البابا "حاج سلام" في الأرض المقدسة غداً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واضاف الحبر الاعظم "رغبتي الاولى هي زيارة هذه الاراضي التي تقدست بحياة المسيح فيها والصلاة فيها من اجل هبة السلام والوحدة لعائلاتكم ولجميع اولئك الذين يقطنون الارض المقدسة" والشرق الاوسط. غير ان بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال حذر مؤخرا في مقابلة مع شبكة الاعلام الكاثوليكي المحلية "سي تي اس نيوز" من ان البابا "يأتي في وقت حساس -- لا سيما بعد الحرب على غزة -- الى منطقة صعبة ولزيارة اناس بالغي الصعوبة".
واضاف "كل يوم، كل حركة، كل لقاء وكل زيارة: كل شيء سيكون له تأويل سياسي". من ناحيته اكد المتحدث باسم الفاتيكان الاب فريديريكو لومباردي للصحافيين الاثنين ان هذه الرحلة الثانية عشرة للبابا "مهمة وبالغة التعقيد". وستستقبل اسرائيل البابا بحفاوة. وهي تعول على هذه الزيارة لتحسين صورتها التي تشوهت جراء هجومها الاخير على قطاع غزة الذي استمر بين 27 كانون الاول/ديسمبر و18 كانون الثاني/يناير واوقع اكثر من 1400 قتيل فلسطيني.
غير ان المواضيع الخلافية بين الدولة العبرية والكرسي الرسولي ليست بقليلة. فقد اثار البابا غضب الدولة العبرية بقراره اواخر كانون الثاني/يناير رفع الحرم الكنسي عن الاسقف الاصولي المشكك بمحرقة اليهود ريتشارد وليامسون. وهي تعارض ايضا رغبة بنديكتنوس السادس عشر في تطويب سلفه بيوس الثاني عشر، الذي تتهمه اسرائيل بالتزام الصمت حيال الفظاعات التي تعرض لها اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
من جهتها تندد الكنيسة الكاثوليكية بالظروف الحياتية الشديدة الصعوبة للمسيحيين في الدولة العبرية وهم بغالبيتهم من العرب ويمثلون 2% من سكان اسرائيل. وقد اكد البابا انه "يريد دعمهم بحضوره". ومن المقرر ايضا ان يتطرق البابا الى اوضاع مسيحيي العراق خلال محطته الاردنية في زيارته للارض المقدسة، بحسب ما اكد الاب لومباردي. ويريد الفاتيكان من اسرائيل ايضا منحه حرية الوصول الى الاماكن القدسة وحرية ممارسة الانشطة الرسولية في الاراضي المقدسة من دون عوائق او قيود، وهي مواضيع لا تزال معلقة منذ قيام العلاقات الدبلوماسية بين الكرسي الرسولي والدولة العبرية في كانون الاول/ديسمبر 1993.
ومع وصول بنيامين نتانياهو الى رئاسة الحكومة الاسرائيلية في 31 اذار/مارس تضاءلت الامال بالتوصل سريعا الى حل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني. ومن المتوقع ان يطرق البابا جميع هذه المواضيع والمسائل خلال برنامج زيارته المشحون بحوالى 30 لقاء خاصا وعاما، تبدو منهكة لرجل احتفل للتو بعيد ميلاده الثاني والثمانين. وسيسير بنديكتوس السادس عشر على خطى سلفه يوحنا بولس الثاني (2000) بالذهاب الى الاماكن الاكثر رمزية في العهدين القديم والحديث من الكتاب المقدس وهي جبل نبو الذي شاهد منه موسى ارض الميعاد بحسب العهد القديم، والقدس وبيت لحم والناصرة.
وسيرأس البابا اربعة قداسات عامة ستقام في عمان في 10 ايار/مايو والقدس في 12 منه وبيت لحم في 13 منه والناصرة في 14 منه. ولن يغيب الطابع الانساني عن زيارة البابا ولا سيما بزياراته المقررة الى كل من مركز ريجينا باجيس الخيري في عمان ومستشفى كاريتاس للاطفال ومخيم عايدة للاجئين وكلاهما في بيت لحم. غير ان اللقاءات المقررة للبابا مع المسلمين في زيارته هذه ترتدي اهمية اكبر من تلك التي كانت للقاءات يوحنا بولس الثاني في العام 2000، ولا سيما في الاردن حيث سيمضي بنديكتوس السادس عشر وقتا اطول من سلفه. وفي القدس سيكون بنديكتوس السادس عشر اول بابا يزور مسجد قبة الصخرة.
رابطة علماء فلسطين تهاجم زيارة البابا
من جهة أخرى، هاجمت رابطة علماء فلسطين، المحسوبة على حركة حماس، زيارة البابا داعية اياه الى التراجع عن ما اسمته تصريحاته المسيئة للاسلام وذلك في اول انتقاد علني من جهة فلسطينية لهذه الزيارة. وقالت في بيان " "تعبر رابطة علماء فلسطين، عن استهجانها لزيارة بابا الفاتيكان بينديكتوس السادس عشر المرتقبة للأراضي الفلسطينية المحتلة، وعزم عدد من الشخصيات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة استقباله، وذلك في وقت لم يتراجع فيه عن تصريحاته ومواقفه المسيئة للإسلام، وفي وقت تمادى فيه سفهاء الغرب في الإساءة لشخص النبي من خلال رسوم الكاريكاتير والأفلام التحريضية".
وأضافت "إن رابطة علماء فلسطين، تطالب بابا الفاتيكان بالتراجع عن تصريحاته المسيئة للإسلام والاعتذار للعالم الإسلامي عما بدر من إساءات"، و"تؤكد في ذات الوقت على متانة العلاقات مع المسيحيين في الأراضي الفلسطينية، والذين تقاسموا مع المسلمين المعاناة والألم جراء ممارسات الاحتلال الصهيوني البغيضة"، وفق البيان.
ويشار إلى أن رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية رفيق الحسيني أكد ترحيب الفلسطينيين "رئاسة وشعبا" بزيارة قداسة البابا إلى الأراضي الفلسطينية. وشدد، في تصريحات لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء أمس الأربعاء على أنه "سنمنع إسرائيل من أن تستغل هذه الزيارة لتثبيت على الأرض ما لا يعترف به الفاتيكان ولا الشرعية الدولية على الإطلاق". وقال رئيس ديوان رئاسة السلطة إن "الرئيس عباس سيعرض على قداسة البابا معاناة الشعب الفلسطيني وبخاصة معاناة الشعب الفلسطيني المسيحي". وقال مجددا "نحن نرحب به وندعو الجميع إلى استقباله والى التأكيد على أن تضامن الفاتيكان مع الشعب الفلسطيني وحقوقه هو تضامن تاريخي ولا يجب ان يفقد".