الإنقلاب الإيراني الصامت وخطاب نتنياهو في صحف أميركا وبريطانيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الغضب الساطع في طهران ودولة فلسطينين بمقاييس إسرائيلية
الإنقلاب الإيراني الصامت وخطاب نتنياهو في صحف أميركا وبريطانيا
إيلاف_ قسم الترجمة:احتقلت الصفح الأميركية والبريطانية الصادرة صباح اليوم بكثير من الموضوعات المتشابهة، برز منها بشكل أساسي خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو والوضع القائم في إيران ورفض النتائج التي تمخضت عنها الانتخابات الإيرانية من قبل المرشح مير حسين موسوي
وتحفل الصحف الاميركية الصادرة اليوم بمتابعات مستفيضة تتركز ، كما هو متوقع ، على ردود الافعال التي اطلقها خطاب نتنياهو رابطا موافقته على اقامة دولة فلسطينية بشرط ان تكون دولة منزوعة السلاح ، فيما تواصل الصحف تغطية الاحتجاجات المستمرة في ايران على نتائج الانتخابات الرئاسية وفوز الرئيس محمود احمدي نجاد بولاية ثانية. كما تأخذ تطورات الوضع في العراق واليمن وباكستان نصيبها من المتابعات الى جانب تقارير أخرى. داخليا تتناول صحف اليوم اوضاع الاقتصاد الاميركي كما يتبدى في متاعب الشركات الكبرى من "جنرال موتورز" الى "بوينغ" مرورا بشركات التأمين الصحي مع تقرير عن جنس المولود الذي تفضله العائلات الاميركية ذات الاصول الآسيوية.
كلمات نتنياهو ردا على خطاب أوباما
في ملف الشرق الأوسط تحفل صحف اليوم بتقارير وتحليلات محورها إقرار نتنياهو بحل الدولتين على ان تكون الدولة الفلسطينية منهما منزوعة السلاح وتحتفظ العبرية بترسانتها التي هزمت جيوش ثلاث دول عربية. وفي هذا الشأن تقول صحيفة "نيويورك تايمز" ان كلمة رئيس الوزراء الاسرائيلي "التي سماها رؤيته للسلام في الشرق الأوسط" كانت في جانب منها ردا على خطاب الرئيس باراك اوباما في القاهرة" مشيرة الى ان تراجعه عن رفض الدولة الفلسطينية "يُعتبر تنازلا امام الضغط الاميركي". وتلاحظ الصحيفة ان نتنياهو "رفض بقوة المطالب الاميركية بتجميد المستوطنات الاسرائيلية تجميدا كاملا في الضفة الغربية ، الأمر الذي يشكل موضع خلاف نادر بين اسرائيل وأهم حلفائها حول قضية تُعتبر ذات أهمية حاسمة لمفاوضات السلام" ، بحسب "نيويورك تايمز" التي تستدرك ان موافقته على الدولة الفلسطينية "لاقت على الفور رفض الفلسطينيين نظرا للشروط التي ربط بها موافقته".
أوباما يرحب
صحيفة "واشنطن تايمز" من جهتها تنقل عن المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس قوله ان الرئيس اوباما رحب بخطاب نتنياهو بوصفه "خطوة مهمة الى الأمام" ، وهي تتفقمع غريمتها الليبرالية "نيويورك تايمز" في ان الخطاب كان ردا على كلمة الرئيس الاميركي الى العالم الاسلامي من القاهرة. وتقول "واشنطن تايمز" ان رفض نتنياهو وقف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية كان "ايماءة موجهة الى شركائه المتشددين في الحكومة الائتلافية" ، وتصف الخلاف حول هذه القضية بأنه "فتح أخطر ثغرة على صعيد السياسة الخارجية مع الولايات المتحدة منذ عشرين عاما على اقل تقدير".
هوية إسرائيل اليهودية
اما صحيفة "وول ستريت جورنال" فانها تسلط الضوء على اعلان نتنياهو استعداده للتوجه "في أي وقت" الى سائر انحاء العالم العربي "من اجل السلام. ولكن لتحقيق مثل هذا الهدف أكد نتنياهو مجددا مواقف حكومته بشأن ضرورة تأمين الهوية اليهودية لدولة اسرائيل وبقاء القدس عاصمتها وحق المستوطنين اليهود بالعيش في الضفة الغربية".
استقبال حافل لليبرمان في روسيا
في سياق ذي صلة تتناول صحيفة "نيويورك تايمز" ما تسميه "الاستقبال الحار" الذي لقيه وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان من الكرملين خلال زيارته روسيا لافتة الى ان هذه الحفاوة قد تكون "مؤشر تطورات قادمة على الطريق" ، لا سيما وان "مواقفه المتشددة اثارت قلق ادارة اوباما ولكن مثل هذه الهواجس لم يكن لها أثر في موسكو".
