أخبار

التجربة النووية الثانية تحيي النقاش حول نزع السلاح النووي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: كوريا الشمالية ستدفع الثمن
التجربة النووية الثانية تحيي النقاش حول نزع السلاح النووي

الأزمة النووية الكورية

*أكتوبر 2006 كوريا الشمالية تجري تجربة نووية تحت الأرض
*فبراير 2007 كوريا الشمالية توافق على إغلاق مفاعلها النووي الرئيسي
*يونيو 2007كوريا الشمالية تغلق مفاعل يونج بيون
*يونيو 2008 كوريا الشمالية تقدم كشفا بمنشآتها النووية
*أكتوبر 2008 الولايات المتحدة تزيل كوريا الشمالية من قائمة الدول الراعية للإرهاب
*ديسمبر 2009 بيونج يانج تبطئ تفكيك المنشآت النووية بعد تعليق الولايات المتحدة امدادات الطاقة
*يناير 2009 كوريا الشمالية تعلن الغاء كافة المعاهدات السياسية والعسكرية مع الجنوب متهمة جارتها الجنوبية بالنوايا السيئة
*ابريل 2009 بيونج يان تطلق صاروخا تقول انه يحمل قمرا صناعيا للاتصالات
*25 مايو 2009 كوريا الشمالية تجري تجربية نووية جديدة

عواصم، وكالات: أكد إعلان كوريا الشمالية تجربتها النووية الثانية ضرورة إنعاش مشروع نزع السلاح النووي الشامل لتجنب انتشار هذا النوع من الاسلحة، وان كان الهدف غير قابل للتحقق على المدى القصير في رأي محللين. وسبق ان تجاوزت بيونغ يانغ عند إجرائها التجربة النووية الاولى في 2006 اتفاق الحد من انتشار الاسلحة النووية، ما حدا بالبعض الى المطالبة بتحديث سادس للنص الساري المفعول منذ 1970 ولكن من دون جدوى. واعتبر الخبير النووي الفرنسي جورج لو غيلت انه بحسب المعطيات الاولى " يبدو ان القنبلة الكورية الشمالية الثانية تزن 7 الى 8 كيلوطن، ما يشير الى سيطرة أفضل على المشاكل الالكترونية ".

واضاف "انه تحد للاميركيين، لكنه ايضا صفعة للصين التي خسرت ماء الوجه" حتى لو لم يكن التهديد العسكري "مباشرا". فبالاضافة الى تحدي بيونغ يانغ هناك تحدي طهران، بعد اعلان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاثنين رفضه مناقشه برنامج بلاده النووي، الذي يشتبه في انه ينطوي على جانب عسكري. واضاف لو غيلت انه حيال هذين التحديين "ينبغي التحرك سريعا لتجنب غرق اتفاق الحد من التسلح النووي"، علما انه من المرتقب عقد مؤتمر في نيويورك في ربيع 2010 لمراجعة الاتفاق.

وسيكون موقف الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي حاسما، نظرا الى امتلاكهم السلاح النووي. وتم تمديد اجل الاتفاق الى ما لا نهاية العام 1995، غير انه فشل حتى الان في شقين، بحسب المحللين. ففي الشق الاول، يبلغ عدد الدول التي تملك السلاح النووي تسعا، هي الخمس "الكبرى" تضاف اليها اسرائيل، الهند، باكستان وكوريا الشمالية. كما تتمتع خمس دول اخرى هي اليابان، البرازيل، ايران، هولندا، وجنوب افريقيا بالقدرة على تخصيب اليورانيوم.

اما الشق الثاني فيكمن في عدم انجاز الهدف المعلن الثاني للاتفاق وهو نزع سلاح كامل يمكن التحقق منه. بل على العكس، لم تتوقف الدول النووية، سواء المعترف بها او غيرها، عن تحديث ترساناتها بانتظام. واعتبر اندريه دومولان من المدرسة الملكية العسكرية في بروكسل، من هذا المنظار، "ان التجربة النووية الكورية لم تؤد الا الى توسيع النقاش (المرتقب في نيويورك) وتشعيبه". واقترح رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الاكثر متابعة للملف في 17 اذار/مارس ان تجتمع الدول النووية قبل نهاية العام للتباحث في نزع سلاح كامل.

