منتدى الإعلام العربي: صحفيون يعلنون نهاية "المطبوعات"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دبي: احتدم النقاش في الندوة التي عقدت ضمن منتدى الإعلام العربي المعقود بدبي الاثنين، حول مستقبل الصحافة المطبوعة بعد بروز نظيرتها المنشورة على الانترنت، فانقسم الحديث بين ثلاثة أعتقدوا أنها ( الصحف) آخذة في الأفول، بينما أصر رابع أنها ستصمد عبر الزمن.
وسبق المداخلات في الندوة التي كانت بعنوان: "الصحف اليومية: أزمة في الغرب، توسع في العالم العربي"، كلمة ألقاها ناشر ورئيس تحرير موقع إيلاف الالكتروني الصحفي، السعودي عثمان العمير، الذي يتخذ من لندن مقرا له، مؤكدا أن الصحافة الالكترونية قد حررته شخصيا من مقص 21 رقيبا، إشارة إلى الدول العربية، معلنا بذلك نهاية الصحافة المطبوعة.
وأشار إلى أن العرب "شاؤوا أم أبوا فهم يشهدون ثورة معلوماتية، حيث في ظروف سنوات معدودة تمكنت الانترنت من اكتساح الصحافة المطبوعة،" التي رأى أنها "ترزح تحت ضغوط مالية أو أنها مهددة بالإفلاس،" مشددا على أن الأرقام لا تكذب، ومدللا على إعلان خسارة صحيفة "البوسطن غلوب" وحدها نحو مليون دولار يوميا.
من جهته، أكد فراس عدره، رئيس تحرير موقع Dp-news الصحفي الالكتروني بسوريا، أن الخبراء كانوا يسخرون في السابق من الملايين التي كانت تصرف على المواقع الالكترونية للصحف، "حيث بينت الأيام أن سخريتهم انقلبت عليهم،" وثبت أن المواقع الالكترونية الصحفية هي الناجحة والتي تدر الأرباح. وبالنسبة لوضع الصحافة الالكترونية بالعالم العربي، رأى عدره أن البنية التحتية لا تزال بحاجة إلى تطوير كي يتسع نطاق قراء تلك المواقع، حيث أن 10 بالمائة من العرب هم القادرون على النفاذ إلى الشبكة العنكبوتية حتى الآن.
وعلى نفس النسق، أكد عبد اللطيف الصايغ، الرئيس التنفيذي للمجموعة الإعلامية العربية بإمارة دبي، أنه في الوقت الذي تكاد مجلات من طراز "ريدرز دايجست" تعلن إفلاسها، لا تزال مواقع الانترنت مثل "غوغل" وFacebook، تشهد نموا مذهلا.
وتأكيدا على رأيه، ذكر الصايغ أنه في إحصاء قامت به مؤسسته، ثبت أن ما يقارب 60 بالمائة من الناس يطالعون الجرائد على الانترنت بدلا من قراءتها لأوراق مطبوعة، وأناط تطور الصحافة الالكترونية بالاستقرار السياسي، والبنية التحتية وتطور النظام التعليمي.
ومن جهته، رأى محمد الرميحي، رئيس تحرير جريدة "أوان" الكويتية، أن ترديد عبارة نهاية الصحافة المطبوعة باتت كأنها إشاعة دون سند، خصوصا وأن هناك سوابق في مجال التقدم التكنولوجي، حين ظن البعض أن التلفزيون من شأنه أن "يجب" الراديو، وهو الأمر الذي لم يحصل، كذلك الأمر في حالة الجرائد الورقية ونظيرتها الالكترونية.
وأكد أن صحافة الانترنت هي كالوجبات السريعة، بينما يشبع القارئ نهمه المعرفي عن طريق المقالات الدسمة التي يجدها في الصحف المطبوعة. وأشار الرميحي إلى أن العرب، وهم في أغلبهم من المسلمين الذين يحثهم دينهم على القراءة، حيث لا يزال الكثيرون يحتسون القهوة صباحا وهم يقرأون جرائدهم، خصوصا وأن للورق "رائحة خاصة"، قريبة من قلب القراء.
وحول سبب انتشار الصحافة الالكترونية، رأى الرميحي أن سبب هذا أنها أرخص من نظيرتها المطبوعة، خصوصا وأنها تلعب على الأوتار الحساسة مثل الدين والجنس، والتوترات السياسية، وبإمكانها الإفلات من مقص الرقابة، ولو إلى حين. وبالنسبة للأزمة الاقتصادية العالمية وأثرها على الصحافة، رأى الرميحي أنها أزمة قوية وخطيرة حيث ستكلف العالم 6 أضعاف ما كلفته الحرب العالمية الثانية، نافيا بنفس الوقت أن يكون هذا التدهور الاقتصادي محصورا بالغرب، بل هو يشمل الصحف العربية كذلك.
وكان الكاتب والخبير المتخصص بشؤون التقنية في السي أن أن، كريس بيريلو، قد أكد أن الصحافة المطبوعة تكاد تعيش أيامها الأخيرة، تاركة المستقبل للإعلام المكتوب على شاشات الانترنت. وبالنسبة لبيريلو، فإن الصحافة المطبوعة باتت تعتمد على تقنيات تجاوزها الزمن، وّشبه ثورة الانترنت الحالية، بما حصل في مطلع القرن العشرين، عندما صنعت شركة فورد، أول نماذج للسيارات التي غيرت وجه العالم للأبد.