إيران تشتعل بالأحداث
في الملف الايراني تتناول صحف اليوم استمرار الاحتجاجات على اعلان فوز محمود احمدي نجاد بولاية ثانية واعتقال نحو مئة من وجوه المعارضة وتلميح الرئيس احمدي نجاد بمعاقبة منافسه الأكبر مير حسين موسوي لتشكيكه في نتيجة الانتخابات. وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" ان مدى استعداد خصوم احمد نجاد "للاستمرار في تحدي النتيجة أو قدرتهم على الاستمرار في تحديها لم يكن واضحا. ولكن انصار المعارضة اشتبكوا مع قوات مكافحة الشغب التي استخدمت الهراوات قرب اجتماع حاشد نظمته الحكومة احتفالا بالنصر في طهران. كما تحدثت التقارير عن وقوع اضطرابات في مدن ايرانية أخرى".
صحيفة "واشنطن تايمز" تلاحظ من جهتها "ان غالبية الاحتجاجات جرت في الأقسام الداخلية لطلاب الجامعة وبعض الأحياء السكنية والضواحي الراقية على سفوح جبال البورز في شمال طهران. وكان عدد المتظاهرين أقل واعمال العنف محدودة أكثر يوم الأحد منها يوم السبت. وفي جادة ولي العصر ، أطول شوارع طهران ، ومركز الاحتجاجات ، تمرن سائقو السيارات على المقاومة السلبية منطلقين في الجادة المزدحمة بعد الغروب في جوقة متناشزة من التزمير" ، على حد وصف "واشنطن تايمز".
وبعد تريث الادارة الاميركي في اتخاذ موقف صريح من النتيجة تنقل الصحف تشكيك نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن بشرعية اعادة انتخاب احمدي نجاد مع تأكيده مجددا "نية الادارة في محاولتها التوصل مع الحكومة الايرانية". وفي هذا السياق تلفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الى ان "ناشطين من اجل الديمقراطية في الشرق الأوسط قالوا انهم قلقون من ان واشنطن بما صدر عنها من رد فعل حتى الآن تواجه خطر اضفاء الشرعية على اعادة انتخاب احمدي نجاد واضعاف ما وصفوه بحركة اصلاحية متنامية داخل ايران أذكتها الحملات الانتخابية الأخيرة". وتمضي الصحيفة الى ان "هؤلاء الناشطين وبعض الدبلوماسيين الاميركيين السابقين حثوا الرئيس باراك اوباما على المجاهرة بتحدي فوز احمدي نجاد تعبيرا عن التأييد لدعاة التغيير في ايران" ، بحسب "وول ستريت جورنال".
العراق ونذير عودة العنف
ومن ايران الى العراق حيث تتساءل صحيفة "كريستيان ساينس مونتر" ما إذا كان اغتيال رئيس كتلة جبهة التوافق في مجلس النواب العراقي حارث العبيدي نذيرا بعودة اعمال العنف الى سابق عهدها. وتشير الصحيفة الى قول اعضاء في جبهة التوافق "ان الهجوم يبين ان قوى الأمن العراقية عاجزة عن الحفاظ على الأمن قبل انسحاب القوات الاميركية وهم يحذرون من إشعال اعمال العنف الطائفي من جديد رغم جهود المسؤولين العراقيين لتطويق تداعيات الاغتيال". وتنقل "كريستيان ساينس مونتر" عن الناطق باسم جبهة التوافق سليم الجبوري قوله "من الواضح تماما ان القوات العراقية ليست جاهزة بعد وأتوقع احياء العنف الطائفي". ونبه الجبوري الى ان الهجوم الذي "وقع في جامع تحميه حراسات حكومية قلب الآراء المتفائلة بالوضع الأمني رأسا على عقب" ، بحسب "كريستيان ساينس مونتر" نقلا عن الناطق باسم جبهة التوافق سليم الجبوري.
نبقى مع صحيفة "كريستيان ساينس مونتر" في تقرير من صنعاء تقول فيه انه "بعد سبع سنوات على اعلان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تحالف بلاده مع الولايات المتحدة في حربها على الارهاب ، يكافح صعود التطرف حواران دينيان ـ احدهما على مستوى القواعد والآخر بموافقة من اعلى مستويات الحكومة اليمنية ـ ولكن بدرجات متفاوتة من النجاح". وتنسب الصحيفة الى وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي قوله في مقابلة ان السلطات اليمنية "تحرص على ان يدرك الارهابيون المدانون الأخطار المرتبطة بالارهاب وفهمهم الخاطئ لتعاليم الاسلام بشأن الارهاب وقتل الأبرياء".