من جهة اخرى، بحث الرئيسان الاميركي باراك اوباما والروسي ديمتري مدفيديف في الاول من نيسان/ابريل في لندن في تقليص ترسانتيهما النوويتين الى حد كبير، تلى ذلك حديث اوباما بعد ايام عن "عالم بلا اسلحة نووية". وفي الوقت نفسه، اتفقت الدولتان النوويتان الكبريان على مراجعة اتفاق ستارت1 الذي ابرم العام 1991 وينتهي مفعوله مع نهاية 2009. وينص الاتفاق على ان تقلص كل من الدولتين عدد القذائف التي تملكها الى 3500، غير الالاف الاخرى المخزنة التي توضع رسميا "خارج الخدمة".

وقالت سوزان رايس السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة إن الضغوط الدولية على بيونج يانج ستتصاعد حتى تدرك أن هذه التجارب زادت من "عزلتها وضعفها". وأوضحت في تصريح لشبكة سي بي إس الأميركية أن هذه الضغوط ستكون" اقتصادية وبوسائل أخرى"، مؤكدة ان المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي ويدع كوريا الشمالية تستمر في هذا الطريق. ووصفت رايس التحركات الكورية بانها"استفزازية وتهدد السلام والأمن الدوليين". ويأتي استمرار التصريحات الأميركية شديدة اللهجة بينما يعكف الدبلوماسيون الأميركيون على إعداد مشروع قرار بفرص عقوبات على بيونج يانج بسبب تجربتها النووية. وجاء ذلك عقب إدانة مجلس الأمن مساء الاثنين بالإجماع التجارب الكورية.

وفي ايار/مايو 2002 توصل البلدان الى اتفاق على الاحتفاظ فقط بما بين 1700 و2200 قذيفة مع حلول 2012، غير تلك المخزنة. لكن رغم تلك النوايا الحسنة تبدو المفاوضات شاقة ومعقدة. فموسكو تطالب بالحد ايضا من عدد الصواريخ، لا القذائف فحسب، كما ستطرح مسألة الدرع الاميركية المضادة للصواريخ، وكذلك انعدام التوازن في الترسانة التقليدية الذي تعتبر انه لا يصب في مصلحتها.وعلى هذه الوتيرة، "سيستغرق نزع السلاح النووي عقودا" بحسب لو غيلت، حتى لو اقتصر على التخلص من نحو 200 طن من البلوتونيوم المكدسة لدى الاميركيين والروس. اما دومولان فقال "سنصل الى ذلك بعد 50 او حتى 100 عام، اذا سار كل شيء كما ينبغي"، اي حتى تحديد "اجراءات الثقة والتحقق" التي سيتم التوافق عليها عالميا.

كوريا الشمالية تطلق صاروخا جديدا قصير المدى

في هذه الغضون،اجرت كوريا الشمالية الاربعاء تجربة جديدة على اطلاق صاروخ قصير المدى، كما افادت وكالة انباء يونهاب الكورية الجنوبية. ونقلت الوكالة عن مصدر في حكومة سيول طلب عدم الكشف عن هويته ان بيونغ يانغ اطلقت صاروخا قصير المدى في البحر الاصفر. واضاف المصدر بحسب الوكالة ان "اجهزة الاستخبارات تراقب الوضع من كثب".

ويتزامن اطلاق الصاروخ السادس مع انكباب مجلس الامن على صياغة مشروع قرار من المتوقع ان يفرض عقوبات جيدة على بيونغ يانغ. وقد اكد دبلوماسيونأن مجلس الامن الدولي بحاجة الى "بعض الوقت" للتوصل الى قرار بشأن كوريا الشمالية . وقال سفير فرنسا لدى الامم المتحدة جان موريس ريبير لدى خروجه من اجتماع المجموعة المسماة "5+2" والتي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) بالاضافة الى اليابان وكوريا الجنوبية، "نحن نعمل، نحن بحاجة الى بعض الوقت".

و قالتسوزان رايس ان "محادثاتنا ومداولاتنا ستحتاج في الواقع الى بعض الوقت". واضافت باسم المجموعة "لقد اجرينا جولة اولى من المباحثات الجيدة والمثمرة بشأن عناصر مشروع قرار. لقد كانت المباحثات جدية للغاية وعملية، ولكنها ليست الا خطوة اولى".

وتسعى مجموعة "5+2" الى الاتفاق اولا على العناصر التي سيبنى على اساها مشروع القرار قبل عرضها على باقي اعضاء مجلس الامن الدولي.

وكان المجلس دان الاثنين التجربة النووية التي اجرتها كوريا الشمالية في اليوم عينه معتبرا اياها انتهاكا لقراراته السابقة وواعدا بقرار جديد ضد بيونغ يانغ. واكد الدبلوماسيون الاثنين ان القرار المرتقب سيتضمن "اجراءات قوية" ضد بيونغ يانغ، التي ترزح تحت عقوبات دولية فرضها عليها المجلس سابقا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف