قلق في معقل طالبان الباكستانية ترقبا لهجوم الجيش
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وانا: يعاني السكان الذين لم يفروا بعد من وانا عاصمة اقليم جنوب وزيرستان معقل زعيم حركة طالبان الباكستانية بيت الله محسود، من نقص في جميع المواد والامدادات وينتظرون بقلق وتخوف الهجوم الذي اعلن الجيش انه سيشنه على هذه المنطقة القبلية. ويحشد الجيش الباكستاني منذ اسابيع قوات عند ابواب هذه المنطقة الجبلية الصغيرة الواقعة شمال غرب باكستان عند الحدود الافغانية، وقد هجرها عشرات الاف المدنيين بحسب السلطات المحلية.
وبيت الله محسود هو العدو الاول لاسلام اباد وتتهمه الحكومة بانه المخطط الرئيسي لموجة الاعتداءات الانتحارية غير المسبوقة التي تجعل من باكستان اليوم احد البلدين الاكثر تضررا جراء الارهاب الى جانب افغانستان، وقد تخطت حصيلة الهجمات فيه الفي قتيل منذ تموز/يوليو 2007. وبعدما تركت اسلام اباد لبيت الله محسود حرية التحرك في جنوب وزيرستان على رأس الاف المقاتلين من عناصر طالبان الباكستانيين والمقاتلين الاجانب المرتبطين بالقاعدة، توعدت الحكومة والجيش بشن هجوم واسع النطاق عليه وبدأت بقصف مركز على معاقله.
لكن لا احد يقول تحديدا متى سيتم اطلاق الهجوم والجيش نفسه يبدو مترددا في دخول هذه المنطقة المحفوفة بالمخاطر التي يصعب احتلالها ويبدو من شبه المتعذر السيطرة عليها. وقال نور ياسين (28 عاما) المقيم في وانا "انهم يضاعفون الغارات الجوية، لكننا نرى ايضا تحركات على نطاق واسع للقوات على الارض. الجنود مجهزون بالاسلحة الخفيفة وانما ايضا بالمدفعية الثقيلة".
وفي هذه الاجواء من الترقب والتخوف تتأزم الحياة اليومية الى حد لا يحتمل. ويقول نور ياسين "ان طالبان يمنعون الفنيين من اصلاح المحطات التي دمرت فبدأت الكهرباء تنقطع". ويروي "لم يعد هناك ماء في المساجد ولا في المدارس، شاهدت اشخاصا ينقلون الماء من الخارج على ظهور الدواب". ولا تزال مفتوحة لكن المواد الغذائية بما فيها المواد الاساسية بدأت تنفد.
وقال عمر غول المزارع البالغ من العمر 35 عاما شاكيا "الكهرباء مقطوعة منذ عشرين يوما، البنزين مقطوع وكذلك الماء والطعام". واغلق الجيش قبل نحو شهر الطرقات المؤدية الى وانا والتي كانت تعبر منها الاسلحة والتعزيزات والطعام لطالبان. ويقول المزارعون ان الجبال المجاورة مكسوة ببساتين الاشجار المثمرة التي حان قطافها، لكن لم يعد هناك عمال للقيام بذلك.
وقال عمر غول "لقد سئمنا الوضع". وغادر حوالى 45 الف مدني بحسب الجيش جنوب وزيرستان في الايام الماضية للجوء الى الاقاليم المجاورة. لكن مخاوف سكان المنطقة لا تقتصر على قصف القوات الباكستانية، بل يخشون ايضا الغارات الجوية التي تشنها طائرات بدون طيار تابعة للقوات الاميركية ووكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) المنتشرة في افغانستان المجاورة، وقد اطلقت هذه الطائرات الثلاثاء عدة صواريخ على معاقل للمقاتلين الاسلاميين في مناطق نفوذ بيت الله محسود اوقعت عددا غير محدد من القتلى بينهم مدنيون.
وفر شهنور خان محسود الطالب البالغ من العمر 25 عاما من قريته الواقعة قرب ماكين معقل محسود ولجأ الى اقليم ديرة اسماعيل خان المجاور مع عائلته، ويقول "كنا نخشى الطائرات بدون طيار وهجوم الجيش، وكنا نسمع الطلقات المدفعية". وقال غول ولي خان وهو تاجر في سوق وانا الرئيسية "نسمع كل ليلة دوي المدافع في البعيد".