تعبئة بين عناصر الباسيج لاعادة انتخاب احمدي نجاد

طهران: يعرف حسين عن نفسه بانه "خادم مخلص" لايران ومؤيد "ورع" للمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي، وهو عنصر في ميليشيا الباسيج التي ساهمت الى حد بعيد في فوز محمود احمدي نجاد بالرئاسة في 2005.ويقول حسين البالغ من العمر 41 عاما انه هذه المرة ايضا سيمنح الرئيس المتشدد صوته في 12 حزيران/يونيو في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية. وحسين وهو الاسم المستعار الذي اختاره لنفسه، من قدامى المقاتلين في الحرب التي استمرت ثماني سنوات بين ايران والعراق ويقول وهو يرتدي ثيابا رمادية رثة "من بين جميع المرشحين نجد شخصا واحدا يطابق صورة الرئيس كما رسمها المرشد الاعلى" معرفا عنه بانه "الخادم الحقيقي" للشعب.ودعا آية الله خامنئي اخيرا الناخبين الى اختيار المرشح "الآتي من الشعب" والذي يعيش حياة "متواضعة"، وهما صفتان يطلقهما احمدي نجاد على نفسه منذ انتخابه رئيسا. وميليشيا الباسيج التي شكلها مؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله روح الله الخميني بعيد الثورة، تميزت بشن "موجات من الهجمات البشرية" على القوات العراقية.وكان عناصرها من الشبان وبعضهم حتى اطفال ومن ابرز اعمالهم العسكرية انهم كانوا يفتحون الطريق في حقول الالغام باجسادهم. وبعد انتهاء الحرب الايرانية العراقية، اصبح الدور الرسمي للباسيج المساهمة في فرض النظام العام عند نشوب ازمات.وانضم حسين الى الباسيج حين كان في السادسة عشرة من العمر وهو يعاني اليوم من سعال يقول انه ناتج عن تعرضه لغازات سامة خلال النزاع. ويقول "انتسبت الى صفوفهم طوعا، بدون الخضوع لاي ضغوط، وليس طمعا بمكاسب مادية. وحده الله يعرف من هم حقا الباسيج".وميليشيا الباسيج تابعة للحرس الثوري، الجيش العقائدي للنظام. ويتحدر حسين من الاوساط الفقيرة التي تمد الباسيج بمعظم عناصرها، وكان والده تاجرا صغيرا ووالدته ربة منزل.يعيش حسين حياة متواضعة فلا يملك على سبيل المثال طبقا لاقطا للاقمار الصناعية كمعظم الايرانيين الذين يشاهدون الشبكات التلفزيونية الاجنبية رغم حظر النظام ذلك. ويقول مبررا الامر "لم يطلب ابني ذلك. كل شيء يتوقف على المثال الذي نعطيه اياه".ويشارك الباسيج في العديد من النشاطات الاجتماعية مثل حملات التلقيح او عمليات فرض النظام كمطاردات النساء غير المحجبات بالطريقة المناسبة ومستهلكي الكحول في السهرات الخاصة. وعاد الباسيج الى مقدم الساحة السياسية خلال الانتخابات الرئاسية عام 2005 حين افيد عن تعبئة كثيفة في صفوفهم للتصويت لصالح احمدي نجاد.وحملت هذه التعبئة احد الخاسرين في الدورة الاولى من تلك الانتخابات مهدي كروبي المرشح مجددا اليوم للرئاسة، على التنديد ب"التدخل غير المشروع" للباسيج والحرس الثوري في الانتخابات. واعلن قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري في مطلع ايار/مايو ان الذراع غير العسكرية للباسيج ستشارك في "المسائل السياسية" وذلك "طبقا لرغبة المرشد الاعلى".ولا يعرف بالضبط عديد الميليشيا الاسلامية لكن يعتقد انها تضم مئات الاف العناصر فيما يمكن تجنيد ملايين الاخرين عند الضرورة. وتضم الباسيج فرعا مسلحا وهي جزء من الحرس الثوري. وقال حسين ان ادارة احمدي نجاد اوجدت "مساحة اكبر" لنشاطات الباسيج.وهو يثني على الرئيس لانه عمل على "تصدير الثورة الاسلامية كما كان يرغب الامام (الخميني)" مضيفا "ان بلدانا عديدة باتت اليوم تعتبر ايران نموذجا يحتذى به".