ومن اليمن الى باكستان حيث تركز صحف اليوم على تصريح حاكم الاقليم الحدودي الشمالي الغربي عويس احمد غانم بأن حكومة الرئيس آصف علي زرداري اصدرت اوامر الى القوات المسلحة بتنفيذ عملية عسكرية جديدة تستهدف زعيم طالبان باكستان بيت الله محسود في اول اعلان رسمي يؤكد وجود خطط لملاحقته. وتقول الصحف ان تصريح غانم يؤكد ما كان سرا مكشوفا منذ فترة.
داخليا تقول صحيفة "نيويورك تايمز" ان البيانات الاحصائية الاميركية تشير الى ان العائلات الاميركية ذات الاصول الآسيوية ، لا سيما الصينية والهندية والكورية ، تفضل المواليد الذكور على الأناث. وان هناك اتجاها متعاظما بين هذه العائلات للاقبال على تقنيات اختيار الجنس مثل التخصيب الداخلي أو فرز الحيوان المنوي أو حتى الاجهاض.
الصحف البريطانية بين نجاد وموسوي
وتعاود الصحف البريطانية الكبرى الصادرة اليوم تغطيتها للحدث الإيراني الذي كان مشتركًا في إفتتاحياتها، ومواضيعها الرئيسة، والتي إنصبت جميعها في تقديم تفاصيل ومن جوانب عدة لتفاعلات الحدث محليًا، وإقليميًا وعالميًا. إلى ذلك كتبت صحيفة الغارديان في صدر صفحتها الأولى تقريرًا مطولاً عنونته بـ: أحمدي نجاد يبشر بحقبة جديدة من الأمل رغم الضرب وعمليات الإعتقال، ومما جاء فيه: "يتعرض الناس للضرب رجالاً ونساء"، كما صرخ أحدهم، و"الرئيس يقترف جريمة، والمرشد الأعلى يقدم الدعم له"، كما كان يردد شعارًا آخر، بشكل مقفى، وأنيق باللغة الفارسية.
ومع حلول الليلة الماضية فإن المتسابقين الثلاث للرئاسة، الإصلاحيون والمحافظون كانوا قد أثاروا شكوكًا جدية حول نتائج الانتخابات، فقد ناشد السيد الموسوي مجلس الوصاية الإيراني وهو أكثر الهيئات الدينية أهمية في إيران، والذي أشرف على الانتخابات، داعياً إياه إلى إلغاء نتائج الانتخابات، وقال متحدث باسم الموسوي: "لقد طلب مني أن ألفت نظر العالم بأن هذا كان انقلابًا عسكريًا، وأن الموسوي طلب من دول العالم ألا تعترف بالرئيس الذي أتى به الانقلاب". وعلى اي حال فقد رفض أحمدي نجاد المزاعم ووصفها بأنها حرب نفسية تقوم بها وسائل الإعلام الأجنبية، وكان قد اخبر عشرات الآلاف من أنصاره في خطاب احتفالي بالفوز، الذين كانوا يلوحون بالأعلام الخضراء والحمراء والبيضاء: "يقول بعضهم بأن الانتخابات قد زوّرت، وكانت هناك عملية غش أين هي هذه التجاوزات"؟ وفي نبرة حماسية قال:"إن البعض يريدون الديمقراطية التي تحقق لهم مصالحهم. البعض يريد الانتخابات والحرية والصوت الانتخابي/ ويعترفون بها بقدر ما تكون النتائج في صالحهم فقط".
ولكن كان جون بايدن نائب الرئيس الأميركي قد قال :" كانت هناك شكوك حقيقية حول النتائج بينما أثار البيت الأبيض مخاوف حول حدوث تجاوزات. وقد أثارت هذه التجاوزات أعمال عنف مختلفة في أرجاء طهران، فقال الطالب شيرفين الهافيردي 21 عاماً:" لقد دأب التلفزيون الإيراني على إظهار قوات إسرائيلية تهاجم فلسطينيين أبرياء ولكن شرطة الشغب هذه هي أكثر وحشية من الإسرائيليين".
