الكويت: مجلس أمة جديد لمرحلة مختلفة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الكويت: المحمد عاد ب"البيعة"... والمسلم واصل التهديد
العوضي ل"إيلاف": أنا مرشحة أحمل رؤية اصلاحية واضحة
ماضي الخميس: المشهد السياسي في الكويت يحتاج إلى إعادة صياغة
برلمان الكويت: ربع الساعة الأخير فراق أم وفاق؟
ولي العهد يعتذر والكويت تبحث عن رئيس وزراء جديد
لندن: يتجه حوالي 384 الف ناخب كويتي يوم السبت 16 آيار / مايو لانتخاب 50 في عضوا في مجلس الامة (البرلمان) وسط توقعات بفوز غالبية أسماء المجلس السابق بدورة جديدة لمدة أربع سنوات. وسيعقب صدور النتائج تشكيل حكومة جديدة لتحل مكان حكومة تصريف الاعمال الحالية. وتنشط في الكويت التي تمنع قيام الاحزاب عدة قوى سياسية تتنوع بين الاسلامي واليبرالي الى جانب القاعدة القبلية.وبين القوى السياسية الاسلامية المتنافسة في الانتخابارت الحركة الدستورية الاسلامية عبر خمسة مرشحين، والتجمع الاسلامي السلفي، فيما يتنافس التحالف الوطني الديمقراطي بخمسة مرشحين ايضا، وهو التحالف الذي يضم المنبر الديمقراطي ذي النزعة الاصلاحية التقدمية.
وفي حين تقول رموز التيارات الاسلامية بان غالبية الطيف البرلماني يحمل طابعا اسلاميا، يشير مراقبون الى ان 60 في المائة من سكان الكويت ينتمون للقبائل التي يفوز ممثلوها بكافة مقاعد الدائرة الخامسة. وتمثل القوى السياسية الشيعية حضورا كبيرا في الدائرة الاولى حيث نجحت بشكل متكرر بالفوز باربعة من المقاعد العشرة في هذه الدائرة. ويستبعد مراقبون حدوث اي تغيير يذكر في وجوه البرلمان الذي يتنافس 210 مرشحا على مقاعده الخمسين.
أزمة مستمرة
وكان امير البلاد الشيخ صباح الاحمد قد حل مجلس الامة في 18 مارس/نيسان ودعا لانتخابات جديدة بعد بروز ما اسماه بالممارسات المؤسفة التي شوهت وجه الحرية والديمقراطية الكويتية وتجاوزت كل الحدود. وتعد انتخابات 16 مايو/ايار الانتخابات البرلمانية رقم 13 في تاريخ البلاد، والثانية التي تجري على اساس الدوائر الخمس.
وقد قام امير الكويت بحل مجلس الامة مرتين منذ تعيين ناصر محمد الاحمد الصباح رئيسا للوزراء في فبراير/شباط 2006. وقد تعرض الصباح لضغوط شديدة حيث اضطر للاستقالة اربع مرات ولاجراء تعديل وزاري على حكومته مرتين. وجاءت خطوة حل البرلمان في مارس/اذار بعد يومين من تقديم حكومة ناصر الصباح استقالتها في 16 من الشهر على خلفية ازمة سياسية نجمت عن قيام اعضاء في مجلس الامة باستجواب رئيس مجلس الوزراء.
قضايا
وتتجدد خلال انتخابات مجلس الامة مخاوف من بروز دور المال السياسي والذي تشير تقارير اعلامية ومرشحون الى انه يسجل حضورا من خلال قيام بعض المرشحين بدفع المال للحصول على اصوات بعض الناخبين. الا ان عبدالله النيباري، من المنبر الديمقراطي فيقول ان هناك اربعة عوامل تؤثر في انتخابات مجلس الامة اولها العامل الفئوي بشقيه القبلي والطائفي. اما العوامل الاخرى فهي حسب النيباري ما يسمى بنواب الخدمات، والمال السياسي الى جانب القوى السياسية الاصلاحية التقدمية.
الاقبال الشعبي
يبلغ عدد السيدات اللاتي يحق لهن التصويت 209 الف ناخبة مقارنة 175 الف ناخب. وتشير دراسة مسحية اجرتها الدكتورة فهيمة العوضي، المسؤولة في قسم الاحصاء في جامعة الكويت الى ان نحو 60 في المائة من المشاركين في مسح اجري مؤخرا ابدوا رغبتهم في المشاركة في الاقتراع.
