قضايا ونزاعات تحدد العلاقات الأميركية الروسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
موسكو-واشنطن: يعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما قمة مع زعماء روسيا في موسكو الاسبوع المقبل سعيا منه لاعادة "ضبط" العلاقات التي بلغت أدنى مستوى منذ انتهاء الحرب الباردة خلال عهد ادارة سلفه جورج بوش. وفيما يلي القضايا والنزاعات الرئيسية التي تؤثر على العلاقات بين موسكو وواشنطن:
الحد من الاسلحة الاستراتيجية:
جعلت ادارة أوباما من التوصل الى معاهدة جديدة للحد من الاسلحة النووية أساس جهودها لتحسين العلاقات بين أكبر قوتين نوويتين في العالم. اتفق أوباما والرئيس الروسي ديمتري ميفيديف في ابريل نيسان على التحرك سريعا نحو المفاوضات للتوصل الى معاهدة جديدة تحل محل معاهدة خفض الاسلحة الاستراتيجية (ستارت 1) لعام 1991 التي تنتهي في ديسمبر كانون الاول.
ومن المتوقع أن يعلن الزعيمان خلال القمة التي تعقد خلال الفترة من السادس الى الثامن من يوليو تموز احراز تقدم وربما يعلنان التوصل لاطار اتفاق. ومن المتوقع أن تتجاوز المعاهدة الجديدة الترتيبات الحالية التي تلزم البلدين بخفض ترسانتيهما النووية الى ما بين 1700 و2200 رأس نووية بحلول 2012. ويتوقع خبراء أميركيون في الحد من التسلح ألا يقل المستهدف الجديد عن 1500 رأس نووية.
ومن المعوقات التي ربما تواجه التوصل الى اتفاق نهائي هو سعي روسيا لربط المحادثات النووية بمطالبها بأن تتخلى واشنطن عن خطط لاقامة درع صاروخية في أوروبا. وترى روسيا أن هذا النظام يهدد أمنها في حين تقول واشنطن انه يهدف الى اعتراض الصواريخ من دول معادية مثل إيران.
جورجيا:
سببت الحرب التي خاضتها روسيا مع جورجيا العام الماضي أسوأ شقاق بين موسكو والغرب منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991. وعلى الرغم من تحسن الوضع نوعا ما فما زالت روسيا على خلاف مع الولايات المتحدة وحلفائها بسبب اعتراف روسيا باستقلال منطقتين ساعيتين للانفصال عن جورجيا.
وأبقت روسيا على قوات في المنطقة بعد قضائها على محاولة جورجيا استعادة منطقة أوسيتيا الجنوبية الساعية للانفصال وثار غضبها بسبب المناورات التي قام بها حلف شمال الاطلسي مؤخرا داخل أراضي جورجيا ومنعت تجديد بعثة مراقبة السلام التي تقوم بها منظمة الامن والتعاون في أوروبا.
وتصر واشنطن على أن الغرب لن يقبل عودة "منطقة النفوذ" كما كان الحال خلال العهد السوفيتي بامتداد حدود روسيا. ولكن يظل من مصلحة الولايات المتحدة وروسيا منع التوترات القائمة بسبب جورجيا من التأثير على مجالات أخرى للتعاون المحتمل.
توسعة حلف شمال الاطلسي:
تعارض روسيا بشدة اقتراحات قادتها ادارة بوش بضم جورجيا وأوكرانيا السوفيتيتين السابقتين الى حلف شمال الاطلسي. ويقع البلدان في منطقة يقول الكرملين ان لديه "مصالح خاصة" بها ويريد منع المزيد من جور القوى الغربية على هذه المصالح.
ويقول الحلف ان جورجيا وأوكرانيا ستنضمان اليه في نهاية الامر ولكنه يرفض أن يضعهما على المسار الذي يجعلهما ينضمان على الفور. وبما أن أوباما يدرك أن بعض الحلفاء الاخرين في الحلف لا يرغبون في أن تؤدي هذه القضية الى استعداء موسكو فقد تبنى أوباما نهجا أكثر حرصا من بوش في أي توسعة مستقبلية للحلف صوب الشرق.
إيران:
تريد ادارة أوباما المساعدة من روسيا لكبح جماح الطموح النووي الإيراني. ولكن موسكو وهي شريك تجاري رئيسي لطهران كانت غير راغبة أكثر من مرة في الموافقة على فرض عقوبات كما يطالب الغرب لانها ترى أن نتيجتها عكسية.
ومن الممكن توقع أن يطمئن أوباما زعماء روسيا على مساعيه للتفاهم مع طهران بالطرق الدبلوماسية في الوقت الذي سيحث فيه على تكوين جبهة موحدة للضغط على إيران خاصة عقب انتخابات الرئاسة المتنازع على نتائجها. وأبدت موسكو تشككها في اتهامات غربية ونفتها طهران بأن إيران تسعى بكل جد لتطوير أسلحة نووية. لذا فانه ليس لدى المحللين أمل يذكر في اتفاق الجانبين على هذه القضية في موسكو.
أفغانستان:
هناك توقعات كبيرة في موسكو بأن زعماء روسيا قد يعلنون أنهم سيسمحون بعبور امدادات خاصة بالجيش الأميركي بما في ذلك الفتاك منها عبر الاراضي الروسية للقوات التي تقودها واشنطن التي تحارب طالبان التي استأنفت عملياتها في أفغانستان. ومن مصلحة روسيا التي ما زال يطاردها شبح الغزو السوفيتي الفاشل لافغانستان والولايات المتحدة تحقيق الاستقرار هناك حتى لو لم يكن هناك سبب اخر سوى منع انتقال التشدد الاسلامي الى حدودها.
وخففت موسكو مؤخرا من معارضتها لاتفاق أميركي مع قرغيزستان المجاورة لاستمرار استغلال قاعدة جوية هناك باعتبارها نقطة حيوية لاعادة التزود بالوقود للطائرات الأميركية المشاركة في عمليات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان. ومن شأن زيادة التعاون الروسي تعزيز استراتيجية أوباما الجديدة القائمة على تحويل التركيز في العمليات العسكرية على أفغانستان بدلا من العراق.
سعي روسيا للانضمام الى منظمة التجارة العالمية:
ربما يكون هناك قدر من الاستياء في القمة بشأن أحدث التطورات في محاولة روسيا المستمرة منذ 16 عاما للانضمام لمنظمة التجارة العالمية. واتهمت موسكو مؤخرا الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بطرح طلبات غير منطقية لعضويتها وتصر على أنها لن تنضم في الوقت الحالي الا بمشاركة روسيا البيضاء وقازاخستان.
وهذه الخطوة التي باغتت واشنطن لم ينظر اليها على أنها انعكاس لمدى احباط روسيا تجاه تباطؤ خطى محادثات العضوية فحسب بل أيضا على أنها دلالة على أن موسكو ربما لم تعد تنظر لها على أنها أولوية مهمة كما كانت تفعل قبل ذلك.