إعتقال 8 من موظفي السفارة البريطانية ولندن تنتقد بشدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رفسنجاني يريد مراجعة "نزيهة" للشكاوى بشأن الانتخابات
إعتقال ثمانية من موظفي السفارة البريطانية ولندن تنتقد بشدة
مدخل السفارة البريطانية في طهران
طهران، الوكلات: نقلت وسائل إعلام إيرانية الأحد أن السلطات اعتقلت ثمانية موظفين محليين من العاملين في السفارة البريطانية بطهران، لتورطهم في أعمال العنف التي تلت نتائج الانتخابات الرئاسية في 12 يونيو / حزيران الجاري. وأوردت قناة " بريس " على موقعها الإلكتروني، نبأ اعتقال مجموعة العاملين في السفارة البريطانية بدعوى " إذكاء جذوة العنف التي تفجرت احتجاجاً على نتائج الإنتخابات الرئاسية " التي منحت الرئيس، محمود أحمدي نجاد، ولاية ثانية.
ولم يتضح إذا ما كان هناك رعايا بريطانيين ضمن الموظفين المحتجزين، ولم تأكد الخارجية البريطانية هذه الحادثة تحديداً، واكتفت بالإشارة إلى " تعرض أشخاص لهم ارتباط بالمملكة المتحدة للاعتقال على مدى الأسبوع ."
وأعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند عن قلقه العميق تجاه اعتقال الموظفين، وقال في تصريحات للصحفيين بكورفو في اليونان "إن القاء القبض على بعض من موظفينا النزهاء ممن تم توظيفهم محلياً و، في بعض الحالات، الإبقاء عليهم رهن الاعتقال يعتبر مضايقة وترويعاً وتصرفاً لا يمكن قبوله".
وأضاف أن من اعتقلوا "ليسوا إلا موظفين دبلوماسيين جادين في عملهم". وأكد أن الحكومة البريطانية احتجت بشدة لدى طهران على هذا الإجراء ونفى مجددا تورط بلاده في الاحتجاجات التي شهدتها إيران، وقال "ما هي إلا ادعاءات لا تقوم على أساس".
وكانت السلطات الإيرانية قد أعلنت الأربعاء اعتقال عدداً من الأجانب، بعضهم يحمل جوازات سفر بريطانية، لتورطهم في أعمال العنف التي اجتاحت البلاد. وأوضحت الخارجية البريطانية، حينئذ، أن أحد المحتجزين هو مراسل صحيفة "واشنطن تايمز"، جيسون فودن، ويحمل جوازي سفر بريطاني ويوناني. وجاءت الاعتقالات بعد أقل من أسبوع على طرد السلطات البريطانية، الثلاثاء، اثنين من الدبلوماسيين الإيرانيين، ردا على خطوة مماثلة قامت بها طهران الاثنين، وفقا لما أعلنته وزارة الخارجية البريطانية.
وأكد وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، أن لندن "تآمرت للتأثير على الانتخابات الرئاسية الإيرانية،" مشيراً إلى أن "بريطانيا أقدمت على إرسال مسافرين مدربين من قبل المخابرات إلى إيران للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية." وندد بدور بريطانيا "بإثارة الفتن والأكاذيب حول النشاطات النووية الإيرانية وسعيها للنفوذ بين أعضاء مجموعة 5+1، مضيفاً أن "هذه الدولة (بريطانيا) تآمرت من خلال تنظيم 250 محاضرة لأساتذة مرتبطين بها في أمريكا وحاولت تغيير سياسة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، تجاه إيران." وأضاف وزير الخارجية الإيراني "فيما يتعلق بالدورة العاشرة لانتخابات رئاسة الجمهورية في إيران، فإن بريطانيا حرضت على مقاطعة الانتخابات، ولكن عندما رأوا أن هذه المحاولة عديمة الجدوى، أقدموا على إرسال مسافرين خاصين إلى إيران للتأثير على الانتخابات عبر تدريبهم مخابراتيا."
ودعا الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني وهو منافس سياسي للرئيس محمود أحمدي نجاد يوم الاحد الى مراجعة نزيهة ومتمعنة في الشكاوى المتعلقة بالانتخابات المختلف عليها والتي جرت في وقت سابق هذا الشهر. وأشاد رفسنجاني بقرار الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي الاسبوع الماضي بتمديد المُهلة الخاصة بتلقي الشكاوى ونظرها. ونسبت وكالة أنباء الطلبة الى رفسنجاني قوله في اجتماع في طهران " آمل أن ينظر المعنيون بهذه القضية بنزاهة وتعمق في الشكاوى القانونية.
هذا وانتقد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي الزعماء الغربيين اليوم الاحد بسبب "تصريحاتهم الحمقاء" بشان الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل، حسب التلفزيون الرسمي. ونقل عنه قوله في اجتماع مع مسؤولين قضائيين ان "بعض المسؤولين الاوروبيين والاميركيين بتعليقاتهم الحمقاء عن ايران، يتحدثون وكان مشاكلهم قد حلت ولم يبق سوى قضية ايران وحدها امامهم".
