هل يكون عمر عبد الله " طوق النجاة " لإقليم كشمير المضطرب ؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تراجع معدلات العنف وإستمرار الإحتجاجات للتخلص من الحكم الهندي
هل يكون عمر عبد الله "طوق النجاة" لإقليم كشمير المضطرب ؟
أشرف أبوجلالة من القاهرة: لطالما ظلت قضية إقليم كشمير المتنازع عليه واحدة من القضايا الساخنة على المشهد السياسي الآسيوي خلال السنوات الأخيرة نظرا ً لتشعب أطرافها، وتعدد أبعاد وأهداف كل منهم، وفقاً لمصلحته الخاصة. وحول آلية العمل السياسي ومدى حظوظ إحراز تقدم داخل الإقليم من الناحية الإصلاحية على مختلف الأصعدة عبر قيادة واعدة جديدة، تعد صحيفة " كريستيان ساينس مونيتور " الأميركية تقريراً مطولاً عنونته بـ " قائد لإقليم كشمير: هل يكون أمل جديد لدولة مضطربة ؟ " .. وتركز اهتمام الصحيفة في هذا السياق بتسليط الضوء على شخصية رئيس وزراء الجانب الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير، عمر عبد الله، وقالت في مستهل تقريرها إنه شخصية تمتلك أفكارا ً متجددة قد تعين الإقليم على الانتعاش. لكن الصحيفة أشارت إلى أنه وفي الوقت الذي تتراجع فيه معدلات العنف، مازالت تنشب الاحتجاجات والتظاهرات داخل الإقليم ذي الأغلبية المسلمة، سعياً وراء التخلص من الحكم الهندي.
في البداية، تعمدت الصحيفة الإشارة إلى الأسلوب الغربي المميز الذي يبدو عليه عبد الله، فهو ليس مجرد زعيم أو قائد تقليدي، إنما يبدو من ملبسه وطريقته أنه ذو شخصية متفتحة، وقالت بادئ ذي بدء إنه سلسل أشهر السلالات السياسية في كشمير. فقد سبق لوالده، فاروق، أن شغل منصب رئيس وزراء الجانب الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير لثلاث ولايات ، كما كان جده، الشيخ عبد الله، أول زعيم سياسي للإقليم بعد الاستقلال عام 1947. ودللت الصحيفة على مغزى كلامها، بإشارتها إلى أن عمر الذي وُلد من أم بريطانية كانت تعمل ممرضة، قد تربى ونشأ في إنكلترا. ومنذ أن قام بتأدية اليمين لتولي مقاليد الأمور في الإقليم في شهر يناير / كانون ثاني الماضي، تم اعتبار عمر على أنه الأمل الكبير الجديد لتلك المنطقة المضطربة.
كما أشارت الصحيفة إلى أن عمر الذي يبلغ من العمر الآن 38 عاما، هو أصغر شخص يتولى هذا المنصب على الإطلاق، فضلا ً عن أنه شخصية حيوية ونشيطة، كما أن رأسه تزج بالأفكار المتعلقة بزيادة الاستثمارات وتحسين البنية التحتية في منطقة أضيرت بشدة على مدار 18 عاما من التمرد الانفصالي ضد الحكم الهندي. لكن الصحيفة عاودت لتؤكد أن ذلك لن يكون بالمهمة السهلة. وهنا نقلت الصحيفة عن موريفات قادري، رئيس تحرير جريدة آفاق اليومية، التي تصدر باللغة الأردية، قوله :" ينتظر الناس الكثير منه، لكن في الوقت الذي تحدث فيه كل هذه الانحرافات والاحتجاجات، فإنه قد يحتاج لمزيد من الوقت كي يحقق قدرا كبيرا من هذه الطموحات".
بعد ذلك، عرضت الصحيفة إلى محور آخر، رأت من خلاله أن الوقت قد حان بالفعل لإحراز تقدم في الإقليم، وقالت أن عمر وحزبه ( المؤتمر الوطني )، الذين فازا مؤخرا ً في الانتخابات بالتحالف مع حزب المؤتمر الهندي الحاكم، يؤمنان بضرورة العمل من أجل توفير قدر أكبر من الحكم الذاتي لكشمير، وليس الاستقلال. ويرى محللون - وفقاً للصحيفة - أن تقديم الدعم لـ "عمر" يمكن النظر إليه على أنه تصويت لتحسين الحكم أكثر من كونه إشارة إلى أن سكان الإقليم بدأوا يتقبلون الحكم الهندي. وتشير الصحيفة إلى أن الحكومة في نيودلهي - التي يرتبط بها عمر بعلاقات قوية - تبدو أنها في حالة استعداد أيضاً لمعالجة قضية كشمير الشائكة، التي تسببت في نشوب ثلاث حروب بين الهند وباكستان منذ عام 1947. وقد سبق أن صرح عمر بأنه ينظر إلى ملف التسوية السياسية للإقليم على أنه أولية قصوى، وأن أي شيء آخر يمكن أن يأتي بعده.
ثم انتقلت الصحيفة لتركز في جزئية أخرى على الخط الأساسي الذي نجح عمر في رسمه لنفسه بعيدا ً عن الخط السياسي الذي كان ينتهجه أبيه. فتقول الصحيفة إن عمر حظي باهتمام من جانب سكان الإقليم العام الماضي عندما ألقى خطابا ً ملتهبا ً أثناء مناظرة برلمانية حول صفقة الهند النووية. وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن عمر الذي تلقى تعليمه في اسكتلندا ومومباي، أصبح عضوا في البرلمان وهو في سن التاسعة والعشرين، وخاض تجربة العمل السياسي في الإقليم عام 2002 بعد أن فقد المؤتمر الوطني الدعم تحت قيادة والده، الذي كان يوبخ باكستان، لدرجة أنه قال من قبل " على الهند أن تقوم بضرب جارتها"، واشتهر بـأنه بعيد كل البعد عن اهتمامات الشعب. في حين قالت الصحيفة إن عمر يعمل بجد الآن لبناء صورة مختلفة تماماً عن صورة أبيه. وتدليلا ً على ذلك، خرجت الصحف الهندية الأسبوع لتنشر صورا ً للزعيم السياسي الشاب وهو مسلح بقوس وسهم خلال وجوده في بطولة للرماية بمنطقة لاداخ التابعة للإقليم، على عكس كثير من الصور التي كانت تلتقط لوالده وهو يلعب رياضة الغولف.
وفي النهاية، لفتت الصحيفة إلى أن عمر عبد الله شأنه شأن راحول غاندي، وريث عائلة غاندي القوية في الهند، كليهما يمثلان قادة سياسيون لفئة الشباب، وأحد الزعماء البارعين في أمور التكنولوجيا. واهتمت الصحيفة بإبراز التصريح الذي سبق لعمر أن قال فيه " أحرص على جعل السلطات في كشمير أكثر شفافية، وبخاصة في ما يتعلق بالانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان". ودللت الصحيفة على صدق حديث عمر، بإشارتها للحادث الذي وقع في فبراير الماضي بعد أن لاقى شابين صغيرين حتفيهما اثر تعرض حافلتهم لإطلاق نار من جانب جنود في شمال الإقليم، حيث سارع عبد الله في التعامل مع الموضوع، وأعطى أوامره بإجراء تحقيق عاجل في الحادث، ووعد بإلحاق "عقوبات نموذجية" بالمخطئين. وقد تمت معاقبة ثلاثة جنود بعدها على خلفية هذا الحادث.