أخبار

الفوضى الانتخابية تكشف عن ظاهرة الانقسام المجتمعي في إيران

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

دير شبيغيل: الأزمة الراهنة قد تكون بداية النهاية لنظام خامنئي
الفوضى الانتخابية تكشف عن ظاهرة الانقسام المجتمعي في إيران

إيلاف_ قسم الترجمة: في الوقت الذي جاء فيه رصد وتحليل كثير من المتابعين والخبراء المتخصصين في الشأن الإيراني حول العالم للانتخابات الإيرانية الأخيرة، ليتمحور بشكل أساسي حول جدوى إعادة انتخاب الرئيس أحمدي نجاد لأربعة سنوات مقبلة ومدى تأثير ذلك داخليا ً وخارجيا ً، أعدت اليوم مجلة دير شبيغيل الألمانية تقريرا ً ركزت فيه على ما أسمته ظاهرة الانقسام المجتمعي في إيران، خاصة ً بعد أحداث الشغب والعنف التي شهدتها شوارع العاصمة الإيرانية، طهران، على مدار اليومين الماضيين من جانب أنصار موسوي، ودخولهم في اشتباكات عنيفة ضد عناصر الشرطة الحكومية. وقالت الصحيفة أن نبذ المعارضة لإعادة انتخاب نجاد، واستهداف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، قد يكون أمرا ً ناتجا ً عن الانقسام المتنامي في المجتمع الإيراني. وأشارت الصحيفة إلى أن نجاح خامنئي لم يسبق له وأن استند مطلقا ً على سلطته كعالم دين. كما أن هناك عددا ً من رجال الدين الشيعة الذين يسبقونه في الترتيب الهجومي. وكثيرا ً ما لا ترتبط الكاريزما بزعيم إيران الديني. بل تنبع قوة خامنئي بشكل أساسي من مهاراته كشخصية إستراتيجية. ومنذ انتخابه زعيماً مقدسا ً للجمهورية الإسلامية في عام 1989، أثبت خامنئي بشكل كبير أنه ماهر في مداعبة خصومه السياسيين، ومن ثم تجنب الدخول في صراعات صريحة. وتولدت نتيجة لذلك حالة من الإجماع على خامنئي بين كثيرين.

ومع هذا، فقد أصبح هذا الإجماع فرضيا ً أكثر من كونه واقعياً خلال السنوات الأخيرة، كما تآكلت الوضعية الخاصة بالزعيم الإيراني. وفي هذا السياق، ترى الصحيفة أن المعارك التي تشهدها الشوارع الإيرانية الآن تعتبر من أعراض هذا التآكل. وأصبحت دموع مؤسسة إيران الدينية أكثر وضوحا ً في ماضي البلاد الحديث، كما اتسعت الفجوة بين الأثرياء والفقراء، وتعمق الانقسام الموجود بين فئة الشباب ذات التوجهات الغربية وبين المتعصبين الدينيين. وبالفعل قد تمثل الأزمة الراهنة - بحسب المجلة - بداية النهاية بالنسبة لنظام خامنئي.

وأشارت المجلة في ذات السياق إلى أن التظاهرات الحالية لا تهدف فقط إلى الاحتجاج على الرئيس أحمدي نجاد، الذي تم الإعلان رسميا ً عن فوزه بانتخابات الرئاسة يوم الجمعة الماضي، وإنما للاعتراض في الوقت ذاته أيضاً على خامنئي نفسه، حيث فقد جميع اتصالاته بأعداد غفيرة من الشبان الإيرانيين. وأكدت المجلة أيضاً على أن حالة الفوضى التي تعيشها البلاد الآن تبدو أكثر من كونها نذير شؤم لخامنئي والثيوقراطية الإيرانية، لأنها تكشف بوضوح عن حجم الانقسام التي تعانيه نخبة النظام الحالي. فمن ناحية، هناك الأشخاص شديدو التدين والمتعصبين المؤيدين للثورة. ومن ناحية أخرى، هناك الإصلاحيين، وقد كان أشهرهم الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي.