ونقل تقرير نشبته صحيفة القبس الكويتية عن الدراسة التي شارك فيها 1450 شخصا من جميع الدوائر الانتخابية الخمس ان المشاركين غير راضين عن الحالة السياسية في البلاد. وتعد نسبة المشاركة المرتفعة مناقضة لشعور شعبي بالتذمر من مسار العمل في مجلس الامة.
ويشير عبدالله النيباري، وهو احد رموز التحالف الوطني الديمقراطي الذي تدخل فيه قوى سياسية ومرشحون مستقلون ان هناك رغبة في المشاركة تماثل الرغبة في التغيير نحو انتخاب مجلس عقلاني ورشيد خصوصا فيما يتعلق بالاستخدام السليم لحق استجواب الحكومة. الا ان النيباري يقول ان المجلس الجديد لن يشهد تغييرا واسعا في الوجوه، كما لا يتوقع تشكيل حكومة مختلفة كلية عن سابقتها من حيث "طبيعة القيادة ومستوى الكفاءة والنزاهة".
افق التغيير
من جانبه يقول الدكتور بدر الناشي، امين عام التيار الدستوي الاسلامي (الاخوان المسلمون) ان الانتخابات جاءت بعد ظرف استنائي اتسم بالتأزم السياسي. وارجع الناشي الوضع السياسي الذي ادى للازمة الحالية بان كانت نتيجة لعدة عوامل تمثل في ضعف الادارة الحكومية، وتراجع القيم البرلمانية، وبروز ما اسماه بالاعلام الفاسد. ويامل مراقبون وشخصيات في القوى السياسية الكويتية ان تكون القيادات السياسية والقاعدة الشعبية قد تولدت لديها قناعة بضرورة انهاء حالة الاحتقان الحالية واختيار مجلس اصلاحي.
وقد عبر الناشي عن تفاؤله بوجود رغبة شعبية لاختيار مجلس اصلاحي يركز على التنمية. ويتنافس تكتله السياسي الذي يعتبر امتداد فكري لتيار الاخوان المسلمين بخمسة مرشحين. ويقول الناشي ان تياره رفع شعار التهدئة من اجل الانجاز والذي يعني بشكل مباشر تعزيز التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية من اجل تفعيل برامج التنمية التي اصيبت بالتعطل على مدى الفترة الماضية. الا ان القوى السياسية ترى ان تركيبة الحكومة التي سيتم تشكيلها بعد الانتخابات النيابية ستحدد مستقبل التعاون مع المجلس. ويقول الناشي ان تحقيق هذا التعاون يرتبط بتشكيل حكومة فاعلة ومقبولة، مشيرا الى ان تياره السياسي لن يقبل بوجود مجلس امة صامت.
تحالفات
ويقول الاعلامي الكويتي والباحث في علم الاجتماع السياسي الدكتور محمد العجمي ان انتخابات السبت ستشهد لجوء التيارات الرئيسية لتحالفات قد تعزز فرص مرشحيها بالفوز. وقال ان لجوء الحكومة لاستخدام القبضة الامنية في توقيف ثلاثة شخصيات سياسية هم خالد الطاحوس وضيف الله بو رمية وخليفة الخرافي اعطى نتيجة مناقضة حيث عزز من شعبية هؤلاء المرشحين بين اوساط قاعدتهم القبلية او السياسية.
واشار العجمي الى ان الحكومة لم تركز هذه المرة على مقاومة ما يسمى بالانتخابات الفرعية حيث سجلت 7 انتخابات حددت من خلالها القبائل مرشحيها في الدائرة الخامسة التي يتواجد فيها 109 الف ناخب.
مشاركة المرأة
ويتوقع عبدالله النيباري نجاح مرشحتين على الاقل في انتخابات السبت. وتتنافس 17 سيدة في انتخابات السبت وسط توقعات بنجاح عدد منهم بالوصول الى عضوية المجلس. ويقول عبدالله النيباري ان مرشحتين اثنتين لديهما فرص كبيرة بالفوز، الى جانب ثلاث اخريات لديهم فرصة اقل نسبيا للفوز.
وقد صدرت اخيرا عن الحركة السلفية فتوى بتحريم التصويت للنساء، وهي الفتوى التي لم يتبناها التجمع الاسلامي السلفي. ويقول عبدالله النيباري ان تيارات الاسلام السياسي المنظم عمل على منع ترشح المرأة، فيما ابدت القبائل مرونة اكثر حيث ترشحت عدد من سيدات القبائل في الانتخابات طارحين برامج رصينة.