أخبار

تحديان بعد عشر سنوات على حكم عبدالله الثاني ..السلام والإصلاح

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عمان: يدخل الأردن غدا الثلاثاء العقد الثاني من حكم الملك عبد الله الثاني، في وقت ما يزال يواجه التحديات نفسها التي كانت ماثلة عندما تولى سلطاته في السابع من فبراير/شباط من عام 1999 بعد ساعات من وفاة والده الملك حسين بن طلال. ورأى مراقبون أردنيون بمناسبة الذكرى أن صنع السلام في المنطقة والإصلاح السياسي الداخلي، ما زالا يمثُلان تحديين رئيسيين يتعين على الملك مواجهتهما والتعامل معها في العقد الثاني من حكمه. وقال الدكتور جواد العناني، آخر رئيس للديوان الملكي في عهد الملك حسين والذي كان ضمن فريق اشرف على نقل السلطات الدستورية إلى الملك عبد الله بعد وفاة والده ليونايتد برس إنترناشونال "عندما تسلم جلالة الملك سلطاته كان التحدي الأكبر الذي واجه الأردن خارجيا هو تحقيق السلام.. وبعد عشر سنوات لا يزال هذا التحدي قائماً ".وأضاف أن الملك "يدرك مدى خطورة عدم تحقيق السلام في المنطقة على الأردن وأمنه، لذلك نشطت جهوده وخصوصاً في العامين الأخيرين لجهة الدفع باتجاه تحريك العملية السياسية في المنطقة وصولا لتحقيق السلام القائم على حل الدولتين". وقال العناني انه وعلى الرغم من جهود عبدالله الثاني في هذا المجال إلا انه ليس وحده المسؤول عن تحقيق هذه الهدف فأطراف كثيرة في المنطقة والعالم تتحمل مسؤولية دفع عملية السلام للأمام.ورأى أن الملك عبد الله نجح في أمرين اثنين"أولهما : إقناع الإدارة الأميركية بأن تحقيق السلام في الشرق الأوسط هو مصلحة إستراتيجية أميركية.وثانيهما:التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي أساس مشكلات المنطقة وليس كما تدعي إسرائيل بأنها قضية من جملة قضايا في المنطقة". وقال ان الملك يتعاطى "بكفاءة واقتدار" مع تحدي السلام في المنطقة.يذكر أن عبدالله الثاني، الذي سينشر مذكراته العام المقبل ويسرد فيها تجربة السنوات العشر الماضية من حكمه، نجح في التعاطي مع تأثيرات النزاعات والحروب التي شهدتها المنطقة وأبرزها احتلال العراق عام 2003، التي كان الأردن اشد المتضررين منها سواء لجهة استقباله اكبر موجة لجوء منذ عام 1948، بما شكله ذلك من ضغوطات على موارد البلاد المحدودة، أو لجهة الضغوط الاقتصادية التي نجمت عن خسارة مورد رئيسي للنفط بأسعار تفضيلية وشريك تجاري رئيس. كما نجح في التعاطي مع ظاهرة "الإرهاب" في المنطقة التي كانت إحدى نتائج غزو العراق واستهدفت الأردن وهددته مرات عدة.وفي هذا الإطار كان الأردن من مؤيدي الحرب العالمية على الإرهاب التي بدأتها أميركا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 التي استهدفتها، مع ما رافق تلك الحرب من حروب إقليمية أخرى مثل الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، والحربين الإسرائيليتين على الفلسطينيين في عامي 2002 "السور الواقي" و2009 "الرصاص المصهور". ويسجل للملك عبد الله الثاني نجاحه في تطوير علاقات بلاده مع دول الجوار، بمن فيها تلك التي تتسع معها فجوة الخلافات السياسية، كسوريا على سبيل المثال، وحتى إيران التي كان الملك قد حذر عام 2004 من مخاطر تمدد نفوذها الشيعي في المنطقة، ومع ذلك يحتفظ معها بعلاقات طبيعية رغم من جملة مأخذه على سياساتها في المنطقة عامة والعراق على نحو خاص.وقال العناني"عندما عمل الملك (عبدالله) على تحسين علاقات الأردن مع مختلف الدول ولا سيما دول الجوار رغم من اختلافات وجهات النظر الأردنية مع تلك الدول حيال العديد من القضايا، وكان الهدف في ذلك حماية مصالح الأردن الإستراتيجية". وأوضح أن الملك "أدرك أن لا شيء يمنع من الانفتاح على الآخر ما دام الأردن محتفظ بهويته ووحدته الجغرافية والديمغرافية".