وارتأت الصحيفة أن هذا الصراع القائم كان من الممكن تجنب حدوثه، إذا ما تم استحداث نموذج لـ " طرف ثالث " من جانب الأشخاص الموجودين في السلطة، وعدم الانهيار في مواجهة المنافسات الشخصية. وطالبت تلك الفكرة بضرورة ظهور محافظين معتدلين للبدء في تحديث وتخصيص الاقتصاد جنباً إلى جنب مع تحرير المجتمع بشكل جزئي. وقالت المجلة أن خامنئي نفسه يعد واحدا ً من الأسباب الرئيسية التي أدت لفشل الإستراتيجية. حيث ارتكب خطأ ً جسيما ً في الفترة التي سبقت الانتخابات عام 2005.

فقد كان يأمل الرئيس السابق هاشمي رافسنجاني في العودة مرة أخرى إلى الساحة كتجسيد للنموذج الصيني. وقبل أن يحل محله خاتمي، ظل رافسنجاني رئيسا ً لإيران لمدة ثماني سنوات، وكان يرغب في الترشح لولاية أخرى. لكن خامنئي أراد أن يمنع رافسنجاني من بلوغ أرفع منصب سياسي مهما كان الثمن. فإعادة انتخاب رافسنجاني مرة أخرى كرئيس للبلاد، كان سيكون أمرا ً من شأنه أن يمثل تهديدا ً على نفوذه. وحتى بدون الرئاسة، كان يعد رافسنجاني ثاني أقوى رجل في إيران. وعل عكس موقفه من ترشح رافسنجاني للرئاسة، كان الوضع أفضل من جانب خامنئي مع نجاد، الذي أقدم على تقبيل يده بعد فوزه بالولاية الأولى بفترة قصيرة، ومن وقتها ويعتبر نجاد رجل خامنئي، على الرغم من المحاولات التي كانت تهدف إلى الحفاظ على المسافة الرسمية التي تفصل بينهما في الفترة التي سبقت تلك الانتخابات.

وفي النهاية، أوضحت المجلة أنه وفيما وراء الكواليس، تجاهد أجنحة الحكومة المختلفة في سبيل تحديد أفضل الطرق التي تمكنها من ضمان بقاء نظام الملالي الحاكم في إيران. وإذا كان يرغب خامنئي في إنقاذ نظامه، فإنه سيكون مضطرا ً لرأب الصدع العميق الذي وقع. وكي يتمكن من تحقيق ذلك، فإنه سيكون بحاجة إلى ضم موسوي وسابقيه رافسنجاني وخاتمي إلى فريقه. وإما أن يقوم بذلك أو أن يزيحهم من طريقه، لكن تلك المهمة ستكون مهمة انتحارية بالنسبة له. ومن المستبعد أن يقوم خامنئي بفعل أي شيء من شأنه أن يلحق ضررا ً بالرئيس بصورة مباشرة.

ترجمة: أشرف أبو جلالة

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
راهنوا على عقولكم
الكويتي -

هذه المظاهرات لن تستمر اسبوع واحد وأمريكا لن تنجح بزعزعة الأمن في الجمهورية الإسلامية فوالله لو خرج أبناء حزب الله في الجمهورية لما ظل هذا الشباب المستهتر لحظة واحدة على الأرض ولكن لنا في الإسلام أسوة بالتعامل والقائد حفظه الله يعلم من هو المتسبب بالتحرك العنفي في إيران .

ظلو بهل العقلية
علي -

كاتب التعليق رقم واحد ضلو بهل التبعية لايران!! والله عيب عليكم كويتي وتريد ولاية الفقيه ونحن نعيش القرن الواحد والعشرين بابا اصحى من نومك!! حزب الله التعبان ماذا فعل في بيروت عندما نزل للشارع. خسر الانتخابات. عاشت ايران حرة من الطغيان الديني وهذه فعلا بداية لسقوط الصنم ايه الله ....

راهنوا على عقولكم
الكويتي -

هذه المظاهرات لن تستمر اسبوع واحد وأمريكا لن تنجح بزعزعة الأمن في الجمهورية الإسلامية فوالله لو خرج أبناء حزب الله في الجمهورية لما ظل هذا الشباب المستهتر لحظة واحدة على الأرض ولكن لنا في الإسلام أسوة بالتعامل والقائد حفظه الله يعلم من هو المتسبب بالتحرك العنفي في إيران .