لقد تمت مهاجمة قوات الأمن في عدة أماكن من طهران، وفي أماكن رئيسية أخرى من العاصمة، وقد تصدت لهم قوات الشرطة وجماعات من الميلشيا من المتطوعين المعروفة بـ "الباسيج"، كما تم تطويق مقر السكن الجامعي، وتمت حماية وزارة الداخلية بقوات خاصة جهزت بشكل جيد وكانت تتحرك بشاحنات سوداء. لقد كان هناك شعور عام بإن النتائج قد أعلنت بشكل نهائي يوم السبت، وذلك بعد عدة حالات من التأخير أظهرت وجود بعض الفوضى الجارية خلف الكواليس. وبالإجمال، فإن توازن القوى بدا واضحاً، فالمتظاهرون كانوا غاضبين، غير منظمين، وبدون قيادة، بينما النظام كان يضع كل ثقله لقمعهم. وكما قال سائق التاكسي الشاب: "هذه المشكلة ستستمر ليوم أو يومين، وبعد ذلك ستنتهي، فالناس خائفون والغضب لن يجدي." وقال آخرون بأن الزخم يجب أن يستمر، وكما قال طالب العلوم الاجتماعية أريزو :" أنا على استعداد لدفع ثمن للحرية." ولكن مريم سركودي خالفته الرأي وقالت: "ليست لدي أية آمال بالمستقبل، ولا اعتقد بأن الديمقراطية ستتحقق خلال 20 عاما".
لقد أصبح حجم القمع أكثر وضوحا يوم السبت حين تم حجب المكالمات المحلية والدولية، وكما هو الحال، أيضاً، بالنسبة للرسائل النصية، والفيسبوك والمواقع الأخرى التي كان يستخدمها ناشطو المعارضة وتم الإيعاز للصحف من قبل وزارة الاستخبارات أن لا تنقل شيئاً، عن الاضطرابات، وإحدى تلك الصحف التي تسمى "اعتماد الملي"، والتي تؤيد مهدي كروبي لمنصب الرئاسة ظهرت اليوم، ونصف صفحتها الأولى السفلي كان فارغاً. وبالنسبة للبعض فإن إغلاق المواقع الالكترونية كان يعني "انقلاباً صامتاً".وقد سرت شائعات بأن الموسوي هو تحت الإقامة الجبرية، رغم أن زوجته زهراء رهنفارد أنكرت ذلك ولكن نشطاء موالين للموسوي بما فيهم سعيد شريعتي، ومصطفى تاج زاده، ومحمد أتراينفار، وبهزاد نبوي، كانوا من ضمن مئة آخرين قيل بأنهم اعتقلوا، وكذلك الأمر بالنسبة لشقيق الرئيس الإيراني الإصلاحي السابق محمد خاتمي، وبينما كانت الشوارع تغلي بدت الأشياء أكثر هدوءً من مكتب الرئيس إلى الجنوب قليلا بين الجامعة والسوق الكبير.
وأحمدي نجاد كان بزيه المعتاد على المنصة المزدانة بالورود، وبمزاجه المتفائل العالي قال: "لقد شارك 84 % في هذه الانتخابات إنها قصة ملحمية، ولا أعلم لماذا تشكك وسائل الإعلام بالمشاركة الجماهيرية". وقد ضرب مثلاً على ما حصل بما يحدث في مباراة كرة القدم حين قال :" في مباراة كرة القدم يريد أنصار الفريق الفوز لفريقهم، وحين يخسر فهم يغضبون ويتسببون بمشاكل مع الشرطة." ويصر على أن الانتخابات جرت بأسلوب صحي وشرعي: "ولقد تابعتم ثلاثة مرشحين يعملون ضد مرشح واحد لقد انتهى كل شيء الآن، وهناك فصل جديد اليوم"، كما قال. وفيما بعد ذهب إلى ساحة "فالي أسر"، ليخاطب مؤيديه حيث كانوا من بينهم نساء متوشحات بالشادور الذي يعتبر تناقضاً صارخاً مع الأزياء الحديثة، وأغطية الرأس غير المعصوبة جيدا التي ارتدتها المؤيدات للموسوي وقد هتف عشرات الألوف له، ولوحوا بالأعلام الدينية والوطنية حين شن هجوماً على أعداء إيران معلناً عن ولادة فجر لـ"حقبة جديدة من الأمل".
"إني أتفهم بأن الأمر كان صعباً بالنسبة لأولئك الذي خسروا أن يتقبلوا الهزيمة، وحتى لو كان هناك تزوير للانتخابات فإن هؤلاء المحتجين لن يصلوا لأي شيء"، كما قال رضا عاظمي المستخدم المدني الذي كان موجودا بالحشد. إنه وقت عصيب بالنسبة لأولئك الإيرانيين على التفكير بأمل التغيير. ويقول الناس "بأنهم ندموا حين ذهبوا لصناديق الاقتراع، لأن النتائج كانت عبارة عن مجرد كارثة وغضب، فقبضة النظام على السلطة قوية جداً، ولا يمكن لأي شيء أن يضعفها"، كما قال أستاذ التاريخ حسين فروتان. وأما غضب منيرة تاهمصاعدي فقد عبرت عنه، سراً وعلناً، حين قالت: "لقد فقدت واحداً من أبنائي في الحرب على العراق حين كان يدافع عن بلده، واليوم فمي مغلق تماماً. إني أشعر بالعار لأنني في يوم من الأيام دافعت عن الجمهورية الإسلامية".
