أخبار

الجدل يحتد بإيطاليا حول سبل مكافحة القرصنة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

طلال سلامة من روما: هل بات تسليح السفن التجارية واجباً وطنياً؟ وهل بات الدفاع الذاتي أمراً محسوماً؟ وهل أضحى ضرورياً تجنيد طاقم الشركات الأمنية للرد بالنار على القراصنة الصوماليين؟ يحتد الجدل بإيطاليا حول سبل مكافحة القرصنة البحرية. فأصحاب السفن التجارية يطالبون حكومة روما بحماية سفنهم في خليج عدن. وهذا أمر مستحيل واقعياً. ومن جهتها بدأت الشركات الأمنية الخاصة ممارسة ضغوط غير مباشرة على حكومة برلسكوني لتجنيد "قوة ضاربة" على متن هذه السفن. في هذا السياق، حاورت "ايلاف" الأميرال "باولو لا روزا"، قائد القوات البحرية الإيطالية المسلحة. في ما يلي نص الحوار:

سؤال: ما هو رأيكم بشأن تجهيز السفن التجارية برجال أمن لحمايتها؟

جواب: أنا أعتقد أن الدفاع عن هذه السفن بهذا الشكل المسلح الخاص خطأ كبير. أنا لا أريد القول ان مثل هذه الإجراءات غير فعالة. لكنها ليست حلاً! قبل كل شيء لا تمتلك السفن التجارية صلاحيات لاحتضان رجال أمن مسلحين على متنها.

سؤال: لم تبد القوات البحرية الإيطالية حذراً في تقديم التغطية الأمنية اللازمة لهذه السفن؟

جواب: بغض النظر عن الجوانب ذات الطابع التشريعي، فإننا نخشى تصعيداً خطراً قد يتحول الى ما يشبه الحرب البحرية.

سؤال: أين يكمن هذا الخطر؟

جواب: في حال جرى تسليح السفن التجارية بالمسدسات والبنادق فان القراصنة لن يتأخروا عن رفع مستويات جهوزيتهم ونوعية عتادهم. أنا أتحدث بالأحرى عن تغيير في سلوكياتهم التي يمكن أن تتحول الى ما لا يمكن التحكم به. بمعنى آخر، فإننا سنرى معارك طاحنة بين رجال الأمن الموجودين على هذه السفن والقراصنة. وهذا أمر خطر لا يمكننا القبول به.

سؤال: لكن الضغوط على الحكومات الأوروبية تتفاقم لإيجاد أي حل كان.

جواب: نعم. بالفعل، أعلنت الحكومة البلجيكية مؤخراً عن صيغة إبداعية هي "حراس الدولة" التي تقوم وزارة الدفاع البلجيكية بتوفيرهم. في حين يقوم صناع السفن التجارية بدفع رواتبهم. بمعنى آخر، فان السفن البلجيكية عليها أن تدفع 115 ألف يورو(على كل سفينة) للحصول، على متنها، على 8 من جنود الجيش البلجيكي لمدة أسبوع كامل. في الوقت الحاضر، يتسلح القراصنة الصوماليين أساساً برشاشات "كالاشنيكوف" وقاذفات "آر بي جي" التي من الممكن أن تكون قد تم استعمالها في الهجمات الأخيرة. أنا لا أعلم بعد ان كانت حكومة روما مستعدة لأخذ العبر من بروكسل لناحية زرع خبراء عسكريين على السفن التجارية لمساعدة طواقمها في الدفاع عن أنفسهم وحمولتهم قبل استدعاء القوات البحرية المتواجدة في المنطقة لمطاردة القراصنة.

سؤال: ما هو الذي يخيفكم أكثر من أي شيء آخر في مواجهة السلاح بالسلاح؟

جواب: في حال زرعنا رجالاً مسلحين بالبنادق على متن هذه السفن فإنني واثق من أن القراصنة الصوماليين سيهاجمون هذه السفن، مرة ثانية، بالمدافع!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف