أخبار

كوريا الشمالية تستمر في تحديها للمجتمع الدولي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سلسلة تجارب بيونغ يانغ الصاروخية تصعد حدة التوتر
كوريا الشمالية تستمر في تحديها للمجتمع الدولي


خريطة تقريبية لمكان انطلاق الصواريخ

بيونغ يانغ، عواصم: اجرت كوريا الشمالية السبت للمرة الثانية خلال اسبوع، سلسلة تجارب على اطلاق صواريخ بالستية قصيرة المدى، تهدف على ما يبدو الى توجيه رسالة الى الولايات المتحدة التي تحتفل السبت بعيدها الوطني، وبحسب قيادة اركان الجيش الكوري الجنوبي، فقد اطلقت الصواريخ من الساحل الشرقي لكوريا الشمالية في بحر اليابان وتراوح مداها من 400 الى 500 كلم. وبلغ عدد الصواريخ التي اطلقها النظام الشيوعي السبت سبعة صواريخ بالستية، في انتهاك صريح لقرارات مجلس الامن الدولي التي تحظر على كوريا الشمالية اجراء تجارب نووية او تجارب على اطلاق صواريخ، وقالت وكالة الانباء الكورية الجنوبية "يونهاب" ان الامر يتعلق بصواريخ سكود او رودونغ-1 التي قد يكون تم الحد من مداها الذي يبلغ نظريا ما بين الف و1300 كلم.

وكانت بيونغ يانغ اطلقت الخميس اربعة صواريخ لكن مداها كان اقصر وقدر بحوالى 120 كلم فقط، وفي 2006 اختارت كوريا الشمالية تاريخ عيد الاستقلال الاميركي للقيام بعدة تجارب اطلاق صواريخ بينها صاروخ "تايبودونغ-2" (6700 كلم) الذي يفترض انه قادر على بلوغ الاسكا، غير ان الصاروخ انفجر بعيد اطلاقه.

وشهدت الاشهر الماضية تصعيدا جديدا من جانب كوريا الشمالية، احدى الدول الاكثر انغلاقا في العالم. وبلغ التصعيد ذروته حين تحدى نظام بيونغ يانغ مجددا المجموعة الدولية عبر اجراء ثاني تجربة نووية منذ العام 2006، في 25 ايار/مايو، وهذه التجربة تلتها عدة تجارب على اطلاق صواريخ ما دفع بمجلس الامن الدولي الى ادانتها وتشديد العقوبات المفروضة اساسا على بيونغ يانغ. وردت كوريا الشمالية بحدة شديدة مهددة بعدم التخلي ابدا عن طموحاتها النووية وباستخدام البلوتونيوم لغايات عسكرية، وقال باك سونغ-جو الخبير في المعهد الكوري لتحاليل الدفاع ان "اطلاق الصواريخ اليوم ياتي ضمن تدريبات عسكرية معتادة، لكن كوريا الشمالية تريد عبر اطلاق صواريخ سكود يبلغ مداها 500 كلم، اظهار قدرتها على الرد بوسائل عسكرية في مواجهة العقوبات الدولية".

وقال الاستاذ كيم يونغ-هيون من جامعة دونغوك في سيول "انه تحذير مقنع موجه للولايات المتحدة والمجتمع الدولي يبلغهم انه في المرة القادمة قد يتعلق الامر بصاروخ طويل الامد"، وقال مسؤول حكومي كوري جنوبي طلب عدم كشف هويته "ان التجارب الصاروخية التي جرت الخميس كانت تندرج ضمن تمرين عسكري على ما يبدو، اما تجارب اليوم فيبدو انها ذات اهداف سياسية". ونقلت وكالة "يونهاب" عن مسؤول كوري جنوبي قوله ان اطلاق كوريا الشمالية لصواريخ يوم السبت يهدف الى توجيه رسالة الى الولايات المتحدة.