الإيكونوميست: نهاية مضطربة لواحدة من أكثر التطورات السياسية إثارة
وكتبت صحيفة الإيكونوميست تعليقاً بعنوان الفوز المتنازع عليه فيه : "أنها نهاية مضطربة لواحدة من أكثر التطورات السياسية إثارة منذ العام 1979 تاريخ الثورة الإسلامية، فقد أعلنت السلطات الانتخابية أن المرشح نجاد هو الفائز في سباق ضار للانتخابات الرئاسية، وإن الزعم بفوزه بنسبة 65% بدا كان بمثابة دفن لآمال المرشح الرئيسي حسين موسوي رئيس الوزراء السابق الإصلاحي والذي اكتسبت حملته الانتخابية زخماً قويا في الأيام الثلاث الماضية وحفزت تظاهرات صاخبة وعارمة في الشوارع .
أما المرشحان الآخران فقد بقيا بعيدين عن الحسابات الرسمية بحوالي ثلاث بالمائة من الأصوات لكل منهما. وقد أتت تلك النتائج كخيبة أمل بالنسبة للإيرانيين المحبطين بسياسيات دينية محافظة لأحمدي نجاد، وسياسات الاقتصادية والسياسة الخارجية صدامية ومشاكسة. وقد أبدى مؤيدو الموسوي دعماً كبيراً له، وكان قد تم تمديد الانتخابات لساعات لتتلاءم مع الإقبال غير المسبوق الذي حصل. وكان الموسوي قد دعا، سابقاً، أنصاره لمؤتمر صحفي للإعلان عن فوزه بهامش كبير، ولكن تم الإعلان لاحقاً عن النتائج الرئاسية التي أظهرت تقدم نجاد بفارق كبير.
وتقول مصادر المعارضة أن المرشحين الثلاثة أرسلوا رسالة مشتركة يعبرون فيها عن استيائهم من نتائج الانتخابات مطالبين من السيد الخامنئي التدخل، فما كان مفترضاً احتفالات بفوز الإصلاحي تحول إلى جنازة. ففي اليوم التالي تم التأخر في الإعلان عن نتائج الانتخابات وقام التلفزيون الحكومي بالإعلان عن فوز نجاد بتقدم غير مسبوق، وفي نفس الوقت تم الإطباق على مراكز الحملات الانتخابية للمنافسين وإغلاق مواقعهم الالكترونية واستمرار الحجب على خدمة الرسائل النصية على الهواتف المحمولة، وقال أنصار موسوي، في حينه، بأنهم ينتظرون قراره لمعرفة فيما إذا كان سيمتثل للنتيجة أم أنه سيقوم بالرفض والاحتجاج، وكما قال أحدهم بأن انقلاباً عسكرياً قد حصل، وقد انتشرت مشاعر مماثلة كهذه، وعلى نطاق واسع بين الجماهير، بين منتقدي أحمدي نجاد تعكس شكوكاً بأن المحافظين عموما في إيران قد خططوا لهذه النتيجة وقد اصدر الموسوي بيانا قال فيه بأن هذه الانتخابات كانت "خدعة مشعوذة".
وقد حاول السيد خامينئي أن يظهر في موقع محايد، غير أنه في الواقع كان يشير إلى دعم للسيد أحمدي نجاد، وقد رفض الإشارة إلى حدوث عمليات تلاعب بالانتخابات. وكانت قوات الشرطة قد نزلت إلى الشوارع للحفاظ على الأمن في أعقاب الإعلان على النتائج وقد حظرت أية تظاهرات عقب الانتخابات، وهناك شكوك حول مقدرتها على النجاح في الأيام القادمة في كبح جماح الشباب الساخط والمحبط من نتائج الانتخابات.
