أخبار

دبلوماسيون: انتخاب الياباني يوكيا امانو خلفا لمحمد البرادعي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بنك الوقود.. القضية الشائكة في ملفات المدير العام الجديد
دبلوماسيون: انتخاب الياباني يوكيا امانو خلفا لمحمد البرادعي

الياباني يوكيا أمانو أقوى مرشح لخلافة محمد البرادعي

فيينا، وكالات: انتخب الدبلوماسي الياباني يوكيا امانو الخميس في فيينا على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلفا للمصري محمد البرادعي، وقال امانو للصحافيين "حصلت على اصوات 23 بلدا، اي العدد الكافي من الاصوات ليتم تعييني مديرا مقبلا للوكالة الدولية للطاقة الذرية"، واضاف "انا سعيد جدا". وخلال اجتماع استثنائي للدول الاعضاء ال35 في مجلس حكام الوكالة التابعة للامم المتحدة، حصل امانو على تأييد 23 صوتا مقابل 11 وامتناع عضو واحد عن التصويت، وذلك بعد ثلاث جولات من التصويت ادت الى حصوله على الغالبية المطلوبة للفوز.

ونافس امانو (62 عاما) الذي يمثل بلاده لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ 2005 ويعتبر مرشح الدول الغربية، نظيره الجنوب افريقي عبد الصمد منتي، وسيخلف امانو الاختصاصي في مسائل نزع الاسلحة والحد من انتشار الاسلحة النووية، في كانون الاول/ديسمبر وبعد موافقة رسمية من الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في ايلول/سبتمبر، محمد البرادعي الحائز جائزة نوبل للسلام والذي امتنع عن الترشح لولاية رابعة من اربع سنوات. وسيخلف امانو الاختصاصي في مسائل نزع الاسلحة والحد من انتشار الاسلحة النووية، في كانون الاول/ديسمبر وبعد موافقة رسمية من الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في ايلول/سبتمبر، محمد البرادعي الحائز جائزة نوبل للسلام والذي امتنع عن الترشح لولاية رابعة من اربع سنوات.

وسوف يتعين على الذي سيدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في وقت لاحق هذا العام، أن يعالج انقساما سياسيا شديدا بشأن خطة للامداد بالوقود النووي تهدف الى حماية العالم من انتشار الاسلحة النووية. اذا ان محمد البرادعي، الذي سيتقاعد في نوفمبر تشرين الثاني، لم يتمكن من تحقيق رؤيته للامداد الامن بالوقود النووي للجميع. ويبرز الجدل الثائر حول الخطة انقساما في مجلس محافظي الوكالة بين الدول التي لديها طاقة نووية والتي تؤكد دور الوكالة في حظر الانتشار النووي والدول النامية التي تركز على سلطة الوكالة في تشجيع الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وهو الغرض الرئيس من الوكالة التي يبلغ عمرها 52 عاما، ولكن الوكالة ترى أن تعزيز التطبيقات السلمية للطاقة النووية لا ينفصل عن مهمتها المتمثلة في منع الانتشار غير المشروع لامتلاك القدرة على تصنيع الاسلحة النووية. وقال ايان فيسر الخبير في شؤون الطاقة النووية بالوكالة "خلفا على أن يدرك أن دور الوكالة ليس فقط أن تكون حارسا للمواد النووية بل أيضا هي الجهة التي تسهل الاستخدام الافضل لها بطريقة مستمرة."

خلال تسلم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها الحالي محمد البرادعي جائزة نوبل للسلام لعام 2005 تقديرا للدور البارز للوكالة في الحد من الانتشار النووي

وكان اجتمع الحكام ال35 في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس لتعيين خليفة للمدير العام الحالي المصري محمد البرادعي الذي تنتهي ولايته في تشرين الثاني/نوفمبر بعد 12 عاما امضاها على رأس الوكالة، وحصل الاسباني لويس ايشافاري، مدير الطاقة النووية في منظمة التجارة والتنمية الاوروبية، على اقل عدد من الاصوات ما ادى الى خروجه من السباق، وانسحب، امس الاربعاء، مرشحان من السباق هما البلجيكي جان بول بونسوليه والسلوفيني ارنست بتريك، مما قصر المنافسة على مرشحين اثنين فقط الياباني يوكيا أمانو والجنوب افريقي عبد الصمد منتي.

وكانت جرت عملية تصويت شكلية في اذار/مارس الماضي بين امانو الذي يعتبر مرشح الغربيين ومنتي الذي تؤيده الدول النامية، ولكن لم يحصل اي من الدبلوماسيين على اغلبية ثلثي الاصوات الضرورية كي يتم انتخابه، وخلال تصويت غير رسمي في حزيران/يونيو الماضي، حصل امانو (62 عاما) على 20 صوتا مقابل 11 لمنتي (67 عاما) واربعة اصوات لايشافاري. ولم يحصل المرشحون الاخرون على اي صوت.

وستكون قضية الامداد بالوقود النووي اختبارا للقدرات الدبلوماسية لخلف البرادعي، اذ ظلت قضية بنك الوقود في اخر الاولويات لعشرات السنين ولكنها لاقت دعما قويا من الرئيس الأميركي باراك أوباما وحصلت على قدر أكبر من الثقل مع برنامج ايران لتخصيب اليورانيوم والذي يعتقد الغرب انه يهدف الى تصنيع قنابل نووية، وتتوقع الوكالة أن الطلب على الطاقة النووية وهي الاكثر وضوحا حتى الان في أنحاء منطقة الشرق الاوسط التي تعاني صراعات سوف يتضاعف على مدى الجيل القادم في الوقت الذي تسعى فيه الدول إلى بديل للوقود الاحفوري الذي يسبب مستويات عالية من التلوث والمقدر له أن ينفد في يوم من الايام. ولكن اليورانيوم المستخدم في محطات الطاقة النووية يمكن أيضا تخصيبه لمستويات عالية ليمثل المادة الانشطارية لصنع قنابل نووية وهو ما يخشى الغرب أن تكون ايران بصدد القيام به ولكن طهران تنفي ذلك قائلة ان الغرض الوحيد من برنامجها هو توليد الكهرباء.

وقال مارك فيتزباتريك وهو زميل رفيع في مجال حظر الانتشار النووي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن "هذه قضية ستتطلب بشكل متزايد اهتمام المدير العام (للوكالة الدولية للطاقة الذرية) لادارة توسع الطاقة النووية بطرق تساعد على الثقة." وبدعم من روسيا المنتجة لليورانيوم كان البرادعي يحاول دفع الخطة للامام ولكن اجتماعا لمجلس محافظي الوكالة عقدته الدول النامية في يونيو حزيران منع هذه الخطة لخشيتها انها ربما تقيد حقوقها في اقامة برامجها الخاصة للطاقة النووية، وتقول الوكالة ان نحو 60 دولة ترغب في اقامة مشاريعها الخاصة.

ورغبة من البرادعي في أن يحقق انجازات تتوج 12 عاما في رئاسة الوكالة روج لفكرة التعددية لدورة الوقود عبر بنك تشرف عليه الوكالة والذي سيقدم يورانيوم منخفض التخصيب من مخزونات الدول الصناعية اذا ما أظهرت الدول المتلقية سجلا ناصعا في مجال حظر الانتشار النووي. ويمكن لهذه الدول أن تحصل على الوقود من البنك اذا ما تم قطع امداداتها من الوقود لاسباب سياسية.

وقال دبلوماسي من الاتحاد الاوروبي "هناك مسألة صعبة.. الى من توجه هذه الخطة. مع وجود دول مثل ايران كيف يمكن التأكد من المعايير حتى لا نكافئ سلوكا سيئا ولكن في الوقت ذاته نزود دولا نخشى أن تكون منخرطة في مثل ذلك السلوك...هذا توازن دقيق للغاية."

