أخبار

الجيش الهندي في نطاق 60 ميلاً من العاصمة الباكستانية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن قلقة على سلامة الترسانة النووية الباكستانية نيويورك: نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" إفتتاحية تحت عنوان "60 ميلاً من إسلام أباد"، إستهلتها بقولها أنه إذا إقترب الجيش الهندي في نطاق 60 ميلاً من العاصمة الباكستانية اسلام أباد، فما من شك في أن الجيش الباكستاني بأكمله سيهب لمقاتلته والدفاع عن بلاده في ضراوة. ورغم ذلك، فحينما اقتربت طالبان الى هذا المدى من العاصمة يوم الجمعة، لم ترسل السلطات الباكستانية سوى بضع مئات من قوات الشرطة ضعيفة التسليح. وترى الافتتاحية أن تحرك طالبان الأخير يلفت الى أن أغلب الباكستانيين بداية من القادة المدنيين والعسكريين الى أفراد الشعب لا يدركون الخطر الذي يمثله المسلحون على الديمقراطية الباكستانية الهشة.

كما ينبه الولايات المتحدة الى أنها لا تستطيع الاستمرار في اضاعة الوقت والتهاون بهذا الخطر. وتوضح الافتتاحية أنه منذ تولى تنظيم طالبان حكم وادي سوات بموجب اتفاقها مع الحكومة الباكستانية، قامت بارهاب المنطقة ومعاقبة كل الأنشطة غير الاسلامية في نظرهم مثل الرقص وذهاب الفتيات الى المدارس. وكلما قدمت باكستان المزيد من الأراضي الى طالبان، كلما اتسعت المساحة التي تستطيع القاعدة استغلالها في شن الهجمات على القوات الأميركية وقوات الناتو.

والمرعب في الأمر أنه اذا لم يكن الجيش راغباً في أو مستعداً للدفاع عن أرضه ضد المسلحين، فكيف له أن يحمي أسلحة باكستان النووية؟ وترى الافتتاحية أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كانت محقة في تحذيرها من أن باكستان "تتنازل لطالبان". كما بدأ قادة الجيش الأميركي في قرع جرس الانذار بعد طول اصرار على أن الجنرال أشفق كياني قائد الجيش الباكستاني يدرك جدية التهديد، حيث لم يفعل ما يثبت ذلك حتى الآن. وبالرغم من تأكيد الجنرال كياني أنه "سيتم احراز النصر ضد الارهاب والمسلحين أياً كان الثمن"، فقد دافع عن اتفاق وادي سوات. بل ان مسؤولي الحكومة لا يزالون يصرون على استمرار الاتفاق برغم انتهاكات طالبان المستمرة له. في الوقت نفسه يشكو الجنرال كياني من أن قواته ينقصها العتاد المناسب للقضاء على المسلحين، مثل المروحيات ومناظير الرؤية الليلية.

وتضيف الافتتاحية أنه كان ينبغي على الجيش الباكستاني استغلال الـ12 مليار دولار التي قدمتها الولايات المتحدة كمساعدات خلال السنوات السبع الماضية في تعزيز وسائل مكافحة الارهاب بدلاً من اهدارها على تدريب الجيش وتسليحه لمواجهة الهند. ومن ثم فينبغي على المساعدات الجديدة أن تضم المعدات التي يطلبها الجنرال كياني، وأن تؤكد على ضرورة استخدامها في مكافحة المسلحين.

وترى الافتتاحية أن القيادة المدنية الضعيفة في باكستان، لاسيما الرئيس آصف علي زرداري وزعيم المعارضة نواز شريف، ضالعان في هذه المهزلة الخطرة، وذلك لانشغالهما بالتنافس السياسي فيما بينهما. لذا ينبغي عليهما ممارسة بعض الضغط على الجنرال كياني لاقناعه بتحويل جزء من انتباهه واهتمامه وقواته الى الجبهة الأفغانية بدلاً من الجبهة الهندية.

في الوقت نفسه، لا يزال هناك الكثير أمام فريق أوباما لتحديد سبل تعزيز الحكومة الباكستانية وارادتها السياسية. ثم تختتم الافتتاحية بقولها ان الكونغرس يبحث قرارين لزيادة المساعدات الى باكستان، وأياً كان القرار الذي ستتم الموافقة عليه فلابد وأن يحدد نقاطاً واضحة، لاسيما فيما يختص بالانفاق على الجيش.فواشنطن أيضاً لا يمكنها اضاعة المزيد من الوقت في البحث عن سبيل للاستمرار، ليس وطالبان على بُعد 60 ميلا من اسلام أباد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف