زيارة البابا لإسرائيل سابقة لأوانها بنظر المراقبين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الفاتيكان: يرى المراقبون في الفاتيكان ان زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الى اسرائيل سابقة لأوانها بعض الشيء اذ تصادف بعد اشهر قليلة على الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة وقضية الاسقف ريتشارد وليامسون وفي وقت لا يزال الخلاف قائما حول هاتين القضيتين.
واعتبر كاردينال طلب عدم كشف اسمه انه "كان يجدر التريث"، معتبرا ان الجدل الذي اثاره رفع الحرم الكنسي في 24 كانون الثاني/يناير عن الاسقف الاصولي ريتشارد وليامسون الذي انكر وجود غرف الغاز، يضع البابا في موقف ضعف في مواجهة اليهود، محذرا من "مخاطر كبرى بان تفيد اسرائيل من ذلك الى اقصى حد ممكن".
وبعدما كانت اسرائيل والصحف الايطالية تتحدث منذ اشهر عن هذه الزيارة، صدر الاعلان الرسمي عن رحلة بنديكتوس السادس عشر الى اسرائيل بين 11 و15 ايار/مايو عن البابا نفسه في التاسع من اذار/مارس في وقت كان الجدل حول قضية وليامسون لا يزال محتدما. واذ كان مصدر دبلوماسي اوروبي اعتبر في مطلع شباط/فبراير ان البابا يجازف بالظهور في موقع "ضعيف" امام الاسرائيليين، بات الان يعرب عن موقف اكثر اعتدالا ولو انه ما زال يعتبر ان توقيت الزيارة ليس مثاليا.
وقال المصدر "امر مستغرب ان لا ينتظر الفاتيكان نتائج المفاوضات حول المسائل التي لا تزال عالقة" بين البلدين اللذين توصلا عام 1993 الى "معاهدة اساسية" لم يتم ابرامها بعد. وان كانت لجنة ثنائية افادت عن "تقدم ملحوظ" خلال اخر اجتماع عقدته في 30 نيسان/ابريل، فان المفاوضات متواصلة منذ اكثر من 15 عاما. واشارت مصادر دبلوماسية اخرى الى ان اسرائيل باتت اكثر عزلة على الساحة الدولية بعد وصول اليميني بنيامين نتانياهو الى السلطة.
واوضح الرئيس الاميركي باراك اوباما للحكومة الاسرائيلية الجديدة ان الخط الذي تختاره والذي يستبعد خيار دولتين اسرائيلية وفلسطينية كوسيلة لتسوية النزاع، ليس خط الولايات المتحدة. لفتت هذه المصادر الى ان قرار القيام بهذه الزيارة التي وصفها الفاتيكان بانها "رحلة حج"، ناتج بالدرجة الاولى عن الضرورة الملحة الى التحرك حيال هجرة المسيحيين من الارض المقدسة.
ولفت الكاردينال ايضا الى سن البابا الذي اتم اخيرا سنته الثانية والثمانين واوضح "ربما يقول لنفسه انه لن تسنح له فرصة اخرى لهذه الزيارة". وكان بنديكتوس السادس عشر اعرب منذ اب/اغسطس 2006 عن رغبته في التوجه الى هذه المنطقة التي سبق وزارها مرتين: الاولى حين كان كاهنا عام 1964، ثم عام 1992 في عيد ميلاده الخامس والستين في وقت كان كاردينالا.
ورغم كل الاعتبارات، فان هذه الزيارة ستكون بالغة الحساسية بالنسبة للبابا الذي اثار موجة غضب عام 2006 جراء كلمة القاها في راتسنبرغ وبدت وكأنها تقيم رابطا بين الاسلام والعنف. وذكر الاخوان المسلمون في الاردن بهذه الكلمة ليعلنوا ان البابا غير مرحب به في الاردن التي سيزورها بين 8 و11 نيسان/ابريل.