ويعتقد المراقبون الآن، باستمرار السياسات المثيرة للجدل لأحمدي نجاد مع استعادته لموقعه رغم أن الرؤساء الإيرانيين يتمتعون عادة بسلطات تنفيذية محدودة، ويحظى السيد نجاد بدعم بين الطبقات الفقيرة والمتدينة وبين القوميين الذي يعتبرون بأنه قد عزز من مكانة إيران الدولية. وكانت المناظرات المتلفزة قد أظهرت انقسامات حادة بين الطبقة الإيرانية الحاكمة، فقد اتهم السيد أحمدي نجاد المنافسين الثلاثة بالتوحد ضده مشيرا إلى أنهم كلهم كانوا تحت أمرة هاشمي رفسنجاني رجل الدين والرئيس السابق والذي ينظر إليه على نحو واسع كرجل فاسد ولكنه يمارس دورا سياسياً قوياً من وراء الكواليس ويعتقد الآن بأن يقوم السيد نجاد بتصعيد انتقاداته ضد الفساد، وهذا ما سيؤدي إلى صدام طويل الأمد مع رفسنجاني الذي يحظى بدعم في أوساط الطبقة الكهنوتية. وقد وصف البعض في إيران الانقسام ضمن المؤسسة الدينية بأنه صراع بين القيادة الجديدة الأكثر راديكالية لقوات الأمن التي يدعمها الخامينئي والنخب الثورية القديمة التي تلاشى حماسها أمام البراغماتية السياسية.
ويعبـّر دبلوماسيون غربيون عن خيبة الأمل في فشل المعارضة بعزل احمدي نجاد. وتبقى السياسات الخارجية الإيرانية بما فيها الملف النووي بيد المرشد الأعلى غير أن وجها جديدا كان من الممكن أن يجعل من الدول الأخرى تتعامل مع إيران. وقد اقترح أحد الدبلوماسيين، بدافع من تفكير الإيجابي، بأن عودة نجاد إلى منصبه سيريح البلد على الأقل من عملية انتقال السلطة المطولة بين الإدارات، وإن انتماءات الرئيس المحافظة ممكن أن تجعله أكثر قدرة على حشد الدعم لأية تنازلات مستقبلية حول الطموحات الإيرانية العويصة.
الفاينانشال تايمز: هناك قلق دولي متصاعد
وكانت صحيفة الفاينانشال تايمز قد كتبت هي الأخرى عدة تعليقات حول هذا الموضوع من بينها ما يقول أن هناك قلقاً دولياً متصاعداً من نتائج الانتخابات الإيرانية أوضحت فيه أن الزعماء الغربيين قد استجابوا بنوع من الاستياء لنتائج الانتخابات الإيرانية لأن فوز احمدي نجاد سيجعل من التقارب مع طهران أمراً أكثر صعوبة. كما ألقت الضوء على مواقف دولية وإقليمية من فوز أحمدي نجاد الملتبس، فقد أدانت فرنسا وألمانيا قمع المتظاهرين، وكان جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي، قد عبر أيضاً، عن شكوك حقيقية حول النتائج، وأضاف بايدن أن الولايات المتحدة لازالت على استعداد للحديث مع الجمهورية الإسلامية متعهدا، في نفس الوقت، بأن واشنطن لن تسمح لها بتطوير أسلحة نووية.
وكان هنريك غوايانو المستشار الرفيع لساركوزي، قد قال لراديو أوروبا 1 بأن م يجري في إيران ليس خبرا طيبا لأي إيراني كما هو بالنسبة لاستقرار السلام العالمي. أما فرانك شتاينماير وزير الخارجية الألماني، فقد قال بأن أعمال العنف التي قامت بها قوات الاأمن ضد المتظاهرين، فهي غير مقبولة وكذلك الأمر بالنسبة لمنع الاحتجاجات السلمية. ومن جهتهم ودعا المسؤولون الإسرائيليون إلى مضاعفة الجهود لكبح البرنامج النووي الإيراني واستبعدوا إمكانية حلول دبلوماسية. وفي نقد مبطن للرئيس باراك أوباما قال سيلفان شالوم، نائب رئيس الوزراء، بأن النتائج كانت صفعة في وجه أولئك الذين يعتقدون أن إيران كانت مهيئة لأي حوار جدي مع العالم المتحضر، أوأنها سوف توقف برنامجها النووي.
وفي الحقيقة فإن عودة السياد أحمدي نجاد للحكم، يأتي صفعة لإدارة أوباما، بالدرجة الأولى، كونه دافع عن التواصل مع طهران، ولكن يبدو أنه بات يهيئ اليوم نفسه لوضع يمكنه من الحصول على إجماع عام بشأن عقوبات دولية أكثر من السعي لتحقيق تسوية. وكان السيد بايدن قد حدد خطوطا لرغبة امريكية لمباشرة الحوار قائلا للـ NBC أن المحادثات مع إيران لم تكن مكافئة لسلوك جيد تقوم به، فهي نفسها، قبل الانتخابات وبعدها. إننا نريد منهم أن يتوقفوا، ويكفوا عن التطلع لامتلاك برنامج نووي، والامتناع عن دعم الإرهاب.وقال جيرمي شابيرو من معهد بروكينيغز: " لقد توحدت الكثير من القوى الكبرى ضد إيران. وأضاف بأن هناك الآن مجالاً لفرض عقوبات أكثر من التفاوض مع إيران. وقد عبـّر مسؤولون أمريكيون أنهم يريدون أن يقوموا بإجراء اتصالات ليس مع احمدي نجاد، ولكن مع المرشد الأعلى أية الله الخامينئي.
