التهديد الأميركي ومستقبل العلاقة مع إدارة أوباما في الصحف الإسرائيلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف: في تصعيد لافت، على الأقل في لهجة الصحافة الإسرائيلية، تناولت الصحف الإسرائيلية، بشكل بارز الشد والجذب بين إدارة أوباما وبين حكومة نتنياهو حول مصير العملية السلمية وآفاق التسوية في منطقة الشرق الأوسط. وذهبت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى حد وضع عنوان رئيسي يقول: التهديد الأميركي، في حين اختارت معاريف كلمة واحد أبرزتها بالبنط العريض وهي "ضغوط" أما هآرتس فنقلت تصريحات مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى قالوا إن نتنياهو اكتشف جدية نوايا إدارة أوباما.
واختارت صحيفة يسرائيل هيوم، المقربة من نتنياهو، تصريح نتنياهو: على أوباما أيضا احترام الوعود" عنوانا رئيسيا لها. وواصلت الصحف اليوم متابعة ملف النجم التلفزيوني الإسرائيلي دودو طوباز الذي اعتقل أمس الأول بتهمة ترتيب اعتداءات على نجوم في التلفزيون والإعلام الإسرائيلي والتخطيط للاعتداء على محرر صحيفة يسرائيل هيوم، عاموس ريجف.
إلى ذلك تناولت الصحف الإسرائيلية، تفاصيل اليوم الثالث للمناورات "الدفاعية" على الجبهة الداخلية والتي أطلق عليها نقطة تحول 3، والتي ستشمل اليوم كافة مواطني إسرائيل الذين سيطلب إليهم النزول إلى الملاجئ في تمام الحادية عشر وفق التوقيت المحلي.
هآرتس: نتنياهو اكتشف جدية أوباما
قالت الصحيفة إن التوتر في الولايات المتحدة وبين إسرائيل على خلفية رفض نتنياهو تجميد أعمال البناء في المستوطنات ، يتفاقم شيئا فشيئا. فقد وجه مسؤولون في الإدارة الأميركية انتقادات شديدة اللهجة لرئيس الحكومة نتنياهو ولسياسته وقال هؤلاء :" لقد اعتقد الإسرائيليون أننا لسنا جادين فعلا في موضوع تجميد البناء في المستوطنات، لكنهم اكتشفوا أننا جادون فعلا". وقال هؤلاء في حديث خاص مع هآرتس "إن هذا الموقف لن يتغير، ولا حتى بعد خطاب أوباما في القاهرة".
وقد التقى وزير الأمن، براك، الذي يقوم بزيارة عمل في واشنطن، أمس بالمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ، جورج ميتشيل وسمع منه رسالة واضحة تفيد بأن الولايات المتحدة غير مستعدة للعودة إلى التفاهمات التي كانت في الماضي بين إدارة بوش وبين حكومة شارون وأولمرت، والتي مكنت مواصلة البناء في المستوطنات، وخاصة على ضوء حقيقة كون حكومة نتنياهو غير مستعدة للاعتراف بمبدأ الدولتين لشعبين. وأكد ميتشيل لبراك أن الولايات المتحدة لا تقبل بمبرر "التكاثر الطبيعي" الذي تطرحه إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن هؤلاء المسؤولين قولهم " إن إدارة بوش لم تبلغنا بتفاهمات شفهية مع إسرائيل حول موضوع المستوطنات، والإسرائيليون يريدون منا أن نلتزم بتفاهمات شفهية لم نسمع عنها إطلاقا وهم غير مستعدين، بالالتزام بمعاهدات مكتوبة وقعت عليها حكومة إسرائيل، مثل خارطة الطريق".
وكشفت الصحيفة أنها علمت بأن النقاش حول التفاهمات بشأن المستوطنات سبب حداثة محرجة خلال لقاء ميتشيل مع الوزير دان مريدور ومستشاري نتنياهو خلال لقائهم، الأسبوع المضي في لندن. فقد ادعى الإسرائيليون خلال اللقاء أن رسالة بوش- شارون حددت أن الكتل الاستيطانية ستبقي بأيدي إسرائيل ولذلك يمكن البناء فيها، لكن ميتشيل لفت نظر الإسرائيليين إلى أحد بنود الرسالة والذي يتحدث عن وجوب الاعتراف بمبدأ الدولتين لشعبين، وقال ميتشيل لمحادثيه الإسرائيليين " هذه النقطة مكتوبة في الرسالة فهل توافقون عليها"؟
وأعرب المسؤولون الأميركيين عن غضبهم الشديد من التصريحات الإسرائيلية التي اتهمت الولايات المتحدة بتقديم تنازلات للفلسطينيين، وقال هؤلاء: " إن الولايات المتحدة تطالب جميع الأطراف بتنفيذ التزاماتهم، أنتم تتحدثون عن نجاح أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية فما الذي تريدونه منا؟ "إننا نمارس الضغوط على الدول العربية حتى تتجاوب مع إسرائيل ولكن بدون نشاط فعلي في موضوع المستوطنات فإن ذلك لن يحدث".
وقالت صحيفة هآرتس بأن ادارة الرئيس الاميركي عبرت عن غضبها ورفضها لبناء الفندق الذي تنوي بلدية القدس بناءه في البلدة القديمة في القدس بمحاذاة سور البلدة، وطالبت بتجميد المخطط الذي يهدف لتهويد القدس الشرقية وخاصة المناطق المحاذية للمقدسات الاسلامية، لا سيما وأن بلدية القدس تنوي هدم حضانة فلسطينية وجزء من سوق القدس من أجل بناء الفندق على تلك الاراضي. ورغم الرفض الاميركي وتصريح المستشار القانوني لبلدية القدس بأن قرار البناء غير قانوني، صادقت لجنة البناء والتخطيط في بلدية القدس على بناء الفندق وذلك وفقًا لطلب جمعية "العاد" الاستيطانية.
يسرائيل هيوم: على أوباما أيضا احترام الوعود"
جاء العنوان الرئيسي لصحيفة يسرئيل هيوم، ليعطي منصة أيضا لرئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، وإبراز موقفه من الرسائل العلنية والخفية المتبادلة بين واشنطن وتل أبيب منذ جاءت إدارة أوباما. وأبرزت الصحيفة على نحو خاص خطاب نتنياهو أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أمس الاثنين، وأمام أعضاء كتلة الليكود في الكنيست، حيث أكد نتنياهو رفض حكومته للمطالب الأميركية بوقف البناء في المستوطنات. ولفتت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي لم يتطرق فيه ديوان نتنياهو، بصورة رسمية، للتسريبات الأميركية في صحيفة نيو يورك تايمز بشأن احتمال عدم وقوف الولايات المتحدة، مستقبلا إلى جانب إسرائيل في الأمم المتحدة، إلا أن نتنياهو قال في حديث أمام أعضاء كتلته :"لقد قامت كافة الحكومات الإسرائيلية بالبناء في الكتل الاستيطانية ولم يقفوا البناء المعد لسد حاجات التكاثر الطبيعي، لا أقوم بأمر لم يفعله الآخرون.
ونقلت الصحيفة أن مصادر سياسية في القدس تربط بين الضغوط الحالية وبين زيارة أوباما للقاهرة، حيث سيلقي يوم الخميس خطاب مصالحة مع العالم الإسلامي ، وفي القدس يخشون من أن يقترح أوباما عقد مؤتمر إقليمي على هيئة مؤتمر مدريد 2 والذي قد يفرض على إسرائيل تنازلات أو يصورها كرافضة للسلام. مع ذلك فإن التقديرات في القدس ترى بأن أوباما لن بتناول تفاصيل حل النزاع الفلسطيني.
إلى ذلك قالت الصحيفة إن المقربين من نتنياهو يرفضون الحديث عن مواجهة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ويقولون إن ما يجري هو مفاوضات يصر كل طرف فيها على مواقفه وهو "ما يتجلى في تصريحات أوباما وكلينتون، وفي الوقت ذاته في تصريحات نتنياهو".
يديعوت أحرونوت: التهديد الأميركي
وكشفت الصحيفة أن براك ونتنياهو سيعرضان على إدارة أوباما التزام حكومة نتنياهو بعدم البناء في المستوطنات المنعزلة والنائية، ومواصلته في الكتل الاستيطانية، وتعهد بإزالة البؤر الاستيطانية "غير القانونية" والبالغ عددها 22 نقطة استيطان، على غرار التزامات الحكومات الإسرائيلية السابقة. وقلت الصحيفة إن هذا العرض تم التوصل إليه في جلسة ليلة استمرت 3 ساعات شارك فيها كل من براك ونتنياهو وبوغي يعلون وليبرمان ومريدور.
مه ذلك نقلت الصحيفة عن مقربين من نتنياهو قولهم " إن إسرائيل تتوقع من أوباما أيضا أن يفي بالوعود الأميركية بشأن حق إسرائيل بمواصلة البناء في الكتل الاستيطانية لسد حاجة التزايد الطبيعي للسكان".
معاريف: أوباما يريد ليفني في الحكومة
قالت صحيفة معاريف في عددها اليوم، نقلا عن مصادر سياسية أن الأخيرة لا تستبعد أن يكون الهدف من الضغوط الأميركية على حكومة نتنياهو، هو التدخل في السياسة الداخلية لإسرائيل، وأن يكون أحد دوافع أوباما هو الوصول إلى وضع يضطر نتنياهو إلى إشراك حزب كديما في الحكومة، حتى لا يتذرع بأغلبية يمينية معارضة لموقف الدولتين، وإلا سيكون أما نتنياهو التوجه نحو انتخابات نيابية جديدة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله: إن على الولايات المتحدة احترام الديمقراطية في إسرائيل، فالجمهور يرفض تجميد البناء في الكتل الاستيطانية وعلى الأميركيين احترام ذلك". وأضاف هذا المصدر أن الضغوط الأميركية موجهة أيضا لتسيبي ليفني حتى تتنازل عن رفضها دخول للانضمام لحكومة نتنياهو، والهدف هو حثها نحو الانضمام للحكومة لتفادي تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة."
الى ذلك قال الصحفي الاسرائيلي بن كاسبيت، في صحيفة معاريف، إن امام رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو شهر واحد فقط كي يتخذ قرارًا في الشأن الفلسطيني، خاصة وأن موضوع التسلح الاسرائيلي مرتبط بشكل تام بالرغبة الاميركية بتزويد اسرائيل بالسلاح. وأضاف بن كاسبيت بأن الولايات المتحدة تبدو جدية في دفع عملية السلام المنوطة بإقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، وعلى رئيس الحكومة نتياهو أن يقرر: إما مواجهة مع الحليف الاستراتيجي الوحيد لاسرائيل في العالم وإما "البقاء على قيد الحياة".
ويتوقع بن كاسبيت بأن الوصول الى تسوية ما، بين الحكومة الاسرائيلية والبيت الابيض قد تكون مجدية للطرفين، وهي تعتمد على قبول نتنياهو مبدأ اقامة دولة فلسطينية، تجميد توسيع المستوطنات واخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية، مقابل موافقة اميركية بالبناء داخل المستوطنات وملاءمتها للتكاثر الطبيعي لدى المستوطنين. ومن جهة اخرى، قد تتيح تسوية كهذه لنتنياهو بأن يستكمل الجهود المبذولة مع الولايات المتحدة لمنع ايران من امتلاك اسلحة نووية، وهو الأمر الأهم في جدول اعماله.
أحد اقدم المستوطنين يقرر الكف عن الخدمة في صفوف جيش الاحتياط
ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة معاريف بأن موشيه زار، أحد اقدم المستوطينين وقادتهم في الضفة الغربية، اتخذ قرارًا بعدم الخدمة في جيش الاحتياط وكان قد هدد باعادة بطاقة عضويته وعضوية ابنه في صفوف الاحتياط، احتجاجًا على اخلاء البؤر الاستيطانية غير الشرعية، ودعا كافة المستوطنين بالاحتذاء بالمثل. هذا وقد يشكل احتجاج المستوطنين، الذين يخدمون في الصفوف الامامية في الجيش الاسرائيلي، ضغطًا اضافيًا على رئيس الحكومة الاسرائيلي في مواجهة الضغوط الاميركية لاخلاء البؤر الاستيطانية وتجميد البناء في المستوطنات.
إعداد نضال وتد وإيمان جبور