وقادت الهند التي تقترب من أن تصبح مع الصين واحدة من أكبر الدول المستخدمة للطاقة النووية في العالم اعتراضات على الحل الذي يطرحه بنك الوقود رافضة طلب البرادعي للبدء في الاتفاق على تفاصيل الخطة حتى تجري الموافقة عليها في سبتمبر أيلول. وحذرت الدول النامية من "أي محاولات تهدف الى الحيلولة دون السعي لاي تكنولوجيا نووية سلمية على أساس من الحساسية المزعومة (لهذه التكنولوجيا)."

وتمثل الدول النامية نحو نصف مجلس محافظي الوكالة الذي يصدر قرارات رئيسة من خلال التوافق الدبلوماسي. وعلى الرغم من الانتكاسة التي منيت بها هذه الخطوة يقول دبلوماسيون انها ستظل مطروحة للنقاش. وقال دبلوماسي غربي رفيع "يدرك الكثير من الدول أن الامن الزائد للطاقة الذي سيتحقق من خلال تأمين الوقود ربما يجعل الطاقة النووية أكثر جدوى."

ويرى البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام أن جميع المنشآت القائمة لتخصيب اليورانيوم ومعالجته لابد أن تخضع لرقابة متعددة الاطراف، ولكنه أقر بان مثل هذا الاقتراح ربما يكون له حساسية سياسية بالغة، وقال للجمعية العامة التابعة للامم المتحدة في أكتوبر تشرين الاول "ما من شك.. أن أي آلية تفوح منها رائحة عدم المساواة أو الاتكالية لن تنجح أبدا."

وهناك مسودتان رئيستان لبنك الوقود الذي سيكون الخطوة الاولى نحو الملكية الكاملة المتعددة الاطراف. ويقول اقتراح للوكالة ان 150 مليون دولار من التبرعات التي تم التعهد بها لهذه المبادرة من الممكن أن تشتري ما بين 60 و80 طنا من اليورانيوم منخفض التخصيب، والذي سيعرض على الدول الاعضاء بأسعار السوق. وعرضت روسيا أن تكون مقرا لمخزون حجمه 120 طنا من اليورانيوم المنخفض التخصيب لامداد الوكالة.

الى ذلك، وفي تصريحات مثيرة من شأنها أن تثير غضب أميركا وإسرائيل ، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أن الغرب سحق العراق في عهد صدام حسين لأنه لم يكن يمتلك سلاحاً نووياً ، مؤكدا أن الدول التي تمتلك أسلحة نووية تحظى بمعاملة مختلفة عن الدول التي لا تملك مثل هذه الأسلحة، وخلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الخميس على هامش اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا ، أضاف البرادعي أن كوريا الشمالية دعيت إلى طاولة التفاوض لأنها تمتلك سلاحاً نووياً ، في حين أن الغرب سحق نظام صدام حسين لأنه لم يكن يمتلك قنبلة نووية .

وأعرب عن قناعته بأن إيران تسعى لامتلاك السلاح النووي لكي لا يكون مصيرها كالعراق وللاعتراف بها "دولة عظمى" في الشرق الأوسط، وانتهى إلى القول :" إنني مقتنع بأن إيران ترغب دون أدنى شك في اكتساب التكنولوجيا لصناعة سلاح نووي ، إيران تريد نقل رسالة إلى الدول المجاورة وباقي العالم تقول نعم يمكننا حيازة السلاح النووي إذا أردنا وبالتالي لا تستفزونا".

وتعتبر التصريحات السابقة هى الأقوى من نوعها للبرادعي ومن شأنها أن تثير غضب أميركا وإسرائيل لأنها تعتبر تشجيعا ضمنيا للدول العربية والإسلامية على امتلاك السلاح النووي لردع الغرب وإسرائيل عن مهاجمتها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف