الجزائر ترعى الصوفية لمكافحة التطرف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الجزائر: بعد ان استخدمت غارات الشرطة والاعتقالات وتبادل اطلاق النيران في قتالها ضد المتشددين الاسلاميين تلجأ الجزائر الان الى سلاح اكثر دهاء هو الصوفية المرتبطة بالتأمل وليس القتال. وتروج حكومة الجزائر المنتجة للنفط والغاز للصوفية وهي حركة اسلامية تعتبرها بديلا الطف للسلفية التي يعتنقها الكثير من المتشددين الذين يقفون وراء العمليات المسلحة التي عانت منها الجزائر. وأنشأت السلطات قناة تلفزيونية وأخرى اذاعية للترويج للصوفية فضلا عن اقامة "الزوايا" التي تقوم بتدريس تعاليمها وتمارسها فضلا عن الظهور المنتظم لشيوخ صوفيين على قنوات أخرى. وجميعها خاضعة لسيطرة محكمة للدولة. وتركز الصوفية الموجودة في أجزاء كثيرة من العالم الاسلامي بدرجة اكبر على الصلاة والذكر ويميل اتباعها الى الابتعاد عن السياسة.
وفي الجزائر لا تحيطها الكثير من الاضواء حيث ان معظم المساجد أقرب الى السلفية لكن دون المفاهيم التي تنطوي على عنف التي تحملها في بعض الاحيان. ومن الصعب الحصول على أرقام محددة لكن جورج جوف الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة كيمبريدج يقدر ان هناك ما بين مليون ومليون ونصف المليون صوفي في الجزائر من جملة السكان البالغ عددهم 34 مليون نسمة. ويعتقد مسؤولون أن الصوفية تستطيع المساعدة في تحقيق السلام للجزائر التي ما زالت تحاول الخروج من صراع عانت منه في التسعينات بين القوات الحكومية والمتشددين الاسلاميين. ويقدر البعض ان هذا الصراع أسفر عن سقوط 200 الف قتيل.
وقال محمد ادير مشنان المسؤول بوزارة الشؤون الدينية "أختلف مع الايديولوجية السلفية لانها لا تضع في الاعتبار الطبيعة الخاصة للجزائر." وقال لرويترز "نبذل الكثير من الجهد لتشجيع الناس على العودة الى اسلامنا التقليدي. الاسلام السلمي المتسامح المتفتح الذهن. وبفضل الله الناس ينجذبون لرسالتنا اكثر مما ينجذبون للرسالة السلفية." ولمنح الزوايا الصوفية دورا اكثر محورية في المجتمع يجري تشجيعها لترتيب الزيجات والمساعدة في رعاية الايتام وتحفيظ القران وتوزيع الصدقات. ويقول الحاج الاخضر غنية عضو زاوية التيجانية "الاسلام موجود في هذه الدولة منذ اكثر من 14 قرنا." وأضاف "كنا نعيش... في سلام وتناغم. لكن اليوم الذي قال فيه السلفيون يجب أن نطبق اسلاما جديدا في الجزائر بدأت المشاكل والمتاعب."
وعلى الرغم من انخفاض العنف انخفاضا حادا ما زال متشددون مرتبطون بتنظيم القاعدة يشنون هجمات متقطعة على أهداف حكومية وهو ما يمثل تحديا للاستقرار في الجزائر التي هي رابع اكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم. وفكرة استخدام الصوفية في مواجهة التشدد الاسلامي ليست جديدة. وذكر تقرير لمؤسسة راند البحثية ومقرها الولايات المتحدة صدر عام 2007 أن من الممكن تسخير الصوفية للمساعدة في تعزيز الاسلام المعتدل.
وقال التقرير "التقليديون والصوفيون حلفاء طبيعيون للغرب لدرجة أنه يمكن الوصول الى أرضية مشتركة بينهم." وقد يكون لتشجيع الجزائر للصوفية اثارا على دول مثل العراق وافغانستان التي لديها تراث صوفي ايضا وحيث تسعى الحكومات الغربية جاهدة لمواجهة تأثير المتشددين الاسلاميين.وقال الحاج الاخضر غنية "يجب أن يتواصل الصوفي مع الله من خلال الابتهال والدعاء. على سبيل المثال نقضي عدة ساعات ايام الجمعة... في تلاوة الادعية والقران. نذكر اسم الله 1200 مرة ونصلي على النبي محمد 1200 مرة."
ووجود السلفيين في الجزائر ملحوظ اكثر من الصوفيين لان الصوفيين لا يرتدون اي زي مميز بينما يطلق معظم السلفيين لحاهم ويرتدون "القميص" وهو جلباب ابيض طويل في الشوارع وقلنسوات بيضاء. وبالنسبة لبعض المتشددين فان التزمت السلفي يقود الى تفسير متشدد للدين يبرر استعمال العنف ضد غير السلفيين. وترفض الكثير من الشخصيات السلفية البارزة العنف ونبذه اخرون منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة. لكن بعض الجماعات المتشددة ما زالت تعتنق السلفية كأيديولوجية ويقول متشددون اسلاميون ان الممارسات الصوفية مثل زيارة مقابر الاولياء الصوفيين للتبرك ترقى الى درجة الوثنية.
وقال الشيخ عبد الفتاح وهو امام سلفي بارز يتخذ من الجزائر مقرا له "الصوفية سلبية. انها لا تسعى الى التغيير. تشجع الدجل." وأضاف الامام الملتحي الذي كان يرتدي قميصا "السلفية جيدة وتكافح الافكار المؤذية. نشجع شبابنا على اتباع قواعد الاسلام والابتعاد عن أسلوب الحياة الغربية." وتأثرت الجماعة التي سبقت تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي بهذا الفكر وأطلقت على نفسها اسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال. غير أنه منذ عام 2001 صدرت فتاوى عن رجال دين سلفيين ينددون بالعنف.
وكان رجل الدين الجزائري السلفي البارز عبد المالك رمضاني الذي يعيش في السعودية قد دعا أنصاره منذ عام مضى الى الابتعاد عن السياسة والكف عن استعمال العنف. لكن بالنسبة لمولودي محمد الخبير في القضايا الاسلامية فان افضل طريقة لمكافحة التطرف هي العودة الى الاسلام التقليدي وليس السلفية المستوحاة من السعودية. وقال "لا أظن أن علينا استيراد حلول بل الالتزام بالاسلام الذي اتبعه اباؤنا للعيش في سلام
التعليقات
لا أثر لتشجيع الصوفي
الحاج بونيف -أنا أعيش في الجزائر وأجد مثل هذا الكلام غريبا جدا، فالزوايا الصوفية في الجزائر تسير سيرا عاديا، بل إن أتباعها يتناقصون، والدولة لا تعمل على تشجيع الزوايا أبدا.. وتمنيت لو أن كاتب المقال ذكر أمثلة عن تشجيع الدولة للصوفية في الجزائر.. الزوايا لا تتذكرها الدولة سوى في الانتخابات للحصول على الأصوات، ولكنها تنساها طوال السنة..
لا أثر لتشجيع الصوفي
الحاج بونيف -أنا أعيش في الجزائر وأجد مثل هذا الكلام غريبا جدا، فالزوايا الصوفية في الجزائر تسير سيرا عاديا، بل إن أتباعها يتناقصون، والدولة لا تعمل على تشجيع الزوايا أبدا.. وتمنيت لو أن كاتب المقال ذكر أمثلة عن تشجيع الدولة للصوفية في الجزائر.. الزوايا لا تتذكرها الدولة سوى في الانتخابات للحصول على الأصوات، ولكنها تنساها طوال السنة..