أوباما يدعم المحادثات النووية لكن الخلاف مستمر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الأمم المتحدة: انتهت المحادثات الخاصة بإصلاح معاهدة للاسلحة النووية ابرمت عام 1970 بمؤشرات على احراز تقدم بعد أن تعهد الرئيس الأميركي باراك اوباما بخفض ترسانة الولايات المتحدة لكن الهوة الكبيرة بين الدول الغنية والدول الفقيرة ما زالت مستمرة. وتحدى مؤتمر أقيم لاسبوعين واختتم يوم الجمعة بمقر منظمة الامم المتحدة عن معاهدة حظر الانتشار النووي التوقعات الاسبوع الماضي حين وافقت 189 دولة موقعة بالاجماع على جدول أعمال للمراجعة الكبرى التالية التي تجري العام القادم.
وأعاقت الخلافات بين الدول الغربية التي تريد الحد من انتشار الاسلحة النووية والعالم النامي الذي يقول ان القوى الكبرى ليست جادة بشأن خفض مخزوناتها من الاسلحة النووية اتفاق السيطرة على الاسلحة. ويأمل مندوبو الدول تبني خطة لاصلاح معاهدة حظر الانتشار النووي في مؤتمر يعقد عام 2010 . ويريد الغرب سد الثغرات التي مكنت إيران وكوريا الشمالية وغيرهما من تطوير القدرة النووية بشكل قانوني لانتاج قنابل ذرية بينما تريد الدول الفقيرة أن تعلم متى ستنزع القوى النووية الكبيرة سلاحها.
والمؤتمر الأخير يمثل المرة الاولى منذ سنوات التي يصل فيها الموقعون على معاهدة حظر الانتشار النووي إلى اتفاق. وكان الرئيس الأميركي السابق جورج بوش تراجع عن تعهدات سابقة بنزع السلاح. وبعث اوباما برسالة الى المؤتمر أكد فيها مجددا تعهده باتخاذ خطوات جديدة لخفض الاسلحة النووية وفي الوقت نفسه حث الوفود على تضييق هوة الخلافات بشأن تقوية المعاهدة. وقال الكثير من المندوبين ان ذلك ساعد على كسر جمود استمر لسنوات في اجتماعات معاهدة منع الانتشار.
وفشلت المراجعة التي أجريت في عام 2005. وركزت ادارة بوش على الطموحات النووية المفترضة لكوريا الشمالية وإيران ونددت طهران بفشل القوى الكبرى في نزع السلاح. وأشارت مصر إلى الاسلحة النووية المزعومة التي تمتلكها اسرائيل. وقال محللون ودبلوماسيون ان المؤتمر الاخير انتهى نهاية إيجابية على الرغم من أنه لم يكن هناك توافق في الاراء بشأن كيفية تحسين المعاهدة. وقالوا ان مواقف ايران ومصر وواشنطن كانت بناءة.
وتقول ريبيكا جونسون رئيسة معهد اكرونيم لدبلوماسية نزع السلاح الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا له "كل هذه الدول أظهرت مرونة حقيقية عندما اقتضت الضرورة." واشار دبلوماسيون الى أن طهران انضمت الى توافق الاراء ودعمت جدول اعمال مؤتمر العام القادم. وتنفي طهران مزاعم الغرب بأنها تطور أسلحة نووية وتقول إنها لا تريد إلا استخدام الطاقة النووية في توليد الكهرباء. وعرض اوباما اجراء محادثات مباشرة مع ايران بشأن برنامجها النووي وقضايا أخرى لكن رد فعل طهران تجاه مفاتحاته اتسم بالفتور.
وقالت جونسون "كانت هذه ايران مختلفة." كما قللت من أهمية عدم الاتفاق على توصيات لمؤتمر عام 2010 قائلة ان من الافضل عدم إلزام الدول بأي شيء قبل أن تكتمل مراجعة اوباما للسياسة النووية. ومن بين المندوبين الذين أشادوا بأوباما رئيس المؤتمر السفير بونيفيس تشيدياوسيكو من زيمبابوي اذ قال ان الوفد الأميركي ساعد في خلق "مناخ ايجابي" في المحادثات التي اتسمت باثارة الانقسامات على مدار السنوات العشر الاخيرة.
وقال عن الوفد الأميركي "كان (موقفه) بناء بدرجة اكبر واستطعنا تبني جدول أعمال... اذا أمكن ترجمة نفس الروح الى مؤتمر المراجعة في العام القادم يرجح أن نرى نتيجة اكثر ايجابية مما رأيناه فيما مضى." وعلى الرغم من أن إيران دعمت جدول الاعمال لمراجعة عام 2010 إلا أنها استغلت الاجتماع لتكرر مرارا ما وصفته بالاحتكار النووي الذي يمارسه العالم المتقدم.
وانتقد الوفد الايراني مرارا الولايات المتحدة لدعمها البرنامجين النوويين لاسرائيل والهند واصفا تقديم المساعدات للدولتين اللتين لم توقعا على المعاهدة بأنه انتهاك للمعاهدة. ولم توقع اسرائيل على غرار الهند وباكستان اللتين تتمتعان بقدرة نووية على معاهدة حظر الانتشار قط. وانسحبت كوريا الشمالية منها عام 2003 وقامت بتجربة نووية عام 2006 . كما هاجمت ايران الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لحنثها بوعود سابقة بنزع السلاح النووي ولحرمانها هي ودول أخرى من الحصول على التكنولوجيا النووية بذريعة مكافحة الانتشار النووي.
وكررت مصر واندونيسيا ودول نامية أخرى نفس شكاوى إيران بشأن دعم الولايات المتحدة لاسرائيل والهند. وشكا عدد من الدبلوماسيين من أن فرنسا والصين ترفضان فيما يبدو فكرة نزع السلاح خلافا للولايات المتحدة وبريطانيا. لكن فرنسا والصين دعمتا بيانا علنيا مشتركا متفائلا صدر في نهاية المؤتمر الى جانب القوى النووية الرسمية الاخرى وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا أكد الحاجة الى نزع السلاح