دعوات أوباما إلى وقف الإستيطان وصمم الحكومة الإسرائيلية

قراءة في الصحف الأميركية الصادرة اليوم
دعوات أوباما إلى وقف الإستيطان وصمم الحكومة الإسرائيلية

إيلاف_ قسم الترجمة: تركز الصحف الأميركية الصادرة اليوم على المحادثات التي أجراها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع نظيره الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض ودعوات الأخير إسرائيل إلى وقف نشاطها الإستيطاني في الضفة الغربية. كما تواصل صحف اليوم متابعة ملفات الشرق الأوسط والشؤون الدولية إمتدادا من غضب الصين على حليفتها كوريا الشمالية وبوادر تغيير في موقف بكين من بيونغيانغ بعد تجربتها النووية التي فاجأت الصين ، كما تذهب صحيفة "وول ستريت"، إلى غراميات رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني وإتهامه بإقامة علاقات مع فتيات بعمر حفيدته على حساب التصدي لمشاكل إيطاليا الكثيرة ، كما تقول "نيويورك تايمز". داخليًا تتناول صحف اليوم توجسات الكاثوليك إزاء موقف أوباما من الإجهاض وإستمرار ردود الأفعال على ترشيح قاضية من أصول لاتينية لعضوية المحكمة العليا وتردي أوضاع العمال الأميركيين في ظل الأزمة الإقتصادية لا بسبب التسريحات فحسب وانما بعد موافقتهم على العمل بأجور أقل ايضًا.

نيويورك تايمز: أوباما يحيي عملية السلام المعطلة

في ملف القضية الفلسطينية تسلط صحف اليوم الضوء على دعوة الرئيس اوباما عقب محادثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى التحرك السريع لاحياء عملية السلام المعطلة وتأكيده مجددا حث اسرائيل على وقف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية وتحذيره من ان غياب السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين يعطل حل قضايا حيوية الأخرى في الشرق الأوسط ، كما تنقل صحيفة "نيويورك تايمز". وفي هذا الشأن تلفت صحيفة "لوس انجيليس تايمز" الى "ان الرئيس اوباما وكبار المسؤولين الاسرائيليين طرحوا مواقف متعارضة بحدة من القضية المتفجرة للمستوطنات اليهودية دافعين نزاعا نادر الحدوث بين الحليفين الى الواجهة على مرأى من الجميع قبل ايام قليلة من خطاب الرئيس الاميركي الذي طال انتظاره في مصر الى مسلمي العالم".

وإذ تنقل الصحيفة عن اوباما قوله بعد لقاء عباس انه كان "شديد الوضوح بشأن ضرورة وقف بناء المستوطنات والبؤر الاستيطانية" تلاحظ الصحيفة "ان اسرائيل قالت قبل ساعات من ذلك انها ستواصل السماح بقدر من النمو الطبيعي في مستوطنات الضفة الغربية. واكد هذا التبادل بين الجانبين الموقف المتشدد على غير المعهود الذي اتخذه اوباما علنا من اسرائيل في فترة مبكرة من ادارته في حين ان غالبية الرؤساء الاميركيين ، ادراكا منهم لحساسية الأبعاد السياسية ، كانوا يعملون جاهدين على ابقاء الخلافات بعيدة عن الانظار حين تنشأ" ، بحسب "لوس انجيليس تايمز".

واشنطن بوست: الولايات المتحدة جادة

صحيفة "واشنطن بوست" من جهتها تقول "ان ادارة اوباما كانت تحسب ، على ما يبدو ، ان الضغط على اسرائيل بشأن المستوطنات من شأنه أن يساعد في ان يبيِّن للدول العربية ان الولايات المتحدة جادة في العمل من أجل السلام ، حتى إذا خاطرت بالظهور وكأنها تُضعف حكومة نتنياهو الجديدة" ، كما تقول "واشنطن بوست". أما صحيفة "وول ستريت جورنال" فانها ترى في هذا السياق "ان اسرائيل تحاول تخفيف حدة التوتر المتزايد بإعادة القاء العبء على الفلسطينيين" مشيرة الى قول الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية مارك ريغيف ان الفلسطينيين "تخلفوا عن الايفاء بالتزاماتهم لمكافحة الارهاب في الضفة الغربية" ولكن "هذه الحجة فشلت في أن تلقى استجابة في واشنطن" ، كما ترى "وول ستريت جورنال".

من جهة أخرى تخلص صحيفة "كريستيان ساينس مونتر" الى ان الرئيس عباس زار واشنطن لطرح قضية شعبه وبحث آفاق السلام لكنه جاء "مثقَلا بانعدام الاستقرار في الداخل. فالفلسطينيون ليسوا منقسمين انقساما مريرا بين حركتي "حماس" و"فتح" فحسب...بل ان قاعدة التأييد الرئيسية التي يتمتع بها عباس في حكومته ـ كتلة "فتح" في المجلس التشريعي ـ رفضت جملة وتفصيلا الحكومة التي شكلها الاسبوع الماضي في ما يسميه منتقدون محاولة مستعجلة لتقديم شريك تفاوضي سليم الى اوباما" ، على حد تعبير "كريستيان ساينس مونتر".

نيويورك تايمز: نزاع كركوك يؤجج الاحتقانات

في الشأن العراقي نطالع في صحيفة "نيويورك تايمز" تحليلا إخباريا يتناول قضية كركوك التي تقول الحكومة المركزية في بغداد انها جزء من العراق وتقول حكومة اقليم كردستان انها جزء من الاقليم. وتعتبر "نيويورك تايمز" ان "اي نزاع حول كركوك يهم تركيا وسوريا وايران التي لدى كل منها أقلية كردية ، وانه يمكن أن يؤجج الاحتقانات العربية ـ الكردية في شمال العراق بأكمله". وتمضي الصحيفة قائلة "ان العديد من أكبر شركات النفط العالمية تتسابق على الفوز بعقود في كركوك رغم بقاء وضعها بلا حل ومن غير المعروف كم يوجد من النفط في باطن أرض كركوك". وينطلق سباق الشركات النفط العالمية على توقيع عقود نفطية مع العراق "في وقت من المقرر ان تمنح الحكومة حقوق انتاجه" الى الشركات التي تتقدم بأفضل العروض "في نهاية حزيران/يونيو" ، بحسب نيويورك تايمز.

حسني حول انقاذ ترشحه باعتذار علني

ونبقى مع صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير عن فرص وزير الثقافة المصري فاروق حسني لانتخابه امين عام منظمة "اليونسكو". وتقول الصحيفة ان حسني "حول انقاذ ترشحه باعتذار علني" عن دعوته العام الماضي الى حرق الكتب الاسرائيلية الموجودة في المكتبات المصرية. وتضيف الصحيفة "ان فرص السيد حسني تتضاءل على ما يبدو في عالم السياسة الدولية المعقدة لوكالات الأمم المتحدة بتقدم مرشحين جدد قبيل انتهاء موعد التسجيل في 31 أيار/مايو". وتشير الصحيفة الى ان فاروق حسني البالغ من العمر 71 عاما يشغل منصب "وزير الثقافة المصري منذ ما يربو على 20 عاما ويحظى بدعم الرئيس حسني مبارك الذي سعى الى حشد الدعم العربي والافريقي له. ولكن هذا الدعم كان على الدوام مهزوزا بخلاف ما يقوله مؤيدو ترشيح حسني في العلن ، بحسب مسؤولين في اليونسكو وسفراء طلبوا عدم ذكر اسمائهم لاعتبارات دبلوماسية وسياسية دقيقة" ، بحسب تعبير "نيويورك تايمز".

واشنطن تايمز: الخصوم يلطمون يد اوباما المفتوحة

ختاما نقرأ في صحيفة "واشنطن تايمز" تحليلا اخباريا يجمع بين الداخل والخارج تحت عنوان "الخصوم يلطمون يد اوباما المفتوحة". وتقول الصحيفة ان وعد اوباما يوم تنصيبه بمد يده الى قادة العالم "المعادين إذا بسطوا قبضاتهم المشدودة" لاقى ردا "عدوانيا من زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ ايل وتحديا من الرئيس الايراني محمود احمد نجاد في اختبار لجدوى تشديد الرئيس على الدبلوماسية". وتضيف الصحيفة ان الرئيس اوباما "تعين عليه ايضا ان يتحمل اهانات من الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز والأخوين كاسترو في كوبا ولكن تواصله مع هذه البلدان الاميركية اللاتينية أخذ يثمر نتائج مبكرة".

وتشير الصحيفة الى "ان خصوم ادارة اوباما الايديولوجيين يرون في تصاعد التهديد النووي من كوريا الشمالية وتعهد ايران بمواصلة برنامجها النووي ، تزكية لتحذيراتهم من ان الرئيس الجديد سيكون ضعيفا عديم الفاعلية" ، بحسب تعبير الصحيفة التي تنقل عن سفير اميركا السابق في الأمم المتحدة جون بولتن قوله ان كلمات اوباما في خطاب التنصيب هي كلمات "قائد ساذج عديم الخبرة" وان اوباما "عملها مرة أخرى" بعد تجربة كوريا الشمالية النووية يوم الاثنين الماضي ، على ما تقول صحيفة "واشنطن تايمز".

ترجمة: عبدالاله مجيد