وكانت الولايات المتحدة اعلنت ان كوريا الشمالية تعتزم اطلاق صاروخ طويل المدى باتجاه هاواي على الارجح في الرابع من تموز/يوليو لمناسبة العيد الوطني الاميركي، واعربت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية عن "اسفها العميق" ازاء ممارسات كوريا الشمالية "في تحد لقرارات مجلس الامن الدولي". وأفادت وزارة الخارجية الاميركية اليوم ان على كوريا الشمالية ان لا "تزيد حدة التوترات"، مؤكدة ان سلسلة التجارب الصاروخية التي اجرتها بيونغ يانغ الخميس والسبت "لا تساهم" في تخفيف هذه التوترات. وقال المتحدث باسم الوزارة كارل داكوورث انه "يتعين على كوريا الشمالية ان تمتنع عن كل عمل يمكن ان يؤدي الى زيادة حدة التوترات، وان تركز على مفاوضات نزع القدرات النووية وعلى تطبيق التزاماتها الواردة في البيان المشترك الصادر في 19 ايلول/سبتمبر 2005"، واكد المتحدث ان "هذا النوع من السلوك الكوري الشمالي لا يسهم" في تحسن الاوضاع.

ونددت اليابان، التي تثور ثائرتها مع كل تصاعد في التوتر مع بيونغ يانغ بسبب قربها الجغرافي، بما وصفته "بالعمل الاستفزازي الخطير"، وتؤكد كوريا الشمالية، القلقة من المناورات السنوية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، على "حقها في الدفاع عن النفس" وتقوم بتمارين عسكرية وتجارب اطلاق صواريخ بانتظام تتزامن عادة مع السعي لاظهار غضبها او لتعزيز موقعها التفاوضي. كما أدانت الحكومة اليابانية اليوم السبت كوريا الشمالية لإطلاقها سبعة صواريخ ،وقالت ان هذه الخطوة تعد استفزازا خطيرا لأمن البلاد . ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الياباني NHK عن بيان لكبير المتحدثين باسم الحكومة اليابانية تاكيو كاوامورا ان اليابان تدين التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية وتعتبرها أعمالا لا تطاق واستفزازا خطيرا لأمن اليابان والدول المجاورة وانتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي.

وأضاف البيان إن اليابان تطلب من كوريا الشمالية وقف جميع الأنشطة المتعلقة بتطوير صواريخ باليستية والالتزام الفوري والتام بقرارات مجلس الأمن الدولي. مؤكدتا أن بيونغ يانغ أجرت تجارب إطلاق صواريخ باليستية يبدو أنها سقطت في بحر اليابان قبالة سواحل كوريا الشمالية. وأضافت أن الصواريخ أطلقت في حوالي الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي. يذكر أن كوريا الشمالية أطلقت يوم الخميس الماضي أربعة صواريخ أخرى قصيرة المدى، يتراوح مداها بين مائة ومائة وخمسين كيلومترا.

وتواصل الحكومة اليابانية جمع المعلومات لتحديد التوقيت الدقيق لإطلاق الصواريخ ومكان سقوطها، بالتعاون مع الولايات المتحدة ودول أخرى. وأضافت الحكومة اليابانية إنها ستقوم بتحليلات لتحديد الغرض من التجارب الصاروخية الأخيرة. ويعتقد ان كوريا الشمالية تمتلك نحو ألف صاروخ باليستي، بما فيها 700 صاروخ "سكود" و 320 صاروخ "رودونغ".

وذكرت وكالة أنباء "كيودو" ان الاحتجاج قدم عبر القنوات الدبلوماسية في بيجينغ ، التي تستضيف المحادثات السداسية الهادفة الى تحويل شبه الجزيرة الكورية الى منطقة خالية من الأسلحة النووية. وتشارك في المحادثات كل من الولايات المتحدة وروسيا واليابان بالإضافة الى الكوريتين. وجاء في مذكرة الاحتجاج ان بيونغ يانغ قامت "بعمل استفزازي خطير على الصعيد الأمني تجاه الدول المجاورة ومن بينها بلدنا".

