اميركا تقر بمقتل مدنيين في غرب افغانستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كابول: أقر الجيش الاميركي اليوم بان مدنيين قتلوا في معركة مما دفع الرئيس الافغاني حامد كرزاي الى المطالبة بوقف الضربات الجوية داخل حدود البلاد.
وقدم قرويون من اقليم فراه بغرب افغانستان قوائم باسماء 147 قتيلا الى مسؤولي الاقليم وتحدثوا عن القنابل التي استهدفت منازل يقطنها سكان مذعورون وتضمنت القوائم اسماء نساء واطفال.
وفي بيان مشترك للجيش الاميركي والحكومة الافغانية اكدت القوات الاميركية ان من بين القتلى اشخاصا من غير المقاتلين لكنها ذكرت انه من الصعب تحديد عدد دقيق للقتلى لان الجثث دفنت بالفعل.
واثار الحادث الغضب العام من قتل المدنيين في غارات جوية اميركية وهي مسألة عقدت العلاقات بالفعل بين كابول وواشنطن. كما القى بظلاله على اجتماع بين كرزاي والرئيس الاميركي باراك اوباما عقد في واشنطن هذا الاسبوع.
وظهر كرزاي يوم الجمعة في لقاء على شاشات التليفزيون الاميركي دعا خلاله الى وقف هذه الغارات.
وقال لشبكة سي.ان.ان التلفزيونية "الضربات الجوية غير مقبولة" مضيفا ان اوباما أبدى "حزنه واعتذاره" عن مقتل مدنيين خلال اجتماع القمة الذي عقد بالبيت الابيض. وقال كرزاي "الارهاب ليس موجودا في القرى الافغانية ولا في المنازل الافغانية. ولا يمكنك ان تهزم الارهابين بشن ضربات جوية."
ويقول محللون ان القوات الغربية منتشرة بشكل ضئيل نسبيا على الارض مما يزيد من الاعتماد على الدعم الجوي.
كما يؤدي تقديم معلومات مخابرت خاطئة واستخدام بعض المتمردين للمدنيين كدروع بشرية وحجم القنابل التي تسقط خلال الغارات الجوية الى زيادة اعداد القتلى بين المدنيين عنها في العمليات البرية.
وتقول الامم المتحدة ان الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي والحكومة الافغانية تسببوا في مقتل 828 مدنيا العام الماضي اي بزيادة تقارب الثلث عن العام الذي سبقه. وقتل 552 شخصا منهم في الغارات الجوية وحدها.
ودعا كرزاي الى زيادة الدعم المقدم للمؤوسسات الافغانية وقوات الامن بدلا من شن غارات بالقنابل.
وأضاف "تتعاملون مع ذلك بالاستعانة بالقوات الافغانية في القرى والاستعانة بالمدنيين والاستعانة بالمؤسسات الافغانية الحكومية والقيام بالعمليات اثناء النهار والقيام بعمليات بحث تنفذها القوات الافغانية اثناء النهار."
لكن خبراء قالوا ان من المستبعد ان يوافق القادة العسكريون على عدم استغلال واحدة من مزاياهم الاستراتيجية الكبيرة.
وقال تيم ريبلي المحلل في نشرات جينز الدفاعية المتخصصة في الشؤون العسكرية "من غير المرجح ان تستبعد القيادة الامريكية وقيادة حلف شمال الاطلسي استخدام احد اهم واكثر انظمة الاسلحة فاعلية."
واضاف "نظرا لان القوات البرية لا تزال محدودة على الارض سيضطرون الى الاعتماد على القوة الجوية لاخراج قواتهم من اي مأزق."
واذا تأكدت هذه الارقام المرتفعة فسيكون هذا اكثر الحوادث دموية في صفوف المدنيين منذ اطاحت قوات بقيادة الولايات المتحدة بحركة طالبان عام 2001.
وقالت ريتشيل ريد الباحثة بمنظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) في افغانستان "العواقب مروعة تماما بالنسبة للمدنيين واسرهم."
وأضافت "من الواضح ان اجراءات حماية المدنيين والتحقق من معلومات المخابرت قبل شن هجمات لا تحقق نجاحا وينبغي مراجعتها بالكامل مجددا."
وقال مسؤولون بالجيش الاميركي انهم يعتقدون ان عدد القتلى اقل لكنهم لم يقدموا حتى الان تقديرات محددة لهذه الاعداد.
كما اشار البيان المشترك الى ان مقاتلي طالبان ربما كان لهم دور في زيادة عدد القتلى باستخدامهم المدنيين كدروع بشرية.
وذكر البيان مشيرا الى قوات الامن الافغانية الوطنية والقوات الامريكية "تشير التقارير ايضا الى ان مقاتلي طالبان يتعمدون اجبار القرويين على دخول منازل هاجموا منها قوات الامن الافغانية الوطنية وقوات التحالف."