وعلى الرغم من أن السنوات العشر الماضية شهدت تشكيل ثماني حكومات في حالة فريدة في المنطقة، إلا إن الملك انتهج أسلوبا إصلاحيا في الحكم لم يخل من عثرات داخلية أحيانا نتيجة الصراع بين التيار المحافظ التقليدي في البلاد والتيار التجديدي الذي لقي الدعم من قبل الملك في مرحلة من المراحل. ولم تخل السنوات الماضية من انتقادات وجهت للأردن في مجال الحريات العامة وحقوق الإنسان، إلا أن عبدالله الثاني لم يتوان عن تأكيد التزامه باحترام الحريات العامة وفي مقدمتها حرية الصحافة والإعلام، والتعددية السياسية في بلاده وتحقيق الإصلاح السياسي. وقال وزير التنمية السياسية السابق واحد أقطاب المعارضة في البلاد محمد العوران ليونايتد برس إنترناشونال إن تحقيق الإصلاح السياسي تحد رئيسي سيبقى يواجه الأردن باعتباره أساسا لأي تقدم في مجالات أخرى ومنها الاقتصاد. ورأى العوران أن السنوات العشر الماضية شهدت بعض التقدم في مجال الإصلاح السياسي إلا أن ذلك لم يكن كافياً، إذ لم تخرج الخطوات التي اتخذت في هذا المجال بالنتائج المرجوة منها.وأرجع العوران أسباب ذلك إلى جملة عوامل منها رفض بعض القوى الداخلية لعملية الإصلاح وتعمدها عرقلة التشريعات الإصلاحية، مضيفا أن "الأردن قادر على تحمل عبء الديمقراطية فلماذا لا يفسح في المجال للإصلاح لكي يسير في طريقه بمشاركة جميع القوى في البلاد". ورأى المحلل السياسي فهد الخيطان أن التحديات الماثلة أمام المملكة وهي تدخل العقد الثاني من حكم الملك عبد الله لا تقل بأية حال عمّا واجهته في عقدها الأول. وقال الخيطان ليونايتد برس إنترناشونال إن الملك " ومن موقعه المُطل على المشهد بكل تفاصيله يدرك هذه الحقيقة قبل غيره من السياسيين والمحللين". وأضاف "على المستوى الداخلي ،تشكل قضية الإصلاح السياسي وتطوير آليات صناعة القرار تحديا رئيسيا. فحالة الاستقرار الأمني التي يعيشها الأردن مقارنة مع دول الإقليم الأخرى تعتبر ضمانة للسير في عملية الإصلاح السياسي من دون خوف من تبعات الانفتاح وكلفته".ولاحظ أن قضايا أساسية تبرز تحت هذا العنوان "ولا يمكن التردد في معالجتها مثل الفساد وضعف أدوات الرقابة وتراجع قيم المساواة والعدالة وانهيار منظومة القيم الوظيفية. وهي تحديات لا تقل اهمية عن مكافحة الفقر والبطالة وتحسين مستوى معيشة المواطنين". ويتزامن الاحتفال بالعشرية الأولى لحكم الملك عبد الله مع تطورات إقليمية استثنائية وتحولات خطيرة تطل برأسها نحو الأردن في مقدمها عودة إسرائيل إلى المربع الأول في الصراع مع العرب، واستعادة قيادتها لمقولات قديمة تقول "أن الأردن وطن بديل للفلسطينيين".واعتبر الخيطان أن الأردن" لا يستطيع أن يتجاهل هذه المتغيرات لأن الركون إلى التطمينات الأمريكية وخطط السلام الموعودة مغامرة تضع الدولة في مهب الريح"، مشدداً على وجوب الاستعداد لأسوأ الاحتمالات والشروع في مراجعة جذرية لاستراتيجية الدولة تجاه القضية الفلسطينية والخطر الإسرائيلي، باعتباره التهديد الخارجي الأول والوحيد الذي يواجه الأردن شعبا وكيانا". وكان بعض المحللين قد ذهبوا مع بداية حكم عبدالله الثاني للمقارنة بينه وبين والداه الراحل، الذي حكم الأردن لمدة 47 عاماً (1952 -1999) في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد.فعندما تسلم الحكم لم يكن عبد الله الثاني، الذي كان يبلغ من العمر آنذاك (36 عاماً) يتطلع لان يكون ملكاً، لكن تغييرات اللحظة الأخيرة التي أجراها الملك الراحل، وضعت نجله الأكبر على رأس هرم المسؤولية، وهنا قال العناني الذي واكب تلك الحقبة "كان من الظلم آنذاك المقارنة بين الملك عبد الله ورجل مثل الملك حسين".واعرب عن اعتقاده بأنه "وبعد عشر سنوات نجح عبد الله الثاني في ترسيخ أسلوب ونهج خاص به في الحكم.. أسلوب وشخصية الملك عبد الله الحداثوي الذي يستلهم من الماضي ويتطلع للأمام".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف