سوريا تفرج عن لبنانيين محكومين بجرائم جنائية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دمشق: أعلنت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا الثلاثاء أن السلطات السورية أفرجت مؤخرا عن 23 سجينا لبنانيا أطلق معظمهم بعفو خاص والآخرون بموجب تخلية سبيل قبل انقضاء مدة الاحكام الصادرة في حقهم في جرائم جنائية.
وقال رئيس المنظمة عمار قربي "اطلقت سوريا 23 لبنانيا كانت محكمة الجنايات في دمشق وريف دمشق وحلب وادلب وحمص اصدرت بحقهم احكاما بالسجن لتورطهم بجرائم جنائية ومنها التهريب وتجارة المخدرات". واشار الى ان "اغلب الذين اطلق سراحهم لم يستوفوا مدة الحكم الصادر في حقهم بل افرج عنهم اثر عفو خاص".
وفي بيروت، اوضح رئيس جمعية دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين "سوليد" غازي عاد لوكالة فرانس برس ان المفرج عنهم يشكلون "ملفا منفصلا" عن "ملف المخفيين قسرا والبالغ عددهم حوالى 600 والذين نملك معطيات عن وجودهم في سوريا". وقال "اننا نرحب بالافراج عن الذين خرجوا اخيرا من السجون السورية، ونسعى الى الافراج عن جميع المعتقلين. هذه خطوة ايجابية لكنها تبقى ناقصة لان هناك ملفا آخر لا نملك اي معطيات عنه، لا يزال عالقا".
واوضح عاد ان الافراج عن هؤلاء تم بين 22 نيسان/ابريل و24 ايار/مايو، مشيرا الى ان السلطات اللبنانية تبلغت امس الاثنين اسماءهم. واشار الى ان المفرج عنهم يفضلون البقاء بعيدا عن الاضواء وعدم التحدث مع الاعلام.
وقال عاد "الذين افرج عنهم اوقفوا اما في لبنان واما في سوريا. لكن السلطات السورية لم تعلن يوما عن التوقيفات، ولا نعرف ان كانت الاتهامات الموجهة الى هؤلاء صحيحة. كما لا نعلم كيف جرت المحاكمة ومتى ولا نعلم حتى كيف جرت عملية الافراج الاخيرة التي كانت سرية وبعيدا عن الآليات القانونية".
وتطالب جهات وعائلات لبنانية وجمعيات بالافراج عن عدد كبير من المفقودين والمعتقلين الموجودين في السجون السورية او بالكشف عن مصيرهم. وقد فقد هؤلاء خلال سنوات الحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990) وفترة الوجود العسكري السوري في لبنان. واوضح عاد ان "سوريا كانت تنفي في الماضي وجود اي معتقل لبناني لديها".
واضاف "بعد اثارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الموضوع خلال زيارته الى دمشق (في اب/اغسطس 2008)، قدمت لائحة ب107 اسماء قالت انهم محكومون في قضايا جنائية"، مشيرا الى ان الاشخاص ال23 المفرج عنهم اخيرا هم في عداد هذه اللائحة.
واعلن اثر القمة التي جمعت الرئيس السوري بشار الاسد ونظيره اللبناني في اب/اغسطس 2008 اعادة تفعيل اللجنة اللبنانية-السورية لمعالجة قضية المفقودين في البلدين بعد ان اكدت سوريا ان لديها مفقودين سوريين في لبنان. وقال عاد ان الطرف اللبناني يبحث مع الطرف السوري هذا الملف "لكن لا تجاوب حتى الآن".
ونشرت صحيفة "النهار" اللبنانية الصادرة الثلاثاء اسماء المفرج عنهم بعفو خاص التي تبلغتها السلطات اللبنانية مع الاحكام الصادرة في حقهم، وبينهم محكوم بالاعدام بتهمة "تهريب مخدرات والاتجار بها"، وآخر محكوم بالسجن المؤبد بتهمة "تهريب الكوكايين المخدر".
وخرج الجيش السوري من لبنان في نيسان/ابريل 2005 بعد ثلاثة عقود من التواجد. وتمتعت دمشق منذ بداية التسعينات وحتى خروجها من لبنان بنفوذ كبير في الحياة السياسية اللبنانية. وفي 15 تشرين الاول/اكتوبر 2008، اعلنت سوريا ولبنان اقامة علاقات دبلوماسية بينهما للمرة الاولى منذ استقلالهما قبل اكثر من ستين عاما.