وأضافت المذكرة ان إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية يعد مخالفة لقرارات مجلس الأمن التي تطلب من كوريا الشمالية وقف كافة البرامج الصاروخية . وحثت المذكرة بيونغ يانغ على تنفيذ بنود قرارات مجلس الأمن ،واتخاذ خطوات محددة باتجاه حل مسالة خطف المواطنين اليابانيين ،وكذلك برامجها النووية والصاروخية.

كما دعت روسيا والصين الى الهدوء يوم السبت بعدما أثارت كوريا الشمالية توترا اقليميا باطلاق صواريخ ذاتية الدفع، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان روسيا والصين اتفقتا على ان كل الأطراف يجب ان تحجم عن أي خطوات قد تزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، وأضافت الوزارة ان البلدين طالبا بالعودة الى المحادثات سداسية الأطراف

وتوجه المبعوث الأميركي الذي ينسق العقوبات ضد كوريا الشمالية الى الصين الاسبوع الماضي لكسب مساعدة بكين في اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه كوريا الشمالية، وقال محللون ان الصين هي أكبر شريك تجاري لكوريا الشمالية ومساعدتها ستكون ضرورية لكي تكون العقوبات فعالة.

وصرح دانييل بينكستون، من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات في سيول، بأن التجربة تعزز قدرة الجيش في كوريا الشمالية على اطلاق صواريخ وقد تكون أيضا مرتبطة بالعقوبات، واستطرد "العقوبات رفعت كلفة منتجات مثل أنظمة الصواريخ. والمشترون الذين يخاطرون بشكل متزايد يريدون التأكد من جودة المنتج وما اذا كان جديرا بالثقة. وكانت كوريا الشمالية أطلقت صاروخا قالت انه وضع قمرا صناعيا في المدار في ابريل نيسان". وقال مسؤولون كوريون جنوبيون وأميركيون واخرون ان هذا الاطلاق كان تجربة مستترة لصاروخ تايبودونج 2 طويل المدى الذي يمكن أن يصل مداه الى الاراضي الأميركية وأضافوا أن شيئا لم يضع في المدار. بريطانيا تدين تجراب اطلاق الصورايخ الباليستية

بدورها، دانت بريطانيا على لسان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند تجربة اطلاق الصواريخ الباليستية التي اجرتها كوريا الشمالية، ووصف اياها بانها " خرق لقرارت مجلس الامن الدولي".

وقال ميليباند في بيان صحافي ان "هذه الاعمال الاستفزازية الاخيرة لن تؤدي الا الى تقوية تصميمنا ونحن نعمل مع شركائنا الدوليين لتحقيق تدابير قوية لقرارات مجلس الامن الصادرة بالاجماع في الشهر الماضي".

واضاف "سنعمل على ضمان كف كوريا الشمالية عن اطلاق المزيد من الصواريخ والعودة في نهاية المطاف الى طاولة المباحثات " مشيرا الى انه من المهم في الوقت الحالي كبح قدرة كوريا الشمالية والابقاء على التوتر في شبه الجزيرة الكورية عند مستوايات يمكن التحكم بها".

وكانت كوريا الشمالية أثارت التوترات في الشهور الاخيرة بتصريحها أنها بدأت برنامجا لتخصيب اليورانيوم الذي يمكن أن يزودها بمسار ثان صوب تصنيع قنبلة نووية وبتهديدها بمهاجمة كوريا الجنوبية وباستخلاص البولوتنيوم بمحطة يونجبيون النووية، وأفاد محللون بأن هذه الخطوات ربما تهدف الى كسب دعم داخلي للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ايل (67 عاما) وهو يمهد الطريق أمام ابنه الاصغر لخلافته، ومن المعتقد أن كيم أصيب بجلطة قبل عام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف