الحوار الروسي الأميركي فرصة لإتفاق ستارت بين البلدين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رغم الحديث عن وجود خفايا مشؤومة في القمة المقبلة
الحوار الروسي الأميركي فرصة لإتفاق "ستارت" بين البلدين
موسكو، وكالات: تشكل المحادثات حول نزع السلاح النووي المحور الرئيس للقمة الروسية الأميركية الإثنين والثلاثاء في موسكو، والفرصة الأفضل لتجديد العلاقات بين البلدين بشكل سريع وملموس، وذلك على الرغم من العراقيل التي يمكن أن تعترضها. وسيقيم الرئيسان ديمتري مدفيديف وباراك أوباما التقدم الذي حصل حتى الآن في ثلاث جولات من المحادثات من أجل التوصل إلى إتفاق بحلول نهاية كانون الاول/ديسمبر، وهو تاريخ إنتهاء مدة إتفاقية "ستارت 1" حول خفض الأسلحة الإستراتيجية.
وأعلنت الإدارة الأميركية الجديدة رغبتها بحصول "إنطلاقة جديدة" للحوار بين البلدين بعد سنوات من "السلام البارد" خلال عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، ما ساهم في جعل مسالة نزع السلاح العنوان الرئيس في الحوار الثنائي. وقال الخبير الروسي فياتشلاف نيكونوف من معهد "بوليتيكا" للدراسات ان "الاسلحة النووية هي موضوع الحوار بامتياز لاننا ننتظر نتائج ملموسة في هذا المجال. والا فان الرقابة على التسلح ستنتهي في كانون الاول/ديسمبر". واستبعد "التوصل الى اتفاق جديد الاسبوع المقبل في موسكو"، مشيرا الى ان "المطروح اتفاق على الاطر العريضة". واشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس الى ان اوباما ومدفيديف سيطلبان من وفدي بلديهما المفاوضين "انجاز اعمالهما بحلول كانون الاول/ديسمبر".
وللطرفين مصلحة حقيقية في التوصل الى اتفاق سريع حول خفض اسلحتهما النووية بعيدا عن المواقف التي تصدر في بدايات عهد رئاسي اميركي والتي تقتصر مفاعليها على الاصداء الاعلامية.
ويقول المفاوض الاميركي السابق حول معاهدة ستارت جيمس غودباي، الخبير في معهد "هوفر اينستيتيوت" في كاليفورنيا، ان "الولايات المتحدة وروسيا تملكان 90% من الاسلحة النووية في العالم، ومن المهم ان تكونا مثلا يحتذى" من اجل تشجيع مكافحة انتشار الاسلحة النووية. وتابع "اذا تمكنت روسيا والولايات المتحدة من العمل معا في هذا المجال، فسيكون من الصعب على ايران وكوريا الشمالية وقف برنامجهما النووي".
ورأى دبلوماسي غربي في موسكو ان احتفاظ روسيا حتى اليوم بموقع الدولة العظمى يبرره وجود ترسانتها النووية، الا انه اعتبر ان "نشر السلاح النووي يضر بصورتها وامنها". واضاف ان موسكو لم تعد تملك الوسائل المالية الكافية لسباق تسلح جديد، وتسعى الى ان تؤمن، عبر اتفاق جديد، معادلة نووية ذات كلفة اقل.
الا ان ذلك لا يعني انه تم تجاوز كل العراقيل بدءًا بالدرع الاميركية المضادة للصواريخ في اوروبا والتي تعترض عليها موسكو بشدة وترى فيها تهديدًا مباشرًا لقوة الردع الروسية. وتريد روسيا ان يشكل الدرع عنصرًا في المفاوضات.
وقال المحلل العسكري الروسي الكسندر غولتز "لا يمكنني ان اتخيل الاميركيين وهم يخضعون للشرط الروسي الاهم، اي التخلي عن الدرع الصاروخية" التي تهدف اصلا الى مواجهة اخطار مصدرها دول مثل ايران. واضاف "من مصلحة الروس ان تستغرق المفاوضات اطول وقت ممكن، لان هذه المفاوضات تعيد لموسكو موقعها كقوة عالمية".
واقترح لافروف من جهته السبت ان يناقش الروس والاميركيون والاوروبيون مشروعًا مشتركًا لدرع مضادة للصواريخ. في هذا الوقت، تنشط التكهنات والنظريات. وقدر مسؤول كبير في مجلس الدوما (البرلمان الروسي) كونستانتين كوساتشيف الخميس حظوظ التوصل الى اتفاق روسي اميركي حول الاسلحة النووية بحلول كانون الاول/ديسمبر ب60%، بينما رأى عضو مجلس النواب الاميركي الديمقراطي هاورد بيرمان في حديث الى اذاعة "صوت موسكو"، ان النسبة هي 70%.
خفايا مشؤومة وراء القمة
ويشار إلى أن واشنطن تقترح أن تملك كل من روسيا والولايات المتحدة من الرؤوس المدمرة (النووية) ما لا يزيد على 1500-1600 رأس ومن وسائل إيصال الرؤوس المدمرة إلى الأهداف المطلوب تدميرها (صواريخ وطائرات) ما لا يزيد عن 1100 وسيلة. ومن جهة أخرى، بات معلوما أن العسكريين الروس يرفضون أن ينخفض عدد الرؤوس المدمرة إلى ما يقل عن 1700 قطعة.
وليس هذا فقط، بل ثمة عقبة أخرى قد تسد طريق الاتفاق. ذلك لأن روسيا لا تزال تربط مسألة تخفيض الأسلحة الإستراتيجية بمسألة نشر عناصر المنظومة الصاروخية الأميركية المضادة للصواريخ في شرق أوروبا، أي أن روسيا تشترط لتوقيع الاتفاقية الجديدة الخاصة بالأسلحة الإستراتيجية امتناع الولايات المتحدة عن مد الشبكة التي خصصت لحمايتها من صواريخ مهاجمة إلى أوروبا الشرقية لأن موسكو ترى في ذلك تهديدا لأمن روسيا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية يوم 2 يوليو: "إننا ننتظر محادثات جادة بشأن موضوع الدرع الصاروخي، وهو الموضوع الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بتخفيض الأسلحة الإستراتيجية". وتنكر واشنطن وجود علاقة وثيقة بين هذا وذاك. وقال مايكل ماكفول، مستشار الرئيس الأميركي: "إن الولايات المتحدة لا تعتزم إقناع الروس أو المساومة معهم".
ولا تلتقي وجهات نظر الجانبين حيال موضوع مهم آخر هو توسع وتمدد حلف شمال الأطلسي. وبينما تتمنى روسيا ألا ينضم المزيد من البلدان الأوروبية، وبالأخص الجمهوريات السوفيتية السابقة، إلى الحلف، يظل باب الحلف مفتوحا لقبول الأعضاء الجدد أمثال جورجيا وأوكرانيا كما أشار إلى ذلك ماكفول الذي يتولى مسؤولية ملف روسيا واوراسيا في مجلس الأمن القومي الأميركي قبل أن يضيف أن واشنطن لا تعتزم التضحية بمصالح الولايات المتحدة العليا من أجل العلاقات مع موسكو.
أما على المستوى غير الرسمي فلا يرى الجانب الروسي مبررًا لتعليق آمال كبيرة على المباحثات الروسية الأميركية المرتقبة في موسكو وفق ما قاله دبلوماسي روسي طلب عدم ذكر اسمه، مشيرًا إلى "أننا نواجه المزيد من الصعوبات كلما خُضنا المزيد من التفاصيل".
إجراءات أمنية استثنائية
الى ذلك أعلن مصدر أمني روسي أن الأجهزة الخاصة وهيئات حفظ النظام الروسية ستتخذ إجراءات أمنية لم يسبق لها مثيل، بمناسبة زيارة الرئيس الأميركي إلى موسكو. وقال المصدر لنوفوستي إن "كافة مؤسسات القوى الروسية عمليا، بما فيها وزارة الدفاع ستشارك في ضمان سلامة زيارة الرئيس الأميركي". وأضاف أن القوات الجوية في دائرة موسكو العسكرية ستوضع في حالة تأهب إبان الزيارة.
وأكد أن "عشرات المقاتلات ستكون في حالة تأهب قصوى في المطارات. كما سيعلن مجال موسكو الجوي منطقة مغلقة للطيران. وجرى الإيعاز لوسائل الدفاع الجوي الروسية بالتصدي لكافة محاولات خرق الأمن".
وستعمل شرطة موسكو بنظام الخدمة المشددة وستتخذ إجراءات أمنية إضافية في منشآت النقل العام، وأماكن تجمع المواطنين. فقال المتحدث إنه من المقرر أن يؤمن النظام في موسكو عدة آلاف من منتسبي الشرطة، بمن فيهم رجال أمن بملابس مدنية.
كما قال إنه سيجري نقل فصائل إضافية من رجال الشرطة، بمن فيهم منتسبو شرطة الدوريات والحراسة وافضل التشكيلات الأمنية والقوات الخاصة، من أقاليم أخرى في البلد إلى موسكو.