أما جيران طهران فقد كانوا أكثر حذرا رغم المخاوف االشائعة حول طموحات إيران النووية، وبأن النظام كان يحاول أن يفرض نفوذه على دول مثل العراق وإيران. ففي أفغانستان فقد هنأ السيد كارازاي السيد نجاد، كما هنأت الإمارات العربية المتحدة السيد احمدي نجاد بشكل رسمي، رغم قضية الجزر المحتلة فيما بين البلدين. أما في السعودية، التي تعتبر نفسها زعيمة العالم السني فقد رفض المسؤولون التعليق على النتيجة، وكما قال أسامة المجلي المسؤول في وزارة الخارجية السعودية، أنها قضية داخلية إيرانية والأمر عائد للشعب الإيراني ليقرر من يسعده، وما يهم هو أن كائنا من كان في السلطة فإنه يتوجب عليه التجاوب مع الجهود السلمية لإحلال الأمن والاستقرار في المنطقة. ولكن محللين يقولون بأن إعادة انتخاب نجاد كان محبطة للحكومات العربية وخصوصا تلك التي تشكل حليفاً قوياً للولايات المتحدة كمصر والسعودية والأردن. وكما قال عبد المنعم سعيد الذي يرأس مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية :" لأحد يريد التوترات التي يخلقها أحمدي نجاد".
الطبقة الدينية قد فرضت مشيئتها
كما كانت صحيفة الفاينينشل تايمز قد كتبت تقول في عنوان بارز آخر بأن الطبقة الدينية قد فرضت مشيئتها في إيران. وإن أعمال العنف التي اندلعت في طهران فور الإعلان عن فوز احمدي نجاد تعبر عن أمر واحد، وهو أن الطبقة الدينية الحاكمة تقامر كثيرا بمستقبل الجمهورية الإيرانية، وفي الداخل فهذه الطبقة تراكم هذه عوامل الانفجار التي تنطوي على رغبة في التغيير. وأما في الخارج فإنها تجلب مزيداً من العزلة. ويستشهدون بذلك بمبادرة بارك أوباما بمد يده إلى أولئك الذين مازالوا يغلقون قبضتهم. وتقول الصحيفة بأن التغيير بالنسبة للفقراء يعني الغذاء وإيجاد فرص العمل، أما بالنسبة للطبقة الدينية، ورجالها فهو يضر بالمصالح التي بنوها منذ قيام الثورة. والسياسات في إيران هي أمر طبقي وليس دينياً.
قسم الترجمة: إعداد عبد الإله مجيد ونضال نعيسة
التعليقات
اين حمرة الخجل
شريف ابا صلاح -ايها الاوربيون اين حمرة الخجل؟ايها الامريكان اين الحياء؟في ملحمة ديقراطية فاز احمدي نجاد بالرئاسة في صورة اقبال شعبي منقطع النظير جعل من ديقراطية ايران مثلا يحتذي به.انا كمصري مسلم احيي احمدي نجاد والقيادة الايرانية علي هذه الملحمة الشعبية التي وقفت وراء الرجل الانسب لتولي قيادة ايران القوية ذات الثقل وليس ايران موسوي في الخنوع والذلة للغرب.اتفهم لماذا يكرهوا نجاد لورعه وزهده بحيث يتعب من ياتي بعده.رئيس ليست له ارصدة في البنوك سيارته قديمه يحضر افطاره معه من البيت ........الخفي المقابل انظروا الي رؤساء العرب تراهم وكانهم ملوكا ملكوا البلاد والعباد منهم ابو الشعب وامراته سيدة الشعب الاولي والاخرة وارصدة اكهلت خزينة الدول.فاين حمرة الخجل
مؤامرة امريكية
امير الحكمه -ان مايحدث من قبل الخاسرين في الانتخابات من انصار الموسوي هو مهزله حقيقيه فأين هي الديمقراطيه والحرية التي ينادون بها كله كذب في كذب انهم عملاء لامريكا وللدول الغربيه لقد جرت انتخابات حقيقية في ايران وفاز فيها الرئيس احمدي نجاد باكتساح كامل وقال الشعب الايراني كلمته ان الديمقراطية التي يتشدق بها موسوي وانصاره تفرض عليهم ان ينزلوا عند كلمة الشعب ويحترموا رأيه ويعترفوا بالهزيمه زيهنؤا الرئيس المنتخب هذه