تعبئة في صفوف الشبان الإيرانيين تأييدا لموسوي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طهران: يلعب الشبان الإيرانيون دورا حاسما في الإنتخابات الرئاسية في 12 حزيران/يونيو إذ أعلن العديد منهم التعبئة تأييدا للمرشح مير حسين موسوي الخصم الأبرز للرئيس محمود احمدي نجاد. وبالرغم من ان موسوى غير معروف كثيرا لدى الاجيال الشابة، الا انه يحظى بتأييدها في المدن، ما قد يحسم نتائج الانتخابات في بلد يشكل الشبان ما دون الثلاثين من العمر 60% من سكانه.
ويعتبر موسوي المرشح الاوفر حظا لمواجهة المحافظ المتشدد احمدي نجاد المرشح لولاية رئاسية ثانية من اربع سنوات. ويتجمع اعداد من الشبان الصاخبين منذ عدة ايام عند مفارق الطرق في المدن وهم يهتفون "موسوي نحن معك" ويوزعون منشورات على السيارات. ويطغى اللون الاخضر الذي اختاره موسوي شعارا له على مجموعات الشبان هذه.
وبترشحه خرج موسوي البالغ من العمر 67 عاما والذي يفتقر الى الجاذب الشخصي، من غياب استمر عشرين عاما عن الساحة السياسية بعدما تولى رئاسة الوزراء بين 1981 و1989. ويقوم التأييد لموسوي بشكل اساسي على الدعم الذي قدمه له الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي.
ووصل خاتمي الى السلطة عام 1997 بفضل موجة تاييد شعبي عارمة لعب الشباب فيها دورا اساسيا. وتقول ارميتا ديبة (25 عاما) المحامية المتدربة في ساحة تاجريش في طهران "احمدي نجاد مارس علينا مضايقات فظيعة". وتضيف "اريد الحريات التي كنا ننعم بها في عهد خاتمي. اعتقلت في الشتاء الماضي لانني كنت ارتدي حذاء عاليا"، في اشارة الى الشرطة المكلفة السهر على الالتزام بالملابس الاسلامية.
ولم تصوت ارميتا في انتخابات 2005 حيث وصل احمدي نجاد الى السلطة في ظل مقاطعة الشبان بعدما فقدوا اهتمامهم بقياداتهم السياسية، لكنها تقول اليوم "هذه المرة اصطحب الجميع معي للتصويت، حتى جدتي".
غير ان صديقها البالغ من العمر 27 عاما والذي عرف عن نفسه باسمه الاول فقط بايمن، لزم الحذر معتبرا ان "الحكومات بصورة عامة لا تحقق الكثير من اجل شعوبها"، لكنه رغم ذلك مصمم على منع اعادة انتخاب احمدي نجاد "لانه اضر بصورة ايران في الخارج". مؤيدو الرئيس من جهتهم يعبرون عن اراء مناقضة تماما.
ويقول علي باباي الطالب البالغ من العمر 18 عاما "انه رجل متواضع يتسم بشجاعة حقيقية. ألا ترون كيف يتكلم بقسوة الى الولايات المتحدة؟". كل يوم ينطلق علي من حيه الشعبي جنوب العاصمة ويعبر المدينة سعيا لاقناع سكان شمال طهران الميسورين. ويقول بحسرة "من يعرف موسوي؟" مبديا اسفه لتأييد والديه هذا المرشح.
واوضح عالم الاجتماع والصحافي حميد رضا جلايبور ان "الطبقات الوسطى وعلى الاخص الشبان قاطعوا عام 2005 لانهم فقدوا اوهامهم بشأن الاصلاحات" التي سعى خاتمي لتحقيقها، مشيرا اليوم الى "اندفاعة جديدة تتصاعد لمنع البلاد من الغوص ابعد من ذلك". وتعاني ايران من تضخم تجاوز 25% وبطالة تزيد عن 12%، فيما ازدادت عزلتها على الساحة الدولية. وهذا ما يحمل المحللة السياسية فرزانة روستائي على توقع "مشاركة كثيفة في الانتخابات" من جانب النساء والشبان.
وتقول فرزانة وهي مراسلة صحيفة اعتماد الاصلاحية للشؤون الدبلوماسية ان "حكومة احمدي نجاد اثارت عداء الطبقات المتوسطة في المدن"، واصفة انصار الرئيس بانهم "محافظون متطرفون، مجموعة صغيرة من الاثرياء المرتبطين بالحكومة، وسكان الارياف ذوي الدخل المتدني". واضافت "لكن سكان المدن هم الذين يحسمون الانتخابات".
ويبقى السؤال الكبير المطروح بهذا الصدد حول عدد سكان المدن الذين سيتوجهون الى مراكز الاقتراع للادلاء باصواتهم.