مجلس الامن الدولي يدين التجربة النووية الكورية الشمالية

نيويورك: دان مجلس الامن الدولي خلال اجتماع طارىء الاثنين التجربة النووية الجديدة التي اجرتها كوريا الشمالية، وقرر التحضير لقرار من المفترض ان يتضمن عقوبات جديدة ضد بيونغ يانغ. وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس في شهر ايار/مايو ان "اعضاء مجلس الامن اعربوا عن معارضتهم الصارمة وادانتهم للتجربة النووية التي اجرتها كوريا الشمالية في 25 ايار/مايو 2009 والتي تشكل انتهاكا واضحا لقرار مجلس الامن الرقم 1718".

واضاف تشوركين ان اعضاء المجلس قرروا خلال اجتماعهم الطارىء الذي دعت اليه اليابان، "البدء فورا بالعمل على قرار يصدر عن المجلس بهذا الشأن، بما يتفق ومسؤولياتهم في اطار ميثاق الامم المتحدة".

واوضح تشوركين ان اعضاء مجلس الامن "يطالبون" في بيانهم، الذي تطلب صدوره إجماع اعضاء المجلس الخمسة عشر، كوريا الشمالية "بالالتزام الكامل بالواجبات المفروضة عليها في قرارات المجلس". وعلى الاثر اعلن للصحافيين عدد من الدبلوماسيين الغربيين انهم يرغبون بان يتضمن القرار الذي سيصدره المجلس بخصوص كوريا الشمالية عقوبات جديدة ضد النظام الشيوعي.

وقال نائب السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة جان بيار لاكروا ان "القرار سيتضمن عقوبات جديدة تضاف الى تلك التي سبق للمجلس وان فرضها" ضد بيونغ يانغ. واضاف انه "من المهم ان يكون هناك ثمن لتصرف كوريا الشمالية، ذلك الاستفزاز الخطير الذي تجلى بتجربة نووية".

ورفض لاكروا توضيح ماهية العقوبات الجديدة التي يمكن ان يقرها مجلس الامن، مؤكدا ان هذه العقوبات سيتم تحديدها بناء على مفاوضات سيجريها اعضاء المجلس.

من جهتها اعربت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس عن املها في ان يتضمن القرار المنوي صدوره عن المجلس "اجراءات قوية" ضد كوريا الشمالية. وقالت "نرى بأن هذا القرار يجب ان يتضمن اجراءات قوية، وان يكون مضمونه حازما وملائما، ولكن طالما ان المفاوضات لم تنته سيكون من السابق لاوانه الحديث عما سيكون عليه مضمونه".

واكدت رايس ان بلادها تعتبر التجربة النووية الجديدة التي اجرتها كوريا الشمالية "انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وتهديدا للسلام والامن الدوليين، وهي ستسعى بالتالي الى استصدار قرار قوي يتضمن اجراءات قوية".

من جانبه اعتبر سفير اليابان لدى الامم المتحدة يوكيو تاكاسو ان التجربة النووية الكورية الشمالية تشكل "تهديدا مباشرا لامن اليابان وآسيا".

وردا على سؤال بشأن القرار المرتقب امتنع السفير الياباني عن الدخول في التفاصيل، رافضا اعتبار القرار المتوقع صدوره "عقابا" لبيونغ يانغ، مفضلا اعتباره "نتيجة" لافعال النظام الشيوعي.

واعلنت كوريا الشمالية الاثنين انها اجرت "بنجاح" تجربة نووية جديدة، ما اثار حفيظة معظم العواصم الكبرى في العالم التي اعتبرت هذه الخطوة انتهاكا لقرار مجلس الامن الدولي الرقم 1718 الذي صدر في تشرين الاول/اكتوبر 2006 اثر التجربة النووية الاولى لكوريا الشمالية والذي منع بيونغ يانغ من اجراء تجارب نووية اخرى او تجارب على اطلاق صواريخ.

واصدر مجلس الامن في 13 نيسان/ابريل ادانة بحق بيونغ يانغ بسبب اقدامها في الخامس من الشهر عينه على اطلاق صاروخ بالستي، وترافقت هذه الادانة مع تشديد للعقوبات التي سبق للمجلس وان فرضها على النظام الشيوعي في 2006.

وتضمنت العقوبات تجميدا لموجودات شركات كورية شمالية في الخارج، لدورها المفترض في الانشطة البالستية لكوريا الشمالية. واستهدفت العقوبات ثلاث شركات، بينها مصرف، والشركات التابعة لها، ما رفع عدد الشركات الكورية الشمالية المعاقبة الى 11 شركة.

وردا على الادانة وتشديد العقوبات اعلنت بيونغ يانغ انسحابها من مفاوضات مجموعة الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان والكوريتان) ووقف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية واعادة تشغيل منشآتها النووية.

بولتون: التجربة النووية الكورية الشمالية تمثل "ساعة الحقيقة" بالنسبة لاوباما

من جانبه،اكد السفير الاميركي السابق لدى الامم المتحدة جون بولتون ان التجربة النووية الجديدة التي اجرتها كوريا الشمالية الاثنين تمثل "ساعة الحقيقة" بالنسبة للرئيس الاميركي باراك اوباما الذي مد يده الى الانظمة المعادية للولايات المتحدة.

وقال بولتون، الذي كان في عهد جورج بوش احد رموز التيار الداعي لاعتماد الحزم حيال هذه الانظمة، ان هذه التجارب النووية تشكل نذير شؤم للوضع في الشرق الاوسط "نظرا الى التعاون" القائم بين كوريا الشمالية وايران في مجال تطوير الصواريخ البالستية.

واكد بولتون لشبكة فوكس نيوز ان الكوريين الشماليين "كانوا ينتظرون ايجاد مبرر لاجراء تجربة نووية اخرى لان تجربتهم الاولى في 2006 فشلت". واضاف "لقد وفرت لهم ادارة اوباما الفرصة. المبعوث الاميركي ستيفن بوسوورث قال قبل حوالى اسبوعين انه لا يرى اي مؤشر ازمة وانه يأمل باعادة انطلاق مفاوضات مجموعة الست".

كوريا الشمالية تحضر لتجربة اطلاق صواريخ قصيرة المدى

في المقابل، ذكرت وكالة الانباء الكورية الجنوبية "يونهاب" ان كوريا الشمالية تحضر لتجربة اطلاق صواريخ قصيرة المدى في البحر. واوردت الوكالة عن مصدر في الحكومة الكورية الجنوبية قوله ان "كوريا الشمالية اعلنت منطقة محظورة على السفن في البحر الاصفر قبالة مقاطعة جونغسان في ولاية بيونغان الجنوبية". واضاف بحسب يونهاب ان "الشمال سيعمد على الارجح الى اطلاق صواريخ قصيرة المدى اليوم او غدا".

هذا واعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما تحادث هاتفيا مع كل من نظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ-باك ورئيس الوزراء الياباني تارو آسو ل"تنسيق" الرد على التجربة النووية التي اجرتها كوريا الشمالية. كما اعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية الثلاثاء ان سيول ستصبح عضوا كامل العضوية في المبادرة الامنية لمكافحة الاتجار باسلحة الدمار الشامل التي تقودها الولايات المتحدة، وذلك غداة اجراء بيونغ يانغ تجربة نووية ثانية.

وكانت بيونغ يانغ اكدت مؤخرا انه في حال انضمت سيول الى المبادرة الامنية لمكافحة انتشار اسلحة الدمار الشامل (بي اس اي) فان هذا الانضمام سيعتبر بمثابة اعلان حرب. وتسمح المبادرة الامنية لمكافحة انتشار اسلحة الدمار الشامل خصوصا بان يتم في المياه الدولية تفتيش السفن التي يشتبه بانها تنقل معدات نووية او اسلحة دمار شامل اخرى.