هيل: حان الوقت كي يحل العراق مشاكله بنفسه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد: قال السفير الاميركي لدى العراق كريس هيل يوم الاثنين إن الحكومة الاميركية واثقة من أن الحكومة وقوات الامن العراقية يمكنها التصدي للتمرد في البلاد بعد انسحاب القوات الاميركية من المدن، وقال هيل في مقابلة اجريت معه عشية الانسحاب الاميركي الجزئي انه ما زال ينبغي القيام بكثير من العمل لتحقيق المصالحة بين السنة والشيعة وانهاء التوتر بين العرب والاكراد لكن العراق يجب ان يحل هذه المشاكل بمفرده.
واضاف هيل متحدثا لرويترز في السفارة الاميركية داخل المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد "قد يكون طريقا وعرا لكنه يجب ان يكون طريقا عراقيا"، وتابع "نحن نعتقد ان العراق جاهز. والعراق يعتقد انه جاهز". وتولى هيل منصبه سفيرا للولايات المتحدة في بغداد قبل وقت قصير من الموعد النهائي لانسحاب القوات الاميركية المقاتلة من المدن والبلدات والقرى العراقية في 30 يونيو حزيران وذلك قبل الانسحاب الكامل بحلول عام 2012 من الدولة التي غزتها الولايات المتحدة في عام 2003، واطلقت الحكومة العراقية على موعد انسحاب القوات الاميركية من المدن والبلدات "يوم السيادة الوطنية" وجعلته عطله عامة. واثارت هذه الخطوة مشاعر الابتهاج بين كثير من العراقيين الذين تسعدهم النهاية الوشيكة لما يعتبره كثيرون احتلالا اجنبيا.
كما اثارت هذه الخطوة مشاعر الخوف على نطاق واسع من ان يحاول مسلحون مثل تنظيم القاعدة انتهاز فرصة الانسحاب لتحدي قوات الامن العراقية التي لم تختبر كفاءتها بعد بشكل كاف. وقتل 200 شخص على الاقل في تفجيرات في الايام العشرة الاخيرة، وسيظل بمقدور القوات الاميركية الباقية في العراق والبالغ قوامها 130 الف جندي دخول المراكز المدنية من قواعدها القريبة لمساعدة القوات العراقية اذا طلب منها ذلك.
لكن محللين يقولون ان رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي ربما يكون قد وضع نفسه في مأزق باعلانه ان الانسحاب يمثل انتصارا عظيما للسيادة العراقية ومن ثم قد تصبح الاستعانة بالمساعدة امرا غير مستساغ سياسيا حتى اذا كانت هناك حاجة ماسة له، وقال هيل ان الاعتماد كلية على الجيش والشرطة العراقيين في الحفاظ على الامن "يمكن تحقيقه تماما"، واضاف "لا اعتقد ان هذه مسألة تتعلق بأن (القوات الاميركية) باتت مسلوبة الفعالية لان هذا ليس بلدنا. هذا البلد يخص الشعب العراقي. اعتقد انه كما يحدث في حياة أي فرد احيانا ما يحتاج بلد أو شعب الى النهوض للتحدي وانا أثق في انهم سيستطيعون القيام بذلك."
وقال انه على الرغم من بقاء اعداد كبيرة من الجنود الاميركيين في العراق خلال الانتخابات العامة في يناير كانون الثاني وحتى انتهاء العمليات القتالية في اغسطس اب 2010 فان حدث الغد يمثل تحولا من علاقة عسكرية بين واشنطن وبغداد الى علاقة مدنية، وقال السفير الاميركي "الولايات المتحدة لا تتطلع الى دور طويل الامد مع وجود قوات لها هنا نحن نتطلع الى علاقة طويلة الامد مع العراق ونتطلع الى وجود دبلوماسي طويل الامد هنا."
واضاف "ولكن في نهاية الامر ينبغي للعراقيين حل المشاكل السياسية بانفسهم"، وقال هيل ان من المهم بالنسبة للعراق احلال السلام بين فصائله المختلفة للحيلولة دون العودة الى العنف الطائفي بين السنة والشيعة الذي أودى بحياة عشرات الالاف منذ عام 2003، وتزايدت ايضا حدة التوتر بين العرب والاقلية الكردية في منطقتهم الشمالية بسبب النفط واراض متنازع عليها وهو توتر ينظر اليه على انه العامل المحتمل القادم لصراع واسع، وتابع "نستطيع تقديم المساعدة بكل تأكيد.. نستطيع تقديم كثير من المساعدة... ولكن في نهاية الامر هذا بلدهم وعلينا ان نحترم ذلك. لن يجدي نفعا اذا حاولنا التدخل والتصدي لهذه المشاكل نيابة عنهم".