مسك الختام... العربية والجزيرة والـBBC في خلاف مهني

حرب غزة والمكاشفات الإعلامية تُثير منتدى دبي

مسك الختام... العربية والجزيرة والـBBC في خلاف مهني

سعيد الجابر من دبي: "الختام مسك"، ذلك ما تمناه مدير الجلسة الأخيرة من منتدى الإعلام العربي سليمان الهتلان مطلع الجلسة، إلاّ أن الجمع بين المنافسين على طاولة النقاش، لم يزد المسك إلاّ إثارة - خرجت به كثيرًا عن صلب الموضوع- إذ وصف أحد الحضور الجلسة بأنها أشبه بمباراة كرة قدم تنتهي بالتصفيق على خلفية المداخلات المثيرة للجدل، والتي تصدّرها مدراء القنوات الفضائية "العربية والجزيرة والـ (BBC العربية).

الجدل القائم بين القنوات الفضائية حول التغطية الإعلامية التي شهدتها الحرب في غزة، جعل أحمد الشيخ رئيس التحرير في قناة الجزيرة يعترف بأن "قناة الجزيرة بلا عقيدة، بمعنى سياسي وليس دينيًا"، وفي تفاصيل ذلك قال الشيخ: " نحن في قناة الجزيرة ليست لدينا عقيدة وأجندة سياسية نسير وفقها، ومصطلحات (قتيل وشهيد) يجب أن نتجاهلها والتدقيق فيها ونتحدث بما هو أعظم.

وفي ما يتعلّق بالحرب على غزة، بيّن الشيخ أن قناة الجزيرة هي من بدأ بنقل وقائع الحرب، والجزيرة هي من أظهرت للعالم قبح الحرب الإسرائيلية على غزة، وأكّد الشيخ أن النقل المباشر يعكس المقاطع المحزنة ويحوّل القضية إلى قضية رأي عام عالميًا.

وفي الطرف الآخر من الجدال ألمح نبيل الخطيب رئيس التحرير التنفيذي بقناة العربية أنه "لا يوجد في العالم العربي من أدار ظهره لفلسطين على حساب الموضوعية فهي بالون كبير كل ينظر فيه لماهيته".

وأضاف "كانت هناك حرب سياسية عربية أثناء الحرب على غزة قبل أشهر، وخلال دقيقتين ضربت 60 طائرة حيث أنهت فيها حياة الأشخاص، وبعد ذلك بـ 10 دقائق بثت القنوات الفضائية كل تلك الأشلاء والضحايا، وبالنسبة إلي لم تكن القصة بأني أريد أن أوصل معلومات دقيقة للجمهور عن غزة وحرب غزة".

وذكر صلاح نجم، مدير الأخبار في بي بي سي العربية أن الموضوعية ليست هي وحدها التي تتناول الخبر بدقة حقيقية، وإنما هي الدرجة الأولى في السلّم من محاولة لفهم كل ما يحصل، ونقله بالحقائق للمتابعين".

نسيم خوري، أستاذ الإعلام السياسي في الجامعة اللبنانية أكّد برأييه " أن قناة الجزيرة كانت في الطليعة حينما غطّت الحرب على غزة، بينما العربية والـ BBC العربية استغلت الحرب لاستثارة العواطف (بالموضوعية التي تدعيها، إذًا لماذا نتجادل في موضوع أمره مقدّس فـفلسطين دولة محتلة".

جاء ذلك في ختام منتدى الإعلام العربي 2009 في دبي، بعنوان "الإعلام العربي... ثِقل المتغيرات وأعباء الأزمات"، حيث تحدثت الجلسة الأخيرة عن الحرب في غزة وتناولها من جانب المهنية الإعلامية، حيث كشفت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة كيف تحولت كثير من وسائل الإعلام العربية إلى "صدى" لمواقف سياسية متباينة في المنطقة، وانعكس ذلك بشكل جلي على طريقة تغطية الأحداث واستضافة المعلقين والمحللين، وتحديد المصطلحات التي استخدمت في التغطية.
وكانت تغطية الحرب الإسرائيلية على غزة في الإعلام العربي تستدعي مكاشفة ومواجهة بين الإعلاميين العرب في منتدى الإعلام العربي 2009، ليس فقط لأنها تستحق طرح أسئلة مهنية وأخلاقية حول دور الإعلام العربي تجاه أزمات المنطقة، ولكن لأن ثمة من يعتقد أن الإعلام العربي كان قد ساهم اليوم في تعميق الخلافات العربية.