أخبار

مبالغة في احتمال سقوط باكستان في ايدي طالبان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سنغافورة: حكومتها ضعيفة وغير فعالة وتعاني من الفقر والفساد ويسيطر متشددون متعاطفون مع تنظيم القاعدة على أجزاء كبيرة من أراضيها.لكن على الرغم من تشاؤم المتشائمين باكستان ليست على وشك الانهيار. بل ان محللين يقولون ان معظم المخاطر مغالى فيها. وحذر مسؤولون أميركيون بارزون يراقبون بقلق توسع طالبان الى مناطق قريبة من العاصمة الباكستانية اسلام اباد من الكارثة التي تلوح في الافق. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان باكستان "تمثل تهديدا قاتلا لامن وسلامة بلادنا والعالم."ويجري أسوأ سيناريو على النحو التالي.. يبسط متشددو طالبان سيطرتهم في أنحاء باكستان ليقوضوا حكومة الرئيس اصف علي زرداري بسلسلة من التفجيرات في مدن رئيسية. وفي ظل الفوضى التي تعقب هذا يواجه العالم شبح دولة فاشلة يحكمها متشددون مسلحون نوويا.هذا مخيف لكن احتمالات حدوثه لا تذكر. ويقول جوان كول الاستاذ بجامعة ميشيجان "طالبان لن تستولى على الحكومة الباكستانية."وأضاف "لا يستطيع بضعة الاف من رجال القبائل الاستيلاء على دولة عدد سكانها 165 مليونا وتوجد بها طبقة متوسطة كبيرة في الحضر وتملك جيشا محترفا ومنظما للغاية." ولا أحد يتوقع ورود اخبار جيدة كثيرة من باكستان في اي وقت قريب. لكن هذا لا يعني أن الوضع سيتفاقم بشدة ويصيب الاسواق العالمية بفزع شديد.ويقول اليستير نيوتن المحلل السياسي البارز بمؤسسة نومورا " باكستان وضعها سيء لا شك في هذا. "لكن في الوقت الحالي وباستثناء السيناريوهات التي يعتبر احتمال حدوثها ضئيل للغاية أقول ان المخاطر داخلية جدا باستثناء الاحتمال الذي أعطيه أهمية اكبر وهو شن مزيد من الهجمات الارهابية في الهند تحمل بصمات باكستانية."وعلى الرغم من القلق الذي ثار الشهر الماضي حين سيطرت حركة طالبان على مناطق على بعد 100 كيلومتر فقط من العاصمة اسلام اباد فان القرب الجغرافي لا يترجم الى اقتراب من السيطرة على السلطة في باكستان. فهذا يتطلب السيطرة على اقليمي البنجاب والسند ويرى محللون أن احتمال حدوث هذا ضئيل جدا. وقالت ماريا كووسيستو المحللة المتخصصة في الشؤون الباكستانية بمجموعة يوراسيا في لندن "ليست لديهم القدرة في الوقت الراهن على السيطرة على البنجاب والسند...نتحدث عن ما بين ستة الاف وسبعة الاف مقاتل والجيش الباكستاني لديه اكثر من 500 الف رجل."وشن الجيش هجوما كبيرا بالفعل على متشددي طالبان في سوات وسوف تؤدي اي محاولة من قبل المتشددين لتهديد العاصمة الى رد عسكري سريع لا محالة. وقال نيوتن "لا تملك طالبان بالكاد الارادة او القوة لشن ما يجب أن يكون هجوما تقليديا على اسلام اباد...وستكون هذه وصفة مضمونة ليقطعهم الجيش الباكستاني اربا."وحتى تتوغل في البنجاب او السند ستحتاج طالبان الى درجة من الدعم الشعبي هناك. وقالت كووسيستو "لكن ليس هناك تعاطف شعبي مع سيطرتهم على البنجاب والسند." وايا كانت نتيجة الهجوم في سوات يقول محللون ان طالبان ستظل قوة مزعزعة للاستقرار.وقالت كووسيستو "لديهم القدرة على شن هجمات ارهابية منسقة ومتطورة للغاية...هذا في حد ذاته مثار قلق كبير للبلاد على المدى القصير والمتوسط." لكن في حين أن الوضع الامني سيء وقد يزداد سوءا فانه ما زال بعيدا عن السيناريو الاسوأ. ويقول تشيتيج باجبايي المحلل المتخصص في شؤون جنوب اسيا بمؤسسة كونترول ريسك لتقييم المخاطر "حدوث تدهور كبير في الوضع الامني ليس مستحيلا. نحن متجهون في هذا الاتجاه لكن هذا الحديث عن (طلبنة) البلاد بأسرها مبالغ فيه."وصعد سوق الاسهم في باكستان في بداية عام 2009 لكنه انخفض على مدار الشهر المنصرم بسبب ازدياد المخاوف الامنية. لكن صورة الاقتصاد الكلي اكثر اشراقا عما كانت عليه قبل ستة اشهر مضت حين بدت باكستان مهددة بالتخلف عن سداد ديون سيادية ويرجع الفضل في هذا جزئيا الى قرض من صندوق النقد الدولي ومساعدات تتجاوز قيمتها خمسة مليارات دولار من مجموعة "أصدقاء باكستان."لكن المخاطر السلبية تلغيها حقيقة أنه اذا أصبحت الحكومة أقل فعالية او اذا تدهور الوضع الامني بشدة سيرجح هذا من احتمال حدوث انقلاب وهي نتيجة ايجابية بالنسبة للسوق. وقال نيوتن "في حالة وقوع انقلاب عسكري ربما تطمئن الاسواق مجددا بالنسبة للرئيس زرداري."ولكن اذا كانت باكستان ليست متجهة الى الانهيار فلماذا هذا الخطاب الاميركي.. يقول محللون ان التحذيرات بوقوع كارثة خدمت غرضين هما دفع الكونجرس الاميركي والحكومات المتحالفة الى الاسراع بالتفويض بمنح اسلام اباد مساعدات كبيرة الى جانب حث حكومة باكستان المترددة على التعامل مع طالبان بدلا من السعي للتوصل الى تفاهمات غير ميرحة.وقالت كووسيستو "سيناريو بسط طالبان سيطرتها مبالغ فيه تماما...الدافع ورائه سياسي وهي مبالغة مقصودة."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف