الهند تختتم إنتخاباتها التشريعية الماراتونية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وستعلن نتائج استطلاعات آراء الناخبين عند مغادرتهم مراكز الاقتراع -- المحظور اثناء العملية الانتخابية -- مساء اليوم بينما لن تعلن اللجنة الانتخابية النتائج الرسمية قبل السبت المقبل. وفي المجموع، سيكون قد شارك في الانتخابات ستون بالمئة من اصل 714 مليون ناخب دعوا لاختيار 543 نائبا في مجلس الشعب، يمثلون 35 ولاية ومنطقة في اكبر ديموقراطية في العالم.
ويتنافس في الانتخابات خصوصا الحزبان الكبيران حزب المؤتمر الحاكم برئاسة رئيس الوزراء مانموهان سينغ (76 عاما) وباراتيا جاناتا الهندوسي القومي المعارض بقيادة لال كريشنا ادفاني (81 عاما). ولحكم هذه الدولة الهائلة التي يبلغ عدد سكانها 1,17 مليار نسمة وتضم عددا كبيرا من الاتنيات والثقافات والطبقات و18 لغة رسمية ويبدو المشهد السياسي مشتتا، يبدو من المستحيل لاي من الحزبين ان يفوز بمفرده مما يمهد لمساومات شاقة من اجل تشكيل حكومة تحالف.
وتوقع يوجنيدرا ياداف من مركز دراسة المجتمعات النامية في نيودلهي ان "كل شىء سيتم في المرحلة السادسة بعد السبت". ويمكن ان يكون للهندوسية التي تنتمي الى طبقة المنبوذين ماياواتي كوماري، رئيسة حكومة ولاية اوتار برادش الشمالية (تضم 182 مليون نسمة وتشغل ثمانين مقعدا في البرلمان) اكبر تأثير على فوز هذا الحزب او ذاك وحتى ان تصبح رئيسة حكومة متنوعة تضم عددا من الاحزاب الصغيرة المجتمعة تحت راية "جبهة ثالثة".
وقد سعى حزب المؤتمر العلماني ليسار الوسط الذي تقوده صونيا غاندي وابنها راهول ورثة اسرة نهرو وغاندي الى استمالة حلفاءهم السابقين الشيوعيين الذين انسحبوا من الحكومة في تموز/يوليو 2008 تعبيرا عن استيائهم من الاتفاق في القطاع النووي المدني بين نيودلهي وواشنطن. ولوح رئيس الوزراء سينغ بخطر التوتر الديني بين الاغلبية الهندوسية (80%) والاقلية المسلمة (14%) في حال عاد باراتيا جاناتا الى السلطة.
الا ان هذا الحزب اكد ان لديه عددا كافيا من الحلفاء ليغسل العار الذي الحقته به هزيمته المفاجئة في 2004. وركز الحزبان اللذان يشكلان عمادي نظام الحزبين هذا في الهند على قضايا وطنية من تأثير الانكماش القادم من الغرب الى مكافحة الفقر والبنى التحتية والتعليم ومكافحة الارهاب اذ ان الناخب الهندي يحدد خياراته بناء على القضايا المحلية والاقليمية. ورأى المحلل السياسي نيرجا شودوري ان "هناك غيابا للقادة الوطنيين القادرين على معالجة القضايا واثارة حماس الشعب. ليست هناك شخصيات قادرة على وضع برنامج عمل للامة".
واضاف "عادة يشكل الحزب الفائز في الانتخابات الحكومة ولكن ليست هناك اي ضمانة حاليا بان يحدث هذا". وتوقع ياشوانت ديشموخ من وكالة "سي فوتر" لاستطلاعات الرأي، اسوأ من ذلك قائلا "ايا كان الحزب الذي سيصل الى السلطة فانه لن يبقى فيها اكثر من سنتين"، مما يعيد الهند الى حالة الاضطراب التي شهدتها في التسعينات. وتشهد الهند، عاشر اقتصاد في العالم، تباطؤا اقتصاديا.
وتقع هذه القوة النووية ايضا في "حلقة من النار" بين حالة الفوضى في باكستان والحرب في سريلانكا والاوضاع الهشة في بنغلادس. وما زالت الهند تحت صدمة اعتداءات بومباي التي وقعت في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر (174 قتيلا) ونسبت الى مجموعة اسلامية باكستانية. وهي تخشى وقوع اعمال عنف داخلية قد تقوم بها مجموعة من حركات التمرد من ماويين واسلاميين وغيرهم.