زرداري: الأميركان لا يعرفوا مكان بن لادن وسلاحنا النووي في أمان
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
زرداري: الأميركان لا يعرفوا مكان بن لادن وسلاحنا النووي في أمان
إيلاف: في الوقت الذي تفرض فيه مشاعر الخوف والقلق هيمنتها على المشهد السياسي لدى الغرب حيال الأوضاع الأمنية التي تعيشها باكستان خلال هذه الأثناء، في ظل تباين الآراء حول إمكانية تحقيق الاستقرار في تلك الدولة التي تشهد قدرا ً متزايدا ً من أعمال العنف، تمكنت مجلة "دير شبيغيل" الألمانية من إجراء مقابلة مطولة ومستفيضة مع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، 53 عام، وتطرقت معه خلال الحديث لمجموعة من الملفات الهامة التي يأتي على رأسها انهيار محادثات السلام مع طالبان، وأماكن اختفاء أسامة بن لادن المحتملة، بالإضافة لأمن ترسانة بلاده النووية. وجاء نص المقابلة بينهما كما يلي:
شبيغيل: السيد الرئيس، يتزايد تقدم طالبان بشكل كبير نحو قلب باكستان. فهل يفتقد جيشك للعزيمة أو القدرة على مواجهة الإرهابيين بصورة فعالة؟
زرداري: لا هذا ولا ذاك، فوادي سوات نفسه يمتلك طبيعة خاصة به - فحدوده الجغرافية تحد من تصرفاتنا وقدراتنا. وهو نفس الموقف الذي نتعرض له في مناطق باجوار القبلية الممتدة على الحدود مع أفغانستان. ونحن نقوم من جانبنا هناك باستخدام طائرات الإف 16 والدبابات والمدفعية الثقيلة بالإضافة لقواتنا. وفي الوقت الراهن، يوجد 800 ألف شخص يعيشون في المنطقة، في حين نزح ما يقرب من 500 ألف شخص من منازلهم نتيجة لاحتدام أعمال القتال. وبالرغم من ذلك، فإن ما نسعى لتحقيقه بالفعل هو صالح السكان المحليين كي يبقوا في ديارهم ونعينهم على مقاومة طالبان على أراضيهم. وفيما يتعلق بموضوع وادي سوات، فإن طالبان تستخدم السكان هناك كدروع بشرية. وشن هجوم أكثر عدوانية سوف يتسبب في سقوط المزيد من الضحايا المدنيين. وبالنسبة لنا، فإننا نقوم دائما ً بتطبيق مفهوم سياسة الحوار. والحرب ليست حلا ً لجميع أنواع المشكلات.
شبيغيل: لقد فشل اتفاق السلام الذي كنت ترعاه بهدف إبرامه مع الإسلاميين المسلحين في وادي سوات شأنه شأن تلك غيره من الاتفاقات. ولم تتخلي طالبان عن أسلحتها كما أُبرم في الاتفاق. فهل هذا يعني أن الاتفاقات مع المتطرفين تمثل إستراتيجية حقيقية للسلام؟
زرداري: حاولنا أثناء المفاوضات أن نفرق ما بين المجرمين وبين الجوهر. فحركات التمرد المتواصلة تحتاج لقدر من الوقت كي تنتهي. ونحن نتقدم هناك بصحبة قواتنا، ونتحدث، ونتراجع، وننسحب، ثم تبدأ طالبان في شن هجوم جديد. ويمكننا أن نقول أنه موضوع متعادل، ولا توجد موسوعة يمكن للفرد أن يرجع إليها كي يحصل على إجابات. وأنصحك بالقراءة عن الحروب الأفغانية. فتلك هي الطريقة التي تحارب بها طالبان: فهم يداهمونك، ثم يختبؤون بداخل المناطق الجبلية. وهؤلاء الرجال يمكنني أن أقول أنهم يشبهون الزعماء الهنود القدامى في الولايات المتحدة الذين سبق لهم وأن رفضوا الاعتراف بالحقيقة التي تقول أن القوانين الأميركية كانت تحكمهم.
شبيغيل: يزعم صوفي محمد، المفاوض الرئيسي لطالبان في سوات أن الديمقراطية تتعارض مع الإسلام. وهو ما يدفعني لسؤالك، ما هي الأسس التي يمكن وضعها لإبرام اتفاق أو معاهدة سلام؟
زرداري: عندما رفض (صوفي) الاعتراف بالدستور الباكستاني، أخل ببنود اتفاقية السلام. وإذا لم يأتي الاتفاق بنتائج، فسيكون على البرلمان أن ينظر فيه من جديد. وهذه هي الديمقراطية، كما يمكنك أن ترى نتائجها بصورة ملموسة.
شبيغيل: في غضون ذلك، دخل الجيش في معركة ضد طالبان. فألا تري أن تلك العملية الوهمية غير كافية لتهدئة مخاوف الغرب القلق؟
زرداري: إنها عملية واسعة النطاق. وهناك ما يزيد عن 100 ألف جندي باكستاني في المنطقة. وبالطبع، نحن لدينا أيضا ً إستراتيجية شاملة وخطة لإعادة الإعمار والبناء.
