج اي مشكلة الا بالعمل الجماعي، خصوصا ان لدينا 50 نائبا وقد يكون للبعض "أجندتهم" وأسلوبهم، ولكن في المؤسسات الديموقراطية يكون الاتجاه الى رأي الأكثرية من خلال التصويت وعلى الاقلية ان يقبلوا بالنتيجة وعدم التأجيج.

واضاف البرلماني المخضرم المقرب من القيادة السياسية "ان لدينا فتنا سياسية وتجارية واجتماعية في البلد وحسد وقيل وقال"، مشيرا الى ان ذلك أظهر الكويت الجميلة بأهلها الطيبين بصورة جعلت اقرب الاقرباء يسألوننا عما يحصل في الكويت. وأكد الخرافي ان الاثارة غير مقبولة خارج قبة عبدالله السالم (البرلمان) بعد نهاية الانتخابات، ويجب علينا ان "لا نزيد الطين بلة ونتحلى بالحرص والابتعاد عن الفتن".

وقال الخرافي ان الدستور واللائحة منحا النائب الاجراءات الخاصة بالمحاسبة ولا يتوجب ان نتيح المجال لاستبداد احد برأيه وان يخرج الاستجواب عن اهداف ومزايا وافكار من وضع هذه المادة من المؤسسين لدستورنا، "وحتى طرح الثقة لا تجوز مناقشته قبل سماع الاستجواب".

واكد ان ارتباطنا بهذا النظام منذ اكثر من 300 سنة، ونحن انتخبناه ولم يفرض علينا، ولذلك لا بد من الحرص على النصيحة الصادقة للنظام والكويت واهلها. ورفض الخرافي الخروج عن ادب الحوار داخل قبة عبدالله السالم، لأن للناس كرامات ولا يجوز الاساءة لهؤلاء الناس من خلال استغلال الحصانة النيابية.

وشدد الخرافي على أهمية العمل الجماعي ووجود أكثرية داخل البرلمان لمصلحة الوطن وقلبها على الكويت، وليس أكثرية موجهة أو بصّامة. وفي إشارة الى شكل الحكومة المقبلة التي يتمناهاوقال الرئيس السابق للبرلمان الكويتي : "أتمنى ان تأتي حكومة تؤمن بالتضامن، وتعمل بالتنسيق وايجاد البرنامج والخطة التي ستسير عليها، مشيراً إلى ان هناك أخطاء قاتلة للحكومة السابقة، وليس أمامنا سوى استخدام الأدوات الدستورية بالشكل السليم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف