طالبان تقتل ثمانية شرطيين أفغان وتطوق مقرا إداريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
جلال اباد: قال مسؤول أفغاني رفيع أن منطقة في شرق أفغانستان المضطرب معرضة لخطر السقوط في أيدي طالبان بعد معارك ضارية بالاسلحة النارية مع متشددين أسفرت عن مقتل ثمانية من أفراد الشرطة. واندلع القتال في وقت متأخر يوم الثلاثاء في اقليم نورستان بشرق أفغانستان المتاخم لباكستان التي تحارب فيها السلطات أيضا حركة طالبان التي كثفت من عملياتها.
وتصاعد العنف في أنحاء أفغانستان بعد أن شنت قوات مشاة البحرية الاميركية هجوما جديدا كبيرا في هلمند معقل طالبان بجنوب البلاد في الاسبوع الماضي. ولقي أفراد الشرطة حتفهم عندما هاجم مسلحون مباني حكومية في منطقة برج ماتال في نورستان في وقت متأخر يوم الثلاثاء.
وقال جمال الدين بدر حاكم نورستان ان ثمانية اخرين من أفراد الشرطة اثناء اشتباكات بالاسلحة النارية استمرت بضع ساعات. وقال بدر لمراسل لرويترز في شرق أفغانستان في اتصال هاتفي "الحكومة تسيطر على المقر الاداري للمنطقة لكن اذا لم نحصل على تعزيزات فسيسقط في يد طالبان." وقال مسؤولون ان 21 من مقاتلي طالبان قتلوا في المعركة.
وقالت طالبان في موقع على الانترنت انها تحاصر المبنى. وأضافت أن أربعة فقط من مقاتليها لقوا حتفهم. وقالت وزارة الدفاع في كابول انه سيجري ارسال 130 فردا اضافيا من الجيش والشرطة الى برج ماتال للمساعدة في صد هجوم طالبان.