شبيغيل: هل يمر الإسلاميون الآن بمرحلة تحويل أنفسهم إلى حركة اجتماعية تقوم بتحريض الطبقة الفقيرة في باكستان ضد النخبة الغنية، التي تعارض الإصلاح الزراعي؟
زرداري: لا أعتقد ذلك. ففي المناطق الموجودة بالمقاطعات الحدودية شمال غربي البلاد، لا يوجد إقطاع لعدم وجود أراضي كافية للزراعة - وجميع الأراضي الموجودة هناك أراضي جبلية. كما توجد هناك عائلات عريقة وهناك نظام قبلي كبير يرتكز على القوانين القبلية التي لا زالت قائمة على مدار قرون من الزمن. غير أن طالبان تتفوق هناك من حيث العدد والأسلحة، كما أن عناصرها أكثر عدوانية، ما يجعلهم يتفوقون في بعض الأحيان على السلطة المحلية.
شبيغيل: لماذا لا تقوم بإرسال بعض من فصائل القوات التي قمت بتثبيتها على الحدود الشرقية مع الهند إلى الحدود الشمالية الغربية، حيث تتزايد الحاجة إليها هناك بكل وضوح؟
زرداري: تتمتع كلتا المنطقتين الحدوديتين بنفس القدر من الأهمية. وشعرنا بالقلق البسيط عندما قامت الهند مؤخرا ً بزيادة تواجدها العسكري على الحدود. ونحن نتعامل مع الأمور على نحو ملائم، كما أننا نفهم بلادنا أكثر بصورة أفضل من الغرباء. وقد قمنا بالفعل هذا العام بقتل العديد من المقاتلين الأجانب وعدد إضافي آخر من المحليين. وقد تكبد خصومنا خسائر كبيرة، فهي بالفعل معركة غاية في الشراسة.
شبيغيل: لقد وجهت طالبان في وادي سوات الدعوة لأسامة بن لادن للعيش معهم وعرضوا حمايته من الجيش الباكستاني والأميركان. ماذا تفعل لو قبل عرضهم؟
زرداري: سيكون ذلك الأمر لفتة عظيمة بالنسبة لنا، إذا ما قام أسامة بن لادن بالخروج إلى الهواء الطلق كي يمنحنا الفرصة لإلقاء القبض عليه. لكن السؤال الآن هو : هل لا زال على قيد الحياة أم أنه توفي. فقد أخبرني الأميركان أنهم لا يعرفون. وهم أكثر دراية مني في هذا الشأن لأنهم يبحثون عنه منذ مدة أطول. وهم مجهزين بمزيد من المعدات، ومزيد من المعلومات الاستخباراتية، ومزيد من معدات التنصت عبر الأقمار الاصطناعية وغيرها من الموارد الموجودة في أفغانستان، وقالوا أنهم لا يجدون له أي أثر. وهي نفس النتيجة التي خلصت إليها أجهزتنا الاستخباراتية. ويفترض أنه لم يعد موجود على قيد الحياة، لكن ذلك غير مؤكد حتى الآن.
شبيغيل: لم تعد العلاقة بين الحكومة الديمقراطية في إسلام آباد وبين الجيش تتمتع بنفس القدر من المرونة التي كانت عليه من قبل. فهل تثق برئيس الأركان الجنرال إشفاق كياني والاستخبارات العسكرية الباكستانية ISI سيء السمعة؟
زرداري: هي بالفعل علاقة عمل مبنية على الثقة وأنا على دراية بذلك بما فيه الكفاية. فحزبي وحلفاؤه يمتلكان الأغلبية وسوف ننتظر لنري الطريقة التي تسير من خلالها الأمور. وحتى اللحظة، لا أرى خطرا ً في احتمالات اندلاع انقلاب عسكري.
شبيغيل: ماذا تأمله من مقابلتك هذا الأسبوع مع الرئيس باراك أوباما؟
زرداري: أتمني الحصول على مليارات الدولارات كي أتمكن من ترميم الاقتصاد الباكستاني.
شبيغيل: يري الأميركان الآن أن تسلح باكستان النووي حولها لأخطر دولة في العالم. كما أن زوجتك ، بنظير بوتو، التي اغتيلت على يد إرهابيين، سبق لها وأن أعربت عن مخاوفها من احتمالات سقوط أسلحة البلاد النووية في أيدي المتطرفين الإسلاميين. فهل تشاركها في هذا الهاجس؟
زرداري: إذا فشلت الديمقراطية في هذا البلد، وإذا لم يقف العالم إلى جانب الديمقراطية - ستكون جميع الاحتمالات واردة. لكن طالما ظلت الديمقراطية باقية، لن تكون هناك فرص لإمكانية حدوث هذا الأمر. فضلا ً عن أن جميع المرافق والأسلحة تخضع دائما ً لإجراءات أمنية إضافية. فالأسلحة النووية ليست بنادق كلاشينكوف - فالتقنية هنا معقدة، بمعني أنه لن يكون من السهل على أحد أفراد طالبان الصغار أن يأتي إلى هنا ويقوم بالضغط على أحد الأزرة. وأود أن أطمأن العالم بأن القدرات النووية لباكستان في أيدي أمينة.
قسم الترجمة إعداد أشرف أبو جلالة
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف