وجود سفير أميركي بدمشق يساهم في تعزيز الحوار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لندن: أكد السفير السوري لدى بريطانيا سامي الخيمي اليوم الجمعة أن واشنطن أبلغت حكومة بلاده برغبتها في إرسال سفير جديد إلى دمشق خلال الفترة المقبلة، واعتبر أن وجود هذا السفير سيساهم في تعزيز الإتصالات الدائرة بين الولايات المتحدة وبلاده ويمهّد الطريق أمام حوارات أفضل بين البلدين، متوقعا أن يشهد لبنان وضعاً جديداً بفضل عملية التوافق بين الموالاة والمعارضة.
وقال الخيمي في مقابلة مع يونايتد برس انترناشونال "إن ادارة الرئيس (الأميركي) باراك أوباما بدأت تنفذ ما هو متوقع منها وقرّرت بموجب ذلك إرسال سفيرها الجديد إلى دمشق، وهذا ينسجم مع مبدأ الحوار الذي يجب أن يقوم بينها وبين سوريا، ومن هذه الناحية أظن أن زيارة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج متشيل وتعيين السفير الآن سيمهّدان لحوارات أكثر جدوى، خاصة وأننا نأمل أن يكون سفير واشنطن الجديد في دمشق أقرب إلى تمثيل إدارة أوباما من الموفدين الأميركيين الذين زاروا العاصمة السورية من قبل".
وكانت الولايات المتحدة سحبت سفيرتها في دمشق مارغريت سكوبي بعد يوم واحد من اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير/شباط 2005.
وشدّد الخيمي على "أن الحوار القائم والحوار الذي سيدور بيننا وبين الأميركيين سيكون على أساس مبدأ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".
وردا على سؤال عن المعوقات أمام تطوّر العلاقات بين دمشق وواشنطن، قال "أعتقد أن وجود السفير الأميركي الجديد في دمشق سيساهم في تمتين عملية الاتصالات الدائرة بين البلدين والتحاور بشأن المسائل المختلف عليها حتى الآن أو التي لم تبلور الولايات المتحدة موقفاً منها حتى الآن، ذلك أن ذكرياتنا عن الإدارة السابقة (برئاسة الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش) قاتمة ويجب أن نتأكد من أن الإدارة الجديدة بدأت تنتهج منهجاً آخر، لأننا لا نتوقع أن تساهم الجهات الأخرى في هذا المجال ونرى أن الحوار السوري ـ الأميركي فقط هو الذي سيدفع بمواقف الإدارة الأميركية إلى الأمام، كما أننا لا نتوقع حتى من أوروبا أن تساهم في زيادة تقريب الولايات المتحدة من الموقف العربي".
ووصف الخيمي علاقات بلاده مع بريطانيا بأنها "تقوم على مبدأ تبادل المواقف"، وقال "نتوقع أن تكون بريطانيا بصدد تحسين مواقفها تجاه الكثير من الأمور التي تؤمن بها سوريا، لكن ليس لدينا حتى الآن أي تأكيد بأن موقفها السابق قد تغيّر بشكل جذري ولا تزال تتخذ مواقف تجاه سوريا ليست محبّبة من قبلها، وعلى سبيل المثال، استمعنا اليوم إلى موقف لوزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط (إيفان لويس) كرّر فيه أن سوريا تدعم حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأن التنظيمين يقومان بعمليات إرهابية، وهذا الأمر يجب أن تعالجه بريطانيا في سياساتها الخارجية".
لكن الخيمي أضاف "تأتينا الآن مواقف ايجابية من بريطانيا لكنها غير معلنة، ونتوقع منها خيراً ونأمل أن تستمر، كما أن علاقاتنا معها تتنامى ايجابياً وسيقوم وزير الدولة البريطاني الجديد لشؤون الشرق الأوسط بزيارة قريبة إلى دمشق".
وعن الزيارة التي قام بها وفد عسكري أميركي إلى دمشق قبل نحو أسبوعين، قال الخيمي إنها "كانت ناجحة جداً ونظر خلالها هذا الوفد بإيجابية إلى جميع الخطوات التي اتخذتها سوريا على حدودها مع العراق وأعلن عن ذلك قائد القوات الأميركية في العراق (الجنرال راي أوديرنو)، ونعتقد الآن أن الأميركيين يميلون تدريجياً إلى فهم الموقف السوري تماماً".
واعتبر السفير السوري فوز قوى "14 آذار" بالانتخابات النيابية في لبنان "قضية لبنانية بحتة"، وقال "إن الواقع الذي جرى هو أن الأكثرية شعرت بأنها منتصرة لأنها حصلت على أكبر عدد من المقاعد النيابية، كما شعرت المعارضة في الوقت نفسه بأنها انتصرت لأنها حصلت على أكبر عدد من الأصوات الشعبية، وفي الحالتين فإن الوضع اللبناني الآن مستقر أكثر لأن الأكثرية لم تعد تفصلها عن المعارضة تلك الفواصل الأساسية التي كنا نراها في الفترة السابقة، أي أن الأكثرية اقتربت في بعض مكوناتها من المعارضة والمعارضة اقتربت في أكثر مكوناتها من الأكثرية".
وتوقع أن يشهد لبنان نتيجة ذلك وضعاً جديداً، "تصبح فيه عملية التوافق أكثر وضوحاً من ذي قبل"، مضيفا أن "جلّ ما تتمناه سوريا أن يتوصّل اللبنانيون إلى هذا التوافق لأنها لا تريد للبنان سوى الإستقرار وتأمل دائماً أن يكون عامل دعم لاستقرار سوريا وعامل استقرار في المنطقة لا عامل خطر وفوضى، وأن ينجح في مساعيه للوصول إلى التوافق المطلوب".
كما أمل أن ينجح الرئيس اللبناني ميشال سليمان في تحقيق حكم مستقر وحكم ديمقراطي "حقيقي" يؤمن بقضية المقاومة، "التي تنظر إليها سوريا كالقضية الأولى في لبنان، أما من ناحية التفاصيل السياسية اللبنانية فنرى أنها أمر يرتبط باللبنانيين في الدرجة الأولى".
وعمّا تردّد عن زيارات لقياديين من قوى "14 آذار" إلى دمشق، قال الخيمي ان "سوريا أعلنت دائماً أن الطريق إلى دمشق مفتوحة أمام جميع اللبنانيين، لكن هناك موجبات لأي زيارة يتعيّن أن تجري دراستها وأن تكون قائمة على أجندة واضحة، ونحن نتوقع من اللبنانيين أن يكونوا قد وصلوا تقريباً إلى قدر من الحكمة التي تؤدي لمراجعة الأقوال والأفعال السابقة".
وردا على سؤال عن مفاوضات السلام مع إسرائيل وما تردّد عن تبادل رسائل لاستئنافها، قال "أعلمنا الوسيط التركي ومنذ فترة لا بأس بها أننا مستعدون للتفاوض غير المباشر ولن ننتقل إلى مرحلة المفاوضات المباشرة ما لم تعلن إسرائيل عن استعداداها للإنسحاب إلى خط الرابع من يونيو/حزيران 1967".
وأضاف الخيمي أن منطقة الشرق الأوسط لا تزال في دائرة الخطر، "بمعنى أن إدارة أوباما لا تزال تواجه معارضة شديدة من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ولا نرى مع الأسف دوراً أوروبياً فاعلاً للتخفيف من هذا الضغط الصهيوني، ويبدو أن أوروبا نفسها تميل أكثر إلى اليمين و تبدو أقل تفاعلاً مع عدالة القضية الفلسطينية وأكثر تفهماً للتطرف الإسرائيلي، مما سيؤدي إلى التخفيف من تأثيرها في حل قضية الشرق الأوسط".