أحمدي نجاد مزور وتشافيز يهنئ وإسرائيل تقلق وكارتر متشائم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيران تغلي ومشاهد لحرب أهلية في الصحف البريطانية
أحمدي نجاد مزور وتشافيز يهنئ وإسرائيل تقلق وكارتر متشائم
إيلاف- قسم الترجمة: يحتل الحدث الإيراني صدارة الاهتمام في الصحف البريطانية الرئيسة الكبرى الصادرة اليوم وطغى على ما سواه من أحداث دافعًا إياها، على الرغم من أهميتها هي الأخرى، إلى مراتب ثانوية وهامشية. ونخصص اليوم مطالعتنا الصباحية لذاك الحدث، لقراءة مطولة من صحيفة التلغراف التي تضمنت تغطية شاملة للحدث وخصصت له الحيز البارز والأول، بما فيه من تفاعلات داخلية وخارجية، مع رصد لردود الأفعال المختلفة، إلى ذلك تعنون الصحيفة مقالها الرئيس عن أعمال العنف التي اندلعت عقب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران، بالقول:
انتخابات إيران: ثورة عارمة والحشود تحتج على فوز أحمدي نجاد المزور، والنظام الكهنوتي الإيراني يواجه ثورة عامة فيما يصطدم رجال مكافحة الشغب مع الحشود الهائلة، واتهامات بتزوير الانتخابات من أجل إعادة نجاد للحكم.
وتمضي الصحيفة إلى القول: لقد عاشت طهران أسوأ اضطرابات تحدث شوارعها، منذ عقود بسبب احتجاج المتظاهرين على الهزيمة المفاجئة التي ألحقها أحمدي نجاد بالمرشح الإصلاحي مير حسين موسوي. من جهته قال السيد موسوي بأنه كان ضحية لعملية غش، وتلاعب بعد أن فاز بنسبة 33.7 في المئة من مجموع الأصوات، مقارنة مع محمود أحمدي نجاد الذي حاز على 62.6 في المئة من الأصوات . فقد أظهرت استطلاعات الرأي أثناء السباق الرئاسي وجود حالة من التكافؤ بين الرجلين مع احتمال تعرض أحمدي نجاد لهزيمة دراماتيكية جراء سياساته الاقتصادية المتواضعة وعدائه المعلن للغرب. وبالرغم من عدم وجود دليل على حدوث عمليات تزوير، فإن الكثير من الإيرانيين عبروا عن عدم اعتقادهم بقدرة نجاد على تحقيق هذا الفارق الكبير بالأصوات. كما أن تخيل وجود السيد أحمدي نجاد لأربع سنوات أخرى في منصبه، هو أمر كارثي بالنسبة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما في سبيل إخراج إيران من عزلتها السياسية التي استمرت لمدة ثلاثين عاماً مع الغرب. فلقد ساد تفاؤل في واشنطن، بأن فترة رئاسية للسيد موسوي ستأتي بإيران إلى طاولة المفاوضات للتباحث حول برنامجها النووي المتنازع عليه، والذي ينظر إليه على أنه تهديد خطر للسلام الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط.
لقد انقلبت ما اعتبرت حملات انتخابية كرنفالية واحتفالية إلى عنف حاد، مع احتشاد الآلاف من مؤيدي السيد موسوي الغاضبين والمحبطين في مركز المدينة.. وهم يهتفون :" الموت للديكتاتور"، متحدين بذلك أوامر بالابتعاد عن الشوارع، كما ألقوا بالحجارة على فرق مكافحة الشغب.
هذا وقد قامت الشرطة بتفريق الحشود، وانهالت ضربًا على المتظاهرين من الرجال والإناث. ومع حلول الليل فقد كانت هناك اضطرابات متفرقة عبر العاصمة، مع أعمدة من الدخان المتصاعد في عنان السماء من إطارات السيارات المحترقة. وقد جاب مؤيدو أحمدي نجاد مع حلول الظلام، الشوارع على دراجاتهم النارية هاتفين بالنصر. وقال شهود بأنهم لم يروا اضطرابات كهذه منذ الانتفاضة التي قادها الطلبة في العام 1999، وقد أظهرت حدة هذه الاحتجاجات الدرجة الكامنة في إظهار تحد أكبر للمؤسسة الإسلامية الحاكمة، وكله حسب الصحيفة. وفي محاولة لكبح التوتر السياسي المتصاعد، فقد حث المرشد الروحي الأعلى آية الله علي الخامنئي الأمة على التوحد خلف الرئيس وقبول النتائج التي أطلق عليها " التقييم المقدس".
وفي الوقت نفسه، فقد توقف نظام إرسال الرسائل النصية عن العمل على نطاق الأمة، وبدا أن شبكة الموبايل قد حجبت، وكان من الصعب الوصول إلى العديد من المواقع الإليكترونية التابعة للسيد موسوي. فقد تم استخدام الرسائل النصية من قبل الإيرانيين وبشكل خاص الشباب المؤيد للمعارضة، لنشر أخبار سياسية. وكان صادق محصولي، وزير الداخلية الذي أشرف على الانتخابات، ويترأس قوات الشرطة الوطنية، قد حذر الناس من المشاركة بأية "تجمعات محظورة".
