كلينتون: المساعدات لباكستان لن تكون للبرنامج النووي

واشنطن: أعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يوم أمس الثلاثاء عن اعتقادها بان المئة مليون دولار التي ستقدمها واشنطن كمساعدات إنسانية طارئة لباكستان لن تذهب لتوسيع البرنامج النووي لإسلام آباد. وردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي عقدته في واشنطن قالت كلينتون "اعتقد ان ما يفعله الرئيس اوباما وفق مقاربتنا الجديدة تجاه باكستان شيء مختلف نوعيا عن أي شيء حاولناه في السابق.انها (المقاربة) تقول أساسا اننا ندعم حكومة منتخبة ديموقراطيا،ولكن يجب ان نمتلك علاقة نكون فيها واحدنا واضحا وشفافا تجاه الآخر".

وأضافت "لدينا تبادلات صادقة نتجت عن اجتماعنا الثلاثي (الاجتماع الأميركي الباكستاني الأفغاني الذي عقد في واشنطن مؤخرا)حيث جلسنا على الطاولة وكنا نقول ماذا ستفعلون بالنسبة لما نعتبره تهديدا متطرفا لبلدكم،وهو ما يعتبر تهديدا لنا أيضا". وتابعت "الأسبوع الماضي شاهدنا الجواب الذي كان مشجعا جدا ،وبالتالي فان مسؤوليتنا دعم الحكومات المنتخبة ديموقراطيا".

يشار الى ان أعضاء في الكونغرس عبروا عن قلقهم من احتمال تحويل مليارات الدولارات المقترحة كمساعدات عسكرية أميركية لباكستان إلى البرنامج النووي لإسلام آباد. وكانت كلينتون قالت ان المساعدة تهدف إلى مساعدة الحكومة الباكستانية على تلبية حاجات المدنيين الباكستانيين الذين نزحوا بسبب المعارك التي يخوضها الجيش ضد مقاتلي طالبان في وادي سوات والذين ناهز عددهم 1.2 مليون شخص.

وحيّت كلينتون الحكومة الباكستانية على "قيادة المعركة ضد المتطرفين الذين يهددون مستقبل بلادهم وأمننا الجماعي". وأشارت إلى ان توفير المساعدة لباكستان "ليس أمراً صائباً فحسب بل نعتقد انه ضروري للأمن العالمي وأمن الولايات المتحدة أيضاً". وقالت كلينتون ان المائة مليون دولار إلى باكستان هي الثانية منذ بدء المعارك في آب/أغسطس الماضي بعدما قدمت واشنطن 60 مليون دولار في وقت سابق، معلنة ان الإدارة الأميركية تسعى إلى إقناع الكونغرس بتقديم مساعدات إضافية.

وقالت كلينتون ان باكستان تواجه اليوم "أزمة إنسانية كبرى" ولكنها أعربت عن ثقتها بأن تنجح "المؤسسات والمواطنون في هذا البلد في مواجهة هذا التحدي الإنساني إذا تحرك المجتمع الدولي وقدم لهم الدعم الذي يحتاجون إليه". ودعت الحكومة الباكستانية إلى استثمار أموال المساعدة "في الشعب والاقتصاد" على حد سواء.

وأعلنت كلينتون انه بإمكان أي أميركي الآن بعث رسالة من هاتفه النقّال مكتوب فيها كلمة "سوات" (swat) إلى الرقم 20222 والتبرع بـ5 دولارات لصندوق مخصص لمساعدة المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة على تأمين الخيم والملابس والغذاء والأدوية لمئات الآلاف من النازحين. وقالت ان أعضاء وزارتها فعلوا ذلك ليكونوا أول المتبرعين للصندوق.

يشار إلى ان مفوضية اللاجئين أعلنت أمس ان عدد النازحين الباكستانيين جراء المعارك بلغ 1.17 مليون شخص في حملة نزوح جماعية.