انتخابات إيران: تحذير للقوات الأميركية بالخليج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: بعث البنتاغون بتعيم سري للغاية يدعو القوات الأميركية المتمركزة في الشرق الأوسط للحذر وضبط النفس حال حدوث احتكاك مع الجيش الإيراني، في خضم قلاقل متوقعة جراء نتائج الانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإسلامية. وفي الغضون، قال البيت الأبيض إنه يراقب عن كثب تقارير "حدوث تجاوزات" في الانتخابات الإيرانية، في الوقت الذي أعربت فيه كندا عن قلقها إزاء الوضع.
وجاء التعميم السري، الموجه إلى القوات البحرية الأميركية المتمركزة في منطقة الخليج، الذي أكده مصدران عسكريان مطلعان للشبكة، كأول رد فعل للجيش الأميركي للأحداث في إيران. ورفض المسؤولان الرفيعان الكشف عن موقع التعميم نظراً للسرية البالغة التي يتسم بها الإخطار، وجرى توزيعه عبر اتصالات مؤمنة خلال الأيام الأخيرة.
وجزم المصدارن أن التعميم لا يعني رفع حالة التأهب القصوى بين القوات الأمريكية المتمركزة في منطقة الخليج، إلا أنهما أكدا قلق الجيش الأميركي البالغ تجاه الوضع في الجمهورية وحدوث قلاقل قد تؤدي إلى مواجهة غير متعمدة بين الجانبين. وأشارا إلى أن القوات البحرية ياأمريكية في منطقة الخليج هي المعنية بالتحذير، التي عادة ما تتصادف في مياه الخليج مع البحرية الإيرانية.
وقال أحد المصادر لـCNN: "نحن نراقب، ونؤكد سياسة التزام قواتنا البحرية بسياسة ضبط النفس." ويتخوف "البنتاغون" أن تطلق بعض التحرشات الإيرانية "شرارة أحداث" قد تجبر القوات الأمريكية الرد عليها، ومخاوف من تهديدات أمنية داخلية وخارجية.
وأشار الآخر إلى أن القلق الأكبر يتمحور حول سوء فهم إيراني حيال دعوة ضبط النفس هذه.
وارتفعت وتيرة التوتر بين طهران وواشنطن، إثر استفزاز عدد من القوارب الحربية الإيرانية لسفن أمريكية في مياه الخليج في يناير/كانون الثاني العام الماضي.
بايدن يشكك بفوز احمدي نجاد
الى ذلك، شككت الولايات المتحدة الأحد بشرعية فوز محمود احمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية واعتبر نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أن هذه النتيجة تطرح "الكثير من الأسئلة". وقال بايدن في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركية NBC عندما ننظر إلى الطريقة التي يقمعون فيها حرية التعبير وكيف يضغطون على الجماهير وكيف يعامل الناس فان ذلك يخلق لدينا شكوكا جادة".
وأضاف بايدن "هناك الكثير من الأسئلة حول الطريقة التي أديرت فيها الانتخابات" في إيران. وكان المرشح المهزوم في الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي قد طالب بإلغاء نتيجة الانتخابات بسبب "المخالفات" التي شابتها.
وأوضح نائب الرئيس الأميركي "على سبيل المثال أن 70في المائة من المقترعين هم من المدن وهي ليست نقطة القوة لدى احمدي نجاد" لذلك "من غير الممكن أن يكون قد نال 68 في المائة وأكثر في مثل هذه الظروف". وأشار بايدن إلى أن الولايات المتحدة "لا تملك أدلة كافية لتقدم حكما نهائيا" وأضاف "ستقوم الولايات المتحدة بتحليل النتائج قبل الحكم عليها."
وتعتبر تعليقات بايدن الأقوى لواشنطن منذ إعلان نتائج الانتخابات الإيرانية. وكان البيت الأبيض أكد في بيان مقتضب أن الولايات المتحدة ستواصل "متابعة الموقف عن كثب وخصوصا الأمور المتعلقة بوجود مخالفات".
وعبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بتحفظ السبت عن أملها بأن تكون النتائج "تعكس الإرادة الحقيقية للشعب الإيراني ورغبته".
وردا على سؤال عن رغبة الرئيس الأميركي باراك اوباما بإقامة حوار حازم ولكن مباشر مع النظام الإسلامي أيا كان المنتصر في الانتخابات، أجاب بايدن أن الولايات المتحدة "جاهزة للحوار" مع إيران.وأكد "أن اهتماماتنا هي نفسها قبل وبعد هذه الانتخابات: أولا نريد أن يتوقفوا عن السعي لامتلاك السلاح النووي، وثانيا أن يتوقفوا عن دعم الإرهاب".
ويتفق المحللون على أن إعلان إعادة انتخاب الرئيس احمدي نجاد الذي يرفض تماما وقف البرنامج النووي الإيراني يعقد مهمة الرئيس اوباما.
وحدثت مواجهات جديدة الأحد بين متظاهرين من مناصري موسوي يحتجون على النتيجة وبين والشرطة الإيرانية، واعتبر الرئيس الإيراني أمام الآلاف من أنصاره أن الانتخابات الإيرانية هي "الأنظف" نافيا حصول أي تزوير.
كندا قلقة وبريطانيا تتابع
هذا و أبدى وزير الشؤون الخارجية الكندية، لورنس كانون، قلق بلاده إزاء تقارير تجاوزات في الإنتخابات الإيرانية. وقال خلال مؤتمر صحفي من نظيرته الأمريكية، هيلاري كلينتون: "نحن قلقون حيال ترهيب قوات الأمن لمرشحي المعارضة.. طلبنا المسؤولين في سفاراتنا بطهران مراقبة الوضع عن كثب." وأضاف: "كندا تهيب بالسلطات الإيرانية فرز كافة الأصوات بنزاهة وشفافية."
ومن جانبه اكتفى الناطق باسم المقر الرئاسي، روبرت غيبز بالقول إن البيت الأبيض "معجب بالمناظرات الحيوية وروح الحماس التي ولدتها الانتخابات هذه، لا سيما بين الشباب الإيراني."
هذا وقد تظاهر قرابة 40 شخصاً خارج مكتب المصالح الإيرانية بواشنطن للاحتجاج إلى ما وصفوه بالانتخابات المسروقة."
وبدوره، علق وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، السبتعلى نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية، قائلا: "لقد تابعنا باهتمام، ونال إعجابنا، الحماس والنقاش الذي اتسمت به فترة الحملات الانتخابية الرئاسية في إيران. " وأضاف: "سمعنا كذلك بالمخاوف التي صرح بها اثنان من المرشحين بشأن فرز الأصوات. هذا شأن متروك للسلطات الإيرانية لمعالجته، وسوف نستمر بمتابعة التطورات. أولويتنا هي تبديد إيران لمخاوف المجتمع الدولي، وعلى رأسها قضية انتشار الأسلحة النووية."
وأدانت ألمانيا الأحد لجوء الشرطة إلى العنف لمواجهة المتظاهرين في إيران. وأكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير "أن لجوء قوات الشرطة إلى العنف ضد المتظاهرين غير مقبول" داعيا السلطات الإيرانية إلى كشف المخالفات في حال حدوثها.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير "أن اللجوء إلى العنف لا يفضي إلى حل". وطالب ابن شاه إيران المخلوع رضا بهلوي في بيان أصدره من واشنطن "بإنهاء الجمهورية الإسلامية".