إلى ذلك حذا المرشح الاصلاحي للانتخابات الرئاسية الايرانية مهدي كروبي الاحد حذو المرشح مير حسين موسوي ورفض العمل مع اللجنة التي اقترحت السلطة تشكيلها للنظر في اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد التي اثارت احتجاجات. من جهته ابقى النظام الضغط عبر اعتقاله ثمانية موظفين محليين في سفارة بريطانيا متهمين بلعب "دور بارز في اعمال الشغب" التي هزت البلاد منذ اعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية والتي اوقعت 20 قتيلا على الاقل.
وكتب كروبي الذي يحتج مع مير حسين موسوي ومحسن رضائي على شرعية الانتخابات التي جرت في 12 حزيران/يونيو في صحيفة "اعتماد ملي" "في حال شكل مجلس صيانة الدستور لجنة مستقلة تتمتع بكامل الصلاحيات للتحقيق في جميع جوانب الانتخابات، فسوف اقبل بها". وكان مجلس صيانة الدستور التابع للمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي امهل المرشحين الثلاثة السبت 24 ساعة لتعيين ممثل عنهم في اللجنة التي شكلها للنظر في الطعون.
غير ان موسوي رفض مساء اي مشاركة فيها فيما اعلن رضائي انه لن ينضم اليها الا في حال مشاركة المرشحين الاخرين. ورسميا اعيد انتخاب احمدي نجاد بنسبة 63% من الاصوات مقابل 34% لموسوي و1,7% لرضائي و0,8% لكروبي. ومن المفترض ان يؤكد المجلس هذه النتائج بحلول الاثنين. واوضح كروبي "ان بعض السادة في هذه اللجنة سبق ان اتخذوا مواقف منحازة"، داعيا الى تشكيل لجنة "مستقلة يكون اعضاؤها اكثر اعتدالا".
وكان رد فعل موسوي اكثر تشددا مساء السبت اذ اعلن ان لجنة "يعينها مجلس (صيانة الدستور) لا يمكنها التوصل الى حكم منصف". ويطالب موسوي بتنظيم انتخابات جديدة. وتتألف اللجنة التي عرضها المجلس حصرا من شخصيات موالية للمرشد الاعلى الذي ايد صراحة احمدي نجاد قبل الانتخابات وصادق علنا على اعادة انتخابه رغم الجدل الحاد القائم حول النتائج. وبعضهم مثل رئيس اللجنة الثقافية في مجلس الشورى غلام علي حداد عادل، مقربون من الرئيس.
وقد حدد المجلس مهمة اللجنة حصرا باعادة فرز 10% من الاصوات في صناديق الاقتراع يتم اختيارها عشوائيا. لكن المحتجين المدعومين من مجلس تشخيص مصلحة النظام، اعلى هيئة تحكيم في البلاد، يطالبون باعادة التدقيق بشكل كامل في العملية الانتابية. والسبت دعا مجلس تشخيص مصلحة النظام برئاسة الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني المرشحين الثلاثة الى "التعاون بالحد الاقصى" مع مجلس صيانة الدستور لكن بدون تسمية اللجنة التي شكلها هذا الاخير.
وطلب ايضا من مجلس صيانة الدستور اجراء "درس مدقق في كل الشكاوى والطعون". ويطالب كروبي خصوصا بان يتم النظر في شروط المصادقة على الترشيحات للانتخابات الرئاسية. وكان مجلس صيانة الدستور صادق على اربعة ترشيحات فقط من اصل 446 شخصا طلبوا تقديم ترشيحهم. ويطالب كروبي ايضا بالنظر في "المخالفات التي حصلت خلال الحملة الانتخابية والمخالفات يوم الانتخابات والمخالفات في الاعلان عن النتائج".
وحول هذه النقطة الاخيرة اكد مستشار لرضائي، عطاء الله محرابي عن حصول شوائب في الاعلان عن النتائج الجزئية في 13 حزيران/يونيو غداة الانتخابات. وكشف ان رضائي "نال صباحا 630 الف صوت من اصل الثلاثين مليون صوت التي ادلى بها الايرانيون وخسر منها بعد الظهر 60 الفا من 34 مليون صوت" بحسب وكالة مهر. وفي 12 حزيران/يونيو اعلن رئيس اللجنة الانتخابية كامران دانشجو عن حصول رضائي على 633048 صوتا قبل ان يعلن حصوله على 587913 صوتا بعد ساعات.
وحصل المرشح في نهاية المطاف على 678240 كما اعلنت اللجنة. ويطالب كروبي ايضا ب"التدقيق في (لوائح الشطب) للذين صوتوا بالمقارنة مع سجلات النفوس" لكشف اي تلاعب بالارقام. وفي الايام التي تلت الانتخابات طالب رضائي لكن بدون جدوى بتفاصيل الاصوات عبر كل مكتب اقتراع. كما يؤكد كروبي اخيرا ان "غالبية المناطق سجلت مشاركة تفوق 90%".