أخبار

الصحافة الأميركية تحتفي بفوز حزب المؤتمر الهندي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الإنتخابات العامة: نتائج مفاجئة تدحض رؤى المحللين
الصحافة الأميركية تحتفي بفوز حزب المؤتمر الهندي

"إيلاف": في الوقت الذي ينتظر أن يتم الإعلان فيه عن النتائج الرسمية للانتخابات العامة في الهند في وقت لاحق من نهار اليوم السبت، حظيت النتائج الأولية التي أظهرت تقدم التحالف السياسي الذي يقوده حزب المؤتمر على المعارضة بفارق كبير بردود فعل واسعة ومتباينة في عدد من الصحف الأميركية التي أقر معظمها على أن البلاد كانت في حاجة لمثل هذا الفوز لضمان السير نحو مستقبل أكثر استقرارا ً. من جانبها، قالت صحيفة واشنطن بوست أن النصر الباهر الذي حققه الحزب اليوم كان انتصارا ً مثيرا ً في الانتخابات التي استمرت على مدار شهر كامل في البلاد، بعد أن وافقت أغلبية الناخبين على إعادة انتخاب رئيس الوزراء مانموهان سينغ لفترة ثانية، وهو الشخص الذي قالت عنه الصحيفة أنه هذا الرجل الاقتصادي الذي سبق له وأن تبنى برامجاً لصالح الفقراء، ودشن مشروعات للتنمية الريفية والإصلاحات الاقتصادية.

وأضافت الصحيفة بقولها أن هذا الفوز الكبير جاء بمثابة الصفعة القوية لكثير من المحللين الذين كانوا يراهنون على تفوق الأحزاب الإقليمية الصغيرة على الحزبين الرئيسيين، كما أنه جاء في الوقت الذي سبق وأن تعرض فيه الحزب لانتكاسات قوية نهاية العام الماضي تمثلت في الأزمة الاقتصادية مرورا ً بالتفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها مدينة مومباي والتي ظلت بسببها تحت الحصار لمدة ثلاثة أيام كاملة، وكذلك الاتفاق النووي المثير للجدل مع واشنطن، الذي أدى تقريبا ً إلى انهيار التحالف الحاكم العام الماضي.

كما أكدت الصحيفة على أن أضعف النتائج في تلك الانتخابات كانت من نصيب الحزب الشيوعي الذي كان يحظي بنفوذ من قبل، بالإضافة إلى أحزاب أخرى كانت معارضة للاتفاق النووي المدني مع الولايات المتحدة، جنباً إلى جنب مع تلك الأحزاب التي كانت تتعامل ببطء مع الإستراتيجية الخاصة بتبني الإصلاحات الاقتصادية التي أدت إلى ارتفاع مكانة الهند على الساحة الدولية. ويبدو - بحسب الصحيفة - أن حزب المؤتمر قد استفاد من فترة حكمه السابقة التي استمرت على مدار خمسة أعوام متعاقبة، تضاعفت فيها معدلات النمو تقريباً، وشهدت أيضا على تقديم الحكمة لتنازلات عن القروض التي أخذها المزارعين، بالإضافة لانخفاض أسعار الأرز ، وكذلك برامج العمل التي استهدفت مناطق الهند الريفية الشاسعة، حيث يعيش هناك أغلبية الهنود، ويقول معظم القرويين أنهم يهتمون بالمدارس أكثر من اهتمامهم بالناحية الأمنية.

أما صحيفة النيويورك تايمز، فقد رأت أن هذا الفوز تحقق بصورة مذهلة وعلى نحو مفاجئ لكثير من المراقبين، كما أن تأثيراته على المشهد السياسي الداخلي لم تستغرق وقتاً طويلاً ، فنتائجه جاءت سريعة للغاية حيث عمل على تهميش قادة الأحزاب الإقليمية الصغيرة، وسيعمل بكل فاعلية على الحد من قوة الشيوعيين الذين يتحملون بشكل كبير مسؤولية عرقلة التغييرات الاقتصادية على مدار الخمسة أعوام الماضية. وقالت الصحيفة أن الأداء الانتخابي القوي الذي ظهر به حزب المؤتمر يشير إلى احتمالية تشكيل حكومة قوية ومستقرة في مواجهة حزمة التحديات الكبيرة التي من بينها حدوث انخفاض حاد في معدلات النمو الاقتصادي، والفقر وعدم الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك باكستان.

وأشارت الصحيفة إلى أن اللجنة المنوطة بتنظيم الانتخابات في الهند تستعد الآن للإعلان عن فوز التحالف الذي يقوده حزب المؤتمر بـ 259 مقعدا ً من بين 543 مقعد برلماني، وحصول المعارضة على 160 مقعدا ً، و 63 لتحالف ثالث، يهيمن عليه الشيوعيين. وقد أكدت الصحيفة في الوقت ذاته على أن هذا الانتصار الذي تحقق بهامش كبير وواضح في مختلف أنحاء البلاد أصاب كذلك مسؤولي الحزب بالمفاجأة. كما جاءت تلك النتائج لتتحدى عدد من الفرضيات التي تم الترويج لها في البلاد مؤخرا ً، حيث أعرب مراقبون بارزون عن أسفهم لغياب الأفكار الكبيرة والفكر الأيديولوجي في تلك الانتخابات.

فيما ذهبت صحيفة وول ستريت جورنال إلى اعتبار فوز حزب المؤتمر بالانتخابات البرلمانية المحلية بالخطوة الجيدة نحو تشكيل حكومة مستقرة في الهند، لأن ذلك سيكون بمثابة الميزة الكبرى لباقي دول العالم، حيث يتم النظر إلى الهند التي تعد ثاني أكبر بلد في العام من حيث الكثافة السكانية بعد الصين على أنها واحدة من الدول المحركة لنمو الاقتصادي العالمي. وقالت الصحيفة أن جانب عودة ظهور التحالف التقدمي المتحد بقيادة حزب المؤتمر سوف يكون له دور على الأرجح في استقطاب المستثمرين، حيث أكدت الصحيفة في مجمل حديثها على أن أي حكومة جديدة سوف تكون بحاجة إلى معالجة حالة التراجع الاقتصادي وكذلك التحدي الهائل الخاص بالتخلص من رفع ثلث معدلات الفقر التي تعيشها البلاد. وهي المهام التي قد ينطوي على مزيد من الإنفاق الحكومي، وبخاصة على أعمال البنية التحتية.

ترجمة: أشرف أبوجلالة من القاهرة

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف