تشافيز يعجل في تأميم الإقتصاد الفنزويلي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كراكاس: عمد الرئيس الفنزويلي الاشتراكي هوغو تشافيز الذي يواجه ضغوطا نتيجة تراجع اسعار النفط، المورد الرئيسي في البلاد، الى التعجيل في تأميم الاقتصاد عبر تأميم خمسة مصانع تعدين ومصرف كبير.
وبذلك، يكون تشافيز الذي يعتبر رأس حربة اليسار المناهض لليبرالية في اميركا اللاتينية قد كثف سياسة تأميم الصناعات الاستراتيجية التي بدأها العام 2007 في قطاعات النفط والاتصالات والكهرباء.
وتستهدف حملة جديدة صناعات التعدين والاسمنت والمصارف.
وبدأت هذه الحملة في مطلع ايار/مايو مع اصدار البرلمان قرارا يمنح الدولة السلطة على خدمات مختلفة مرتبطة بقطاع المحروقات.
ومذذاك، استملكت الحكومة في البلاد الغنية بالنفط ما لا يقل عن 76 شركة في القطاع.
وصرح تشافيز قبل اسبوعين بعد اولى عمليات الاستملاك "نحن نحرر الوطن، ونبني الاشتراكية مع العمال. هذه الشركات اصبحت ملكا للشعب".
واعلن مساء الخميس وضع الدولة اليد على خمس شركات تعدين، يعود نصفها لرؤوس اموال اجنبية (ارجنتينية، مكسيكية، ايطالية، المجموعتان اليابانيتان كوبي ستيل وميتسوي، او المجموعة البريطانية-الاسترالية بي اتش في بيليتون) وتشهد تعثرا نتيجة تراجع الاسعار عالميا وازمات اجتماعية.
وصرح تشافيز مبررا التأميم "ينبغي مكافحة المافيات وسوء الادارة والسلوكيات المنحرفة والرذيلة (...) التي لا تزال حاضرة وتهدد الثورة الاشتراكية".
غير ان رامون غوميز امين سر احدى نقابات القطاع، اسف لقيام الرئيس بذكر الشركات التصنيعية وحدها فيما تتركز غالبية المشاكل في صناعات التعدين الاساسية، في رأيه.
وقال "انه يتفادى المشكلة. هذا قرار اتخذه الحزب الاشتراكي من دون التشاور مع النقابيين الذين يختلفون في الرأي".
واعتبر اسدروبال اوليفيروس من مكتب ايكوناليتيكا ان حملة التأميم الاخيرة تنطوي على هدفين "ايديولوجي واقتصادي".
وقال المحلل "تشافيز لم يتراجع عن مشروعه الاشتراكي، وهو يبتكر طريقة شخصية جدا لمواجهة ديونه. انه يؤمم لانه لم يعد يملك الموارد. انها طريقة للتخلص موقتا، بل نهائيا، من التزاماته المادية".
ويبلغ سعر برميل النفط الفنزويلي نحو 40 دولارا منذ مطلع العام فيما راهنت الدولة في موازنتها التي يعتمد نصفها على النفط على سعر 60 دولارا.
واشارت دراسة نشرتها الجمعة صحيفة +ال اونيفرسال+ استنادا الى ارقام البنك المركزي، الى ان القطاع العام يشكل 29,5% من الاقتصاد الفنزويلي.
واصبحت الدولة اللاعب الاكبر في السوق المالية بعد اتفاق على تأميم +بانكو دي فنزويلا+.
واكد اوليفيروس ان "تشافيز يفكر في بقائه على المدى القصير"، واضاف "الرئيس يستخدم كل ما في وسعه لتجنب تباطؤ كبير، مراهنا على معاودة ارتفاع اسعار النفط".
وهذا الارتفاع سيكون مرحبا به لتسديد فاتورة عمليات التأميم. ففي بعض عمليات الاستملاك، لم تسدد الدولة حتى الان تعويضات للمالكين السابقين، وخصوصا في قطاع الاسمنت.