الصحف البريطانية تقارن بين " خذلان " لندن لجنودها وبين " إقدام " الولايات المتحدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: نبأ مقتل أكبر عسكري بريطاني رتبة منذ حرب الفولكلاند خلال عملية "ضربة سيف" التي تشنها قوات ناتو بقيادة الولايات المتحدة، كان القاسم المشترك لدى الصحف البريطانية تغطية وتعليقا. وخصصت التايمز إحدى افتتاحياتها للحديث عن الخطة العسكرية الأميركية الجديدة في أفغانستان.
وترى الافتتاحية أن حملة " ضربة سيف " العسكرية، تملك كل المقومات الضرورية للنجاح. فبدعم ميداني من القوات الأفغانية، ومساعدة القوات الباكستانية التي انتشرت على طول الحدود المشتركة مع أفغانستان، للحيلولة دون تسلل مسلحي طالبان إلى المناطق القبلية، بات في إمكانية قوات حلف شمال الأطلنطي بقيادة الولايات المتحدة، أن تتعقب مسلحي طالبان مستفيدة كذلك من قدرتها على التحرك بسرعة، وبالتالي على المفاجأة، ومن ترسانتها الحديثة والمتفوقة تقنيا على ما لدى الخصم من سلاح.
وتلاحظ الصحيفة أن تأثير الجنرال بترايوس مهندس خطة الزخم العسكري التي "نجحت في العراق"، واضح في الخطة الأفغانية التي تهدف إلى "تطهير" معاقل طالبان في هلمند ثم احتلالها، وذلك حتى يطمئن السكان إلى أن الحركة لن تتمكن من السيطرة على تلك المناطق. وتحذر الصحيفة من قدرة طالبان على المراوغة، وإلحاق ضربات قبل أن تختفي لتظهر بعد أن ترى أن الوقت أصبح مناسبا. وتعتبر التايمز أن مقتل ضابط بريطاني أثناء العمليات ضربة قاسية ولكنها لا تمس بجوهر الخطة التي "ينبغي أن تنجح" وإلا فستؤثر على معنويات الناتو، و"على سلطة الرئيس أوباما."
خطة متعددة الجوانب
ترى الفاينانشل تايمز في إحدى افتتاحياتها أن إدارة أوباما كانت صائبة في اختيار المواجهة مباشرة مع طالبان في أهم معاقلا جنوبي أفغانستان. كما ترى أن الإدارة الأميركية على وعي بأن الفوز في المعركة -وربما الحرب- لن يكون على الجبهة. فمن جهة عليها أن تنجح في استمالة المدنيين وفي أقناعهم بأن من الممكن "دحر" طالبان.
ومن جهة ثانية على واشنطن أن تهيئ الرأي العام الأميركي لتقبل الخسائر البشرية التي ستتسبب فيها العمليات، فـ"اجتثاث" طالبان من معقلها سيكون معركة دامية، وبعد انتهاء المعارك على الجبهة، ستبدأ معركة أخرى للتصدي للعمليات الانتحارية والعبوات الناسفة الموضوعة على جوانب الطريق.
لامجال للخطأ
يقارن كيم سينجوبتا على صفحات الرأي بالإندبندنت بين "إقدام" الخطة العسكرية الأميركية جنوبي أفغانستان وبين "تخاذل" الموقف السياسي البريطاني الذي أثر على وضع القوات البريطانية في نفس المنطقة قبل بضع سنوات.
ويسوق الكاتب لذلك مثالا عندما عاين بنفسه لما كان يرافق القوات البريطانية كيف كانت تجهد حفنة من الجنود البريطانيين والإستونيين والأفغانيين، من أجل إخراج طالبان من موقع صغير ثم عندما أفلحت في ذلك انسحبت منه بسرعة لا لأنها لم ترغب في البقاء ولكن لافتقارها إلى التعزيزات العسكرية، وكان أن عادت الأمور إلى سابق عهدها. ويبدو أن الأميركيين حسب تصريحات قادتهم "عازمون على البقاء إن هم ذهبوا، وعلى الإقامة إن هم بقوا، وإنهم مصرون على إحكام السيطرة، وعلى البناء."
"أخيرا"
وأسوة بما ورد في الصحف الثلاث من نقد لموقف الحكومة البريطانية، يرى كون كاولين في صحيفة الديلي تلجراف أن الساسة البريطانين "خذلوا"، الجنود البريطانيين في أفغانستان. "ولولا هذا الخذلان لما صار الجنود البريطانيون إلى الوضع المهين للمتفرج على القوات الأميركيية وهي تقوم بما كان في إمكانهم هم القيام به بقدر معقول من التعزيزات العسكرية"
ويضيف الكاتب قائلا من الآن فصاععدا ونتيجة لذلك صار لزاما علينا أن نعتبر أن هذه الحرب هي حرب أوباما، وعلى أساس نتيجتها يتعلق مصير ولايته." "هل كانت إسرائيل محقة بشأن إيران؟"يعتقد فيليب ستيفنس في الفينانشل تايمز أن الأحداث الجارية من شأنها أن تؤكد "حصافة" رئيس وزراء إسرائيل الحالي بنيامين نيتانياهو الذي كان يضغط من أجل الإغارة على إيران. " لقد كانت الخلاصة التي يريدنا الساسة الإسرائيليون أن نصل إليها هي أن نظام الملالي لا أصدقاء له."
ويبدو في رأي الكاتب أن الغرب لم يستطع أن يصل إلى هذه الخلاصة حتى بعد الانتخابات الإيرانية، لاعتقاده أن موسوي يمثل التغيير، متناسيا أن الانتخابات الرئاسية ليست إلا صراعا على السلطة داخل النظام. الجديد في الانتخبات الإيرانية الأخيرة هو في انتفاضة الشارع التي تكشف عن الهوة بين النظام الذي "أفرز" أحمدي نجاد وبين جماهير الشباب الإيراني، وهي الهوة التي التهمت نظام الشاه قبل ثلاثين سنة، حسبما لاحظ إسحاق هرتزوكوزير الخدمات الاجتماعية في الحكومة الإسرائيلية الحالية وابن حاييم هرتزوج أحد رؤساء إسرائيل الذي زار إيران قبيل الثورة.