أوباما حافظ على الخط التقليدي في تعيينات السفراء الأميركيين رغم وعوده بالتغيير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: رغم وعود التغيير التي اطلقها في الحملة الانتخابية، حافظ الرئيس الاميركي باراك أوباما على الخط التقليدي المتبع في تعيين السفراء الاميركيين وخص كبار مانحيه بالمناصب المغرية مثيرا انتقادات حادة من عدد من الدبلوماسيين وانزعاجا لدى بعض حلفاء بلاده. وانتقد أوباما لتعيينه جامعي أموال لا يملكون اي خبرة دبلوماسية غير انهم ساهموا معا بما يزيد عن مليون دولار في حملته التي حققت رقما قياسيا على صعيد التمويل، في مناصب سفراء في بريطانيا وفرنسا واليابان.
وقال رونالد نيومان السفير المخضرم ورئيس الاكاديمية الاميركية للدبلوماسية، مجموعة الضغط المؤلفة من سفراء كبار سابقين "نحن مستمرون في ممارسات من القرن الثامن عشر لم تعد تتبعها اي ديموقراطيات كبرى اخرى". واضاف نيومان في اشارة الى شعار أوباما الانتخابي "هذا ليس تغيير يمكن أن تؤمنوا به، لكنه لا يشكل مفاجأة كبيرة".
وعين أوباما لويس سوسمان المصرفي السابق في مجموعة "سيتيغروب" في شيكاغو الملقب سابقا ب"الشفاطة" لقدرته على جني الأموال وجمعها، سفيرا في لندن. كما عين أوباما اثنين من كبار جامعي الأموال في حملته في كاليفورنيا هما تشارلز ريفكين المنتج السابق لعرض "مابيت شوو" للدمى المتحركة والمحامي في وادي سيليكون جون روس في باريس وطوكيو على التوالي.
ودافع المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس الخميس عن هذه التعيينات مشيرا الى ان أوباما عين شخصيات محترمة مثل عضو الكونغرس السابق تيموثي رومر سفيرا في الهند. وقال "لا يمكنني القول انه لن يكون هناك موظفون ممتازون (...) غير قادمين من صفوف الخدمة المدنية". ووصفت صحيفة بريطانية تعيين السفير الاميركي الجديد في لندن بانه من باب "المحاباة"، بعدما تكهنت بعض الصحف بان يختار الرئيس الاميركي احد النجوم المؤيدة له مثل اوبرا وينفري في هذا المنصب.
وتعتبر السفارتان الاميركيتان في لندن وباريس منذ فترة طويلة مقرا لأصدقاء الرؤساء من الأثرياء بينما خصص هذا المنصب في طوكيو لدبلوماسيين محنكين أمثال نائب الرئيس السابق والتر مونديل وزعيمي الغالبية السابقين في مجلس الشيوخ مايك مانسفيلد وهاورد بيكر ورئيس مجلس النواب السابق توم فولي. ويبدي العديد من اليابانيين مخاوف من ان تهمل الولايات المتحدة حليفها الاسيوي التقليدي لبناء روابط مع الصين، القوة الاقتصادية المتنامية بسرعة.
وفيما رحبت السلطات اليابانية في مواقفها العلنية بتعيين روس، قال المحلل روبير دوجاريك العامل في طوكيو ان اليابانيين يخشون ان يكون روس "من الوزن الخفيف" بالمقارنة مع السفير الذي اختاره أوباما لبكين حاكم ولاية يوتا جون هانتسمان وهو يتقن اللغة الصينية ولديه طموحات رئاسية مستقبلا. وقال دوجاريك مدير معهد جامعة تيمبل للدراسات اليابانية المعاصرة "انه مؤشر الى مخاوف اليابان على مستقبلها اذ باتت الصين تطغى على روابطها مع اميركا".
وتابع "من هنا احساس الصدمة لتعيين سياسي مخضرم في بكين بالمقارنة مع تعيين شخص في طوكيو لم يسمع به اي كان من قبل ولا يملك اي خبرة في الشؤون السياسية ولا الاسيوية ولو انني افترض من باب الانصاف انه كاحدى شخصيات وادي سيليكون لديه معرفة بالتقنية المتطورة اليابانية". لكن دوجاريك رأى ان اليابان تعلق اهمية مبالغا بها على شخص السفير الاميركي بينما نفوذه اقل بكثير من نفوذ الاعضاء في الحكومة الاميركية الذين يجتمعون بانتظام مع نظرائهم اليابانيين ضمن مجموعة السبع ومنتديات اخرى.
وحرص أوباما في وقت سابق على اثبات التزامه بالعلاقات مع اليابان فوجه دعوة الى رئيس وزرائها تارو اسو كأول ضيف اجنبي يزور البيت الابيض. وقال مورتن ابراموفيتز من معهد سنتشوري والذي عين في الماضي سفيرا في تايلاند وتركيا انه اذا كان من غير المستحسن توزيع المناصب لاعتبارات مالية وتمويلية، فان بعض المساهمين في حملة أوباما يمكن ان يكونوا دبلوماسيين ماهرين. واوضح انه "بالرغم من خطابها، فان هذه الادارة ليست مختلفة عن الادارات السابقة، لكن تعييناتها كان يمكن ان تكون افضل". وتابع "ان الدبلوماسية ينبغي ان تكون خلاقة اكثر وديناميكية اكثر في ايامنا هذه، اذ لم نعد القوة العظمى السابقة. من المهم ان نختار افضل من لدينا".