بايدن: بإمكان صربيا واميركا فتح صفحة جديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
براغ: قال نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن إنه بإمكان كل من صربيا والولايات المتحدة فتح صفحة جديدة من العلاقات بينهما، وذلك "بغض النظر عن الاختلافات القائمة بين البلدين بشأن موضوع كوسوفو." وقال بايدن، وهو أرفع مسؤول أميركي يزور صربيا منذ قصف قوات حلف الناتو لتلك البلاد من أجل طرد قواتها من كوسوفو عام 1999، إن بلاده تدعم خطط صربيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأضاف بايدن قائلا: "إن الولايات المتحدة لا تتوقع من صربيا، وأنا أشدد على ذلك، بأن تعترف باستقلال كوسوفو. وهذا ليس شرطا مسبقا لعلاقاتنا أو لدعمنا لصربيا لكي تصبح جزءا من الاتحاد الأوروبي."
وكان بايدن قد قال للنواب البوسنيين في سراييفو إن الولايات المتحدة تريد "أن تأخذ صربيا الموقع الذي تستحقه في أوروبا كدولة ديمقراطية قوية وناجحة تلعب دورا بنَّاء في المنطقة."
من جانبه، قال الرئيس الصربي بوريس تاديتش إن بلاده والولايات المتحدة يمكن أن يحققا تقدما "على أساس الحوار المتجذِّر على قاعدة الاحترام المتبادل."
إلا أنه أوضح بجلاء أن بلاده لن تتزحزح قيد أنملة عن مطالبها بشأن كوسوفو الذي أعلن استقلاله عن صربيا العام الماضي.
وأضاف تاديتش قائلا: "إن صربيا لا تعترف باستقلال كوسوفو، ولن تعترف به أبدا. فلصربيا الحق المشروع بالدفاع عن وحدة أراضيها بالطرق السلمية والدبلوماسية والوسائل القانونية المتاحة."
يُشار إلى أن بايدن يقوم الآن بزيارة إلى منطقة البلقان. وقد زار في وقت سابق من يوم الثلاثاء البوسنة، وسوف يزور كوسوفو يوم الخميس.
وكان بايدن قد حذَّر الثلاثاء من أن الوضع في البوسنة قد يتدهور مجددا، وذلك ما لم يتخذ الزعماء المعنيون الخطوات الضرورية لمعالجة الانقسام العرقي الذي ينخر جسد البلاد.
وقال بايدن مخاطبا نواب البرلمان الفيدرالي للبوسنة في العاصمة سراييفو: "أقولها لكم بمنتهى الصراحة، إني وقيادة بلدي قلقون إزاء الوجهة التي تسير بها بلادكم وحيال المستقبل الذي ينتظرها."
ولدى تطرقه إلى الانقسام العرقي المستمر في البلاد، قال بايدن للنواب البوسنيين: "مع كل احترامي، وأرجو أن تعذروني إن قلت هذا تحت قبة برلمانكم، إن هذا الانقسام يجب أن ينتهي ويتوقف."
وأضاف نائب الرئيس الأميركي قائلا: "على زعماء هذا البلد الكف عن تفضيل مصالحهم السياسية والعرقية الضيقة على حساب المصلحة الوطنية."
وفي إشارة واضحة إلى خطر انزلاق البلاد في أُتون الحرب الأهلية من جديد، خاطب بايدن النواب البوسنيين محذِّرا بقوله: "المستقبل الحقيقي الوحيد أمامكم هو الانضمام إلى أوروبا. لكنكم اليوم تحيدون عن هذا السبيل. فبإمكانكم سلوك الطريق إلى أوروبا، أو اختيار طريق آخر: الطريق الذي جربتموه من قبل."
ومضى بايدن إلى القول: "إن عزوفكم عن اللحاق بركب أوروبا سيؤدي بكم إلى أن تصبحوا أفقر البلدان في هذه القارة، هذا إن لم نقل إنكم ستنزلقون في أسوأ الأحوال إلى نفس الفوضى العرقية التي أضحت سمة مميزة لبلادكم لأكثر من عقد من الزمن."
ومن الجدير بالذكر أن بايدن كان من مؤيدي تسليح مسلمي البوسنة عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ في تسعينيات القرن الماضي، مما يثير شكوك صرب البوسنة الذين يخشون قيام واشنطن بإضعاف الاستقلالية التي يتمتعون بها حاليا.
وقد نظم مقاتلو الصرب القدامى مسيرات واعتصامات احتجاجية عمت كل مدن جمهورية صرب البوسنة ظهر الثلاثاء، ونددوا خلالها بما اعتبروه تحيزا أمريكيا ضد الصرب.
يُذكر أن البوسنة ما زالت مقسمة بين الجهتين اللتين خاضتا الحرب الأهلية في تسعينيات القرن الماضي: صرب البوسنة من جهة، والاتحاد بين الكروات والمسلمين من جهة أُخرى.
وكان اتفاق دايتون للسلام، الذي أُبرم في عام 1995 برعاية أمريكية، قد وضع حدَّا للحرب التي راح ضحيتها أكثر من مئة ألف قتيل.
يُشار إلى أن العديد من الدبلوماسيين والخبراء يعتبرون البوسنة أقل دول البلقان استقرارا، ويخشون من أن تقوِّض مشاكلها مساعي دول المنطقة الأُخرى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وكان إقليم كوسوفو، ذو الأغلبية الألبانية، قد أعلن استقلاله رسميا عن صربيا في العام الماضي، وذلك بعد عقد من الانفصال عنها عندما أجبر حلف الأطلسي القوات الصربية على الانسحاب منه.
يُذكر أن الاتحاد الأوروبي ما لبث يمارس دور المراقب في كوسوفو، الدور الذي كانت تقوم به الأمم المتحدة قبل استقلال الإقليم. وما زال صرب كوسوفو يصرون على تجاهل سلطة حكومة كوسوفو، وهم يحتفظون أيضا بعلاقات وطيدة مع بلغراد.