غير أن السيد موسوي رئيس الوزراء الأسبق، القادم من فترة تقاعده، في عملية تحد لرئاسة أحمدي نجاد المخزية، حسب الصحيفة، كان قد أعلن النصر في الليلة السابقة، قائلاً بأنه الفائز الوحيد، ومن دون أي منازع، واصفاً النتائج الرسمية بأنها غش صريح.
وقال في بيان نشره على موقعه الإلكتروني: "أحذر من أنني لن أستسلم لهذا التلاعب، وحصيلة ما شهدناه من أداء للمسؤولين، ليس إلا مجرد هزة لدعائم النظام المقدس للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وطغيان للأكاذيب والديكتاتورية. وأضاف قوله: " إن الشعب لن يحترم أولئك الذين وصلوا إلى السلطة عن طريق الغش".
وسيتم النظر إلى تعليقات السيد موسوي بكونها انتقادات مبطنة للسيد خامنئي نفسه، الذي يستحوذ على سلطات سياسية مطلقة في إيران، والذي بدا أنه يمنح، عموماً، دعماً ضمنياً لمواطنه المتشدد السيد أحمدي نجاد.
وتأتي ادعاءات التزوير هذه في أعقاب حملة انتخابية مفتوحة، بالمعايير الإيرانية، ورغم الحدية العالية التي انطوت عليها. فكان السيد أحمدي نجاد، ومن خلال مناظراته التلفزيونية، قد وجه انتقادات سياسية حادة لمنافسيه متهما إياهم، مع سياسيين إيرانيين رفيعي المستوى، بتقبل رشاوٍ، وهم اتهموه، بالكذب، في مقابل ذلك.
وكان السيد هاشمي رفسنجاني، الرئيس السابق الذي اتهمه نجاد بالفساد، قد كتب وفي خطوة غير مسبوقة، في الأسبوع الماضي، رسالة إلى الخامنئي شاكياً من أن تلك الاتهامات المسيئة قد شوهت من سمعة إيران.
وقد سجلت عمليات الإقبال نسبة 85% من مجموع أصوات الإيرانيين البالغ 46.2 مليون الذين يحق لهم التصويت. أما المرشحين الآخرين، وأحدهما رجل الدين الإصلاحي مهدي كروبي، والمتشدد محسن رضائي، فقد حصل كل منهما على أقل من مليون صوت.
هذا، وقد استرعت عملية إعادة انتخاب السيد أحمدي نجاد، ابن الحداد، الذي اتبع أسلوب حياة بسيط، والتزم بمبادئ إسلامية صارمة في المظهر والسلوك، ترحيباً من قبل حلفائه في الخارج.
فلقد كان من الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز من بين أوائل المتصلين تليفونياً لتهنئته، وهو يشاركه في عملية الانتقاد ضد الولايات المتحدة، فالفوز يمثل الشعور والالتزام من قبل الشعب الإيراني نحو بناء عالم جديد، كما قال في بيان له. غير أن مسؤولاً إسرائيلياً وصف النتائج بأنها تبعث على القلق، مضيفاً بأنها يمكن أن تؤدي فقط إلى مواجهة بين إيران والغرب، وعلى نحو أخص لجهة برنامج التسلح النووي.
من جهته قال داني يعالون، نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلي: " أنه على المجتمع الدولي التصدي لإيران النووية، والإرهاب الإيراني على الفور، مع هذه النتائج للانتخابات. وإذا كان هناك أي ذرة من الأمل في تغيير إيران، فإن إعادة انتخاب أحمدي نجاد، يعبر عن تصاعد التهديد الإيراني، أكثر من أي شيء آخر."
أما هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، فقد قالت بأن الولايات المتحدة كانت ترصد نتائج الانتخابات الإيرانية، وتمنت لو أن الانتخابات عكست إرادة الشعب الإيراني. فيما قال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، بأنه لا يتوقع تغييراً جذرياً في السياسات الإيرانية مع إعادة انتخاب السيد أحمدي نجاد. وقال: " أعتقد بأن هذه الانتخابات ستتسبب في خلق معارضة قوية لسياساته في إيران، وأنا متأكد من أنه سيصغي لتلك الآراء، آملاً منه تعديل سياساته."
المعلقون الأميركيون، على جبهة اليمين يتشاركون الرأي بأن الولايات المتحدة قد تكون أفضل حالاً مع استمرار وجود السيد أحمدي نجاد في منصبه. فكما قال ريتشارد بيرل، الصقر المحافظ، والسياسي المخضرم في عدة إدارات أميركية سابقة: " ليس الأمر مفاجئاً، ولا أعتقد أن انتصار موسوي كان سيجلب تغييراً نوعياً كبيراً، كما يعتقد بعض الناس."
وعلى جبهة اليسار، كان هناك قلق متصاعد بأن فوز الموسوي كان سيجعل من الأمر أكثر صعوبة بالنسبة إلى السيد أوباما في إقناع المشككين في الكونغرس بأن الحوار مع إيران يستحق أدنى اهتمام. وبهذا الرأي المتشائم، نأتي على ختام هذه المطالعة اليومية الإيلافية الخاصة اليومية للصحف البريطانية.
ترجمة وإعداد: نضال نعيسة