الفرنسية المعتقلة في ايران.. سبب توتر بين البلدين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
باريس: اتت قضية اعتقال طالبة جامعية فرنسية في ايران بتهمة "التجسس" لتزيد التوترات بين باريس وطهران، بعدما اتهمت الجمهورية الاسلامية الغرب ب"التدخل في شؤونها" اثر التظاهرات التي شهدتها احتجاجا على فوز الرئيس محمود احمدي نجاد بولاية ثانية.
وطالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الثلاثاء بالافراج "باسرع ما يمكن" عن الجامعية الفرنسية كلوتيلد ريس (23 عاما) التي اعتقلت الاربعاء في مطار طهران بينما كانت في طريقها للعودة الى ديارها عبر بيروت. ووصف ساركوزي الاتهامات الموجهة الى مواطنته بانها "محض خيال".
وقال ساركوزي "ان يخطف المواطنون الفرنسيون وان يعتقلوا بذريعة التجسس، فهذا امر لا يمكن لأحد ان يقبل به".
ولم تصدر السلطات الايرانية اي تصريح الثلاثاء حول مصير هذه الطالبة الفرنسية، وهي في الوقت عينه استاذة محاضرة باللغة الفرنسية في جامعة اصفهان (وسط ايران).
واكد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية ايريك شوفالييه ان الوزارة، وبعدما عملت بهذه القضية، كشفت مساء الاثنين اعتقال الطالبة الجامعية واستدعت السفير الايراني. واوضح شوفالييه ان "نقاشا اوروبيا جار" في هذه المسألة.
واعرب ساركوزي الاثنين عن "تضامنه التام" مع لندن التي استنكرت اعتقال السلطات الايرانية موظفين محليين في سفارتها في طهران وهددت باجراء مشترك تتخذه دول الاتحاد الاوروبي.
ويأتي اعتقال هذه الشابة الفرنسية ليزيد من توتر العلاقات بين طهران وباريس، لا سيما وان فرنسا كانت اول دولة اوروبية تكلمت عن "حجم التزوير" الذي فاز بفضله، على ما تقول المعارضة الايرانية، الرئيس المتشدد احمدي نجاد بولاية ثانية، في حين كانت بقية دول الاتحاد اكثر حذرا في عباراتها، بكلامها عن "تجاوزات محتملة".
ونددت فرنسا ايضا باعمال العنف التي تخللت التظاهرات الاحتجاجية على نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 حزيران/يونيو واسفرت بحسب الحصيلة الرسمية عن 20 قتيلا.
ويضاف الى هذا، الموقف الفرنسي المتشدد للغاية بشأن الملف النووي الايراني، الذي يشتبه الغرب بان طهران تخفي خلف وجهه المدني شقا عسكريا تسعى من خلاله الى حيازة القنبلة الذرية، وهو ما تنفيه الجمهورية الاسلامية.
ويقول الباحث في المركز الوطني للابحاث العلمية اوليفييه روي ان "ساركوزي وكذلك (وزير خارجيته برنار) كوشنير اصدرا تصريحات شديدة القسوة بشأن هذه المسألة"، مؤكدا ان اعتقال الشابة الفرنسية لا يتعلق بقضية "فرنسية-ايرانية حصرا او حملة موجهة ضد فرنسا" بل ان هذه القضية تطال بشكل اعم "العلاقة بين ايران والغرب".
ويضيف انه "من جانب النظام الايراني الامر يتعلق عموما بترهيب الاجانب" و"توجيه رسالة تقول للغربيين لا تتدخلوا في شؤوننا الداخلية".
بدوره يقول باسكال بونيفاس مدير معهد العلاقات الدولية والاسترايتجية في باريس ان اعتقال الشابة الفرنسية يعكس "ورطة النظام الذي لا يعرف كيفية الخروج من الوضع" الراهن، و"يربط المعارضة بمؤامرة خارجية".
ويضيف ان الجامعية الفرنسية التي يعتقد انها شاركت في تظاهرات في اصفهان والتقطت صورا بواسطة هاتفها الخليوي، هي في الواقع "رهينة".
واوضح معهد الدروس السياسية في ليل (شمال فرنسا) حيث درست كلوتيلد ريس ان طالبته اعدت اطروحة حول "النظام التعليمي في ايران".
واعلنت صفيدة فركونده وهي صحافية فرنسية من اصل ايراني تقيم في باريس وقريبة من ريس، ان الاخيرة مهتمة بايران لأن مربيتها كانت ايرانية وعلمتها الفارسية. واكد شوفالييه "نحن نعرفها، نعرف هي غير مرتبطة بأي نشاط سياسي او استخباراتي"، مشددا على ان الاتهامات الموجهة اليها "لا معنى لها".