لوس أنجلوس تايمز: على أوباما إبقاء الحضور بالعراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لوس أنجلوس: كتب جون حنا، الناشط البارز في مؤسسة واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مقالاً نشرته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية تحت عنوان "هل تترك الولايات المتحدة العراق قبل إنجاز مهمتها؟"، أشار فيه إلى أن القوات الأميركية سوف تترك المدن العراقية وفقاً لاتفاق وضع القوات الذي تم إبرامه خلال رئاسة بوش. ورغم أن الرئيس الاميركي باراك أوباما أيّد الجدول الزمني الذي وضعه الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش لتخفيض التواجد الأميركي بالعراق، فإنه ليس من الواضح إلى أي مدى تبنى أوباما إدراك بوش لأهمية تحقيق الأهداف الاستراتيجية الأميركية هناك.
ومع كل الأخطاء التي ارتكبتها إدارته في العراق، فقد أدرك بوش بوضوح حتمية انتصار القوات الأميركية هناك، وأدرك أن سحب القوات الأميركية والأوضاع ما زالت متوترة سيكون كارثة، وقد تنهار مصداقية الولايات المتحدة الأميركية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. بل ومن الممكن أن ينزلق العراق إلى الفوضى وعدم الاستقرار. ويشير الكاتب إلى أن الرئيس بوش أدرك أن مساعدة العراق لتحقيق الاستقرار والديمقراطية يخدم المصالح الأميركية على المدى البعيد. كما سيُتيح للولايات المتحدة تأمين موطئ قدم استراتيجي في أحد أهم مناطق الشرق الأوسط حيوية.
وخلال إدارة أوباما، يرى الكاتب أن كافة وعود إدارة بوش بالانتصار في العراق قد تبخرت. فأوباما مقتنع منذ البداية أن الحرب كانت خطأً، حيث قال: إن الحرب في العراق كانت كارثة هائلة استنزفت موارد الولايات المتحدة، وأثارت استياء ونفور العالم منها، وكلما أسرعت الولايات المتحدة بنفض يدها من تلك الحرب وأعادت التركيز على الأولويات الحقيقية بمنطقة الشرق الأوسط، كلما كان ذلك أفضل. وبالنظر إلى أن أوباما اعتمد إلى حد كبير على جدول بوش الزمني لسحب القوات الأميركية من العراق، فإن المرء يتساءل هل سيشكل فارقاً حقاً إذا كان أوباما يرى أن العراق مسؤولية يريد التملص منها أكثر منه كنزاً ينبغي الحفاظ عليه.
ويرى الكاتب أن العامل النفسي في الشؤون الدولية قد يكون له تأثير استراتيجي. فمع التصعيد العسكري الذي قام به بوش، أرسل رسالة فحواها أن الولايات المتحدة ليس لديها أي نية للتخلي عن العراق، مما حفز العراقيين لبذل مزيد من الجهود لمجابهة القاعدة والميليشيات المدعومة من إيران، وتكريس أنفسهم لبناء دولة مستقلة وديمقراطية تعددية. ويرى الكاتب أن موقف أوباما يُحدث أثراً عكسياً. فالعراقيون يرون أنه مهتم بالتواصل مع إيران أكثر من اهتمامه بتوطيد الديمقراطية في العراق.
وفي النهاية يشير الكاتب إلى أنه على الرغم من أخطاء بوش العديدة التي ارتكبها في العراق، فإن التصعيد العسكري الذي قام به قد حقق نجاحاً باهراً، وجعل استقلال وديمقراطية العراق هدفاً يمكن تحقيقه. ويرى الكاتب أن أوباما في موقف يتيح له تحقيق هذا الهدف، ولكن فقط إذا كان انسحاب الجيش الأميركي يقابله تعميق دبلوماسي رفيع المستوى ومشاركة اقتصادية كبيرة. ولكن ذلك سيتطلب من أوباما قضاء وقت أقل في الإشارة إلى حرصه على الخروج من العراق، ووقت أكثر للعمل مع العراقيين لمعرفة أفضل الطرق لبقاء الولايات المتحدة في العراق.