هي الديمقراطية الحقيقة اما ان يقوموا باعمال شغب ويكيلوا الشتائم والاتهامات والمضحك انه لايوجد اي دليل على حدوث اي تجاوزات ومع ذلك يستمر انصار موسوي بالصراخ والشتائم بدون اي دليل حقيقي والمضحك ايضا ان الناطق باسم الخارجية الامريكية خرج علينا بالقول ان هناك تجاوزات في الانتخابات الايرانيه مع انه لايعلم شيئا وهذا دليل على وجود نية مبيته لافساد الانتخابات والتشويش على فوز احمدي نجاد والتشكيك به وهذا دور مرسوم لموسوي وانصاره رسمته لهم المخابرات الايرانية لتشويه صورة النظام الايراني وتخريب الانتخابات الديمقراطيه واظهار ايران بمظهر غير ديمقراطي ، السؤال هو الم يتم انتخاب احمدي نجاد قبل 4 سنوات في انتخابات ديمقراطيه ويفوز بالرئاسه فلماذا تثار كل هذه الضجه حول اعادة انتخابه انها مؤامره حاكتها المخابرات الامريكيه ونفذها انصار موسوي .
مهزلة الانتخابات
باقر الصراف -و تمهيداً لعمليات التزوير والتلاعب بالاصوات بأرقام فلكية، بدأ النظام الفاشي الحاكم في ايران بقطع خدمة الرسائل النصية القصيرة (SMS) في يوم الانتخابات. هذا ما جاء في البيان رقم ثاني صادر عن أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وأضاف: رجال وزارة الداخلية يقومون بوضع عراقيل أمام تواجد ممثلي مرشحي الزمر المنافسة في مراكز الاقتراع حيث منعوهم من التواجد في الكثير من مراكز الاقتراع. وأما البيان رقم ثلاثة والذي تحت عنوان « قوات الحرس تتهم موسوي بالحرب النفسية ضد الحرس وتشويش الرأي العام» فيقول:رداً على رسالة حسين موسوي الى خامنئي الولي الفقيه للنظام واتهامه أعضاء مجلس صيانة الدستور وقوات الحرس بالانحياز للحرسي احمدي نجاد، أصدرت قوات الحرس بياناً شديد اللهجة الليلة الماضية، اتهمت فيه موسوي بـ «اطلاق أكاذيب كثيرة» و «دعايات مكثفة وحرب نفسية شرسة ضد قوات الحرس وقوات التعبئة(البسيج)» بهدف «تشويش الرأي العام واثارة أجواء عدم الثقة والتشهير... ضد قوات الحرس وقوات التعبئة (البسيج)».ووصفت قوات الحرس ما طرحه موسوي بأنه «اتهامات لا يمكن غض الطرف عنها» وقامت بتهديده مطالباً اياه الاعتذار لـ «الحرس» و«البسيج».وكان موسوي قد بعث يوم أمس برسالة مفتوحة الى خامنئي اشتكى فيها من «انحياز أعضاء في مجلس صيانة الدستور علنًا» لاحمدي نجاد و «العراقيل التي تضعها وزارة الداخلية والقائممقاميات أمام المشرفين على الانتخابات». و...«بعض الأدلة على تدخل عدد من القادة والمسؤولين في قوات الحرس وقوات التعبئة في الانتخابات» و«احتمال التلاعب بأصوات المقترعين». هذا ووصفت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية، احتدام صراعات نظام الملالي الداخلية خلال مهزلة الانتخابات والتي تتصاعد يوماً بعد يوم، بأنه ضربة قاصمة على نظام الملالي برمته بحيث أنه كل من يصبح رئيساً للنظام لا مفر أمامه من عواقبها. مضيفة أن مرحلة جديدة بدأت في ايران وهي بداية نهاية النظام الفاشي الديني الحاكم في ايران. هذا وفي اشارة الى الاجراءات التي تقوم وزارة الداخلية لنظام الملالي للقيام بأعمال التزوير، خصصت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بيانها الرابع لهذا الموضوع وقال: تحقيقاً لممارسة أعمال التزوير بالجملة، قامت وزارة داخلية نظام الملالي مسبقاً بتعبئة صناديق الاصوات المزورة ونقل عدد كبير منها الى مراكز