لقاء بين محمد بن راشد والملك عبدالله الثاني في دبي

دبي: إستقبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في قصره في زعبيل ظهر اليوم الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية حيث تبادل والعاهل الأردني الحديث حول سبل توسيع آفاق التعاون بين دولة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية في شتى الميادين. كما استعرضا الوضع الراهن في المنطقة والجهود المبذولة عربيا ودوليا لدفع عجلة السلام في الشرق الأوسط وإعادة الحقوق إلى أصحابها.

وقد أقام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مادبة غداء تكريما لضيف البلاد والوفد المرافق. حضر اللقاء والمادبة الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي والشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وعبدالعزيز عبدالله الغرير رئيس المجلس الوطني الاتحادي والشيخ حشر بن مكتوم آل مكتوم مدير دائرة إعلام دبي والشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات والشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة الثقافة والفنون بدبي وعدد من الشيوخ والوزراء وأعيان البلاد وكبار المسؤولين. كما حضرهما علي محمد بن حماد الشامسي سفير الدولة لدى المملكة الأردنية الهاشمية وجمال حامد الشمايلة سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى الدولة.

وكان قال محمد بن راشد إن الشارع العربي يقدر اختيار الرئيس الأمبركي باراك أوباما دولة إسلامية هي مصر ليلقي فيها خطابا رئيسيا حول العلاقة بين الولايات المتحدة والمسلمين الذين يشعرون في غالبيتهم بأنهم مستبعدون بتوجه من السياسة الخارجية التي انتهجتها الولايات المتحدة على مدى السنوات الأخيرة.

وأضاف في مقال له تحت عنوان " قبل خطاب أوباما في مصر " نشرته صحيفة " الخليج " اليوم بالتزامن مع " وول ستريت جورنال ": "أن أكثر من نصف سكان المنطقة وعددهم /300 / مليون شخص تقل أعمارهم عن الـ/ 25 / ربيعا بل يمكن القول إن الشرق الأوسط يضم في واقع الأمر قوة العمل الأسرع نمواً على مستوى العالم .. وتصل نسبة البطالة حاليا في المنطقة إلى /15 / في المائة مما يعني أن هناك حاجة لخلق أكثر من /80 / مليون فرصة عمل جديدة بحلول عام 2015 الرقم الذي يزيد على ضعف عدد الوظائف الإجمالية في المنطقة اليوم .. لكن هذا هو ما علينا القيام به لمواكبة النمو الديمغرافي للمنطقة وتعد البطالة مشكلة تؤرق الدول الأعضاء في الجامعة العربية وعددها /22 / دولة إلا انها تبقى الشاغل الأهم للشباب كما أن المرأة بدورها تواجه المصاعب في بحثها عن فرصة عمل.

إن هؤلاء الشباب بمشاعر الضجر المتنامية التي تتملكهم سيكونون لقمة سائغة لكل من ينادي بالتطرف ويستنفر مشاعر العداء تجاه الآخر وبخاصة تجاه الولايات المتحدة. ويجب هنا أن نتساءل : لماذا أخفق العرب في إجراء إصلاحات هيكلية لأنظمة التعليم وفي توفير فرص توظف مناسبة ...

إن سجل التعليم في العالم العربي وبخاصة تعليم الفتيات غير مشجع على الاطلاق فعدد الأميين في العالم العربي يزيد على /65 / مليون شخص ثلثاهم من النساء ويصل عدد الاطفال الذين تتراوح أعمارهم بين / 6 و15 / سنة والذين لم يتم تسجيلهم في المدارس الى /10 / ملايين طفل ومن المنتظر أن يرتفع هذا الرقم بحوالي /40 / في المائة على مدى العقد المقبل .. إن هذا الإهدار المحزن في الطاقات البشرية يضعف قدرة العالم العربي على تحسين مستويات الانتاجية وعلى أن ينخرط بصورة كاملة في الاقتصاد العالمي وهذا ما دعاني لأن أضع التعليم والرعاية الصحية وتوظيف النساء في الشرق الأوسط والدول النامية على رأس أولويات أعمالي الخيرية.

لكن ما زال هناك الكثير مما يتعين القيام به وربما يبحث الرئيس أوباما في مبادرات أميركية عربية جديدة على صعيد التعليم والرعاية الصحية. وتقع على العرب في الوقت نفسه مسؤولية خلق مناخ استثماري أفضل وإقرار سياسات تعليمية واقتصادية أكثر فعالية .. وهذا سيتطلب المزيد من الشفافية في الحكم ودورا أقوى للقانون ومؤسسات تشريعية أكثر استقلالية.

غير أن استراتيجيات التنمية الاقتصادية والرعاية الصحية والتعليم والحوكمة الجيدة غالباً ما يتم تأجيلها على " أجندة " الأولويات في المنطقة لتفسح المجال رحباً أمام الإنفاق العسكري .. وغني عن القول إن هذا الإهمال كلف العرب غاليا وخسرنا عقودا من التنمية فبحسب الأرقام وصل إجمالي الإنفاق على النزاعات في الشرق الأوسط خلال العقود الستة الماضية ما يزيد على ثلاثة تريليونات دولار وتصل حصة الشرق الأوسط الى حوالي خمسة في المائة من إجمالي الإنفاق العالمي السنوي على السلاح ويصل الى / 2ر1 / تريليون دولار .. بل وفي واقع الأمر تعد منطقة الشرق الأوسط المنطقة الأعلى تسلحا على مستوى العالم.

وفي المقابل كم ننفق على التعليم .. إن متوسط الإنفاق على تعليم الفرد في دول المنطقة الـ / 22 / تراجع خلال الخمسة عشر عاما الماضية من/20 / في المائة الى /10/ في المائة فقط من إجمالي إنفاق أغنى/30/ دولة في العالم. ونحن هنا في الإمارات العربية المتحدة نكرس جهدنا من أجل نموذج كهذا حتى في ظل بعض أوجه التباطؤ التي فرضتها الأزمة المالية العالمية ونحن نحث إخوتنا العرب على أن يحذوا حذونا على هذا الصعيد.

إن أسلافنا كان لهم شكلهم الخاص من العولمة التي انتهجوها من خلال التجارة الحرة والسعي وراء المعرفة. ولقد نجحوا في خلق ثروات هائلة وفي تنوير المجتمعات العربية .. ونحن اليوم نرغب في إحياء روح الجرأة هذه المتوهجة في العالم العربي وليس أمامنا من خيارات أخرى لأننا نواجه اليوم خطر أن نقبع وحيدين في ذيل عالم مشحون بالتنافسية.
إن الاستثمار في التعليم يعني الاستثمار في سلام دائم وفي الأمن الذي يستحقه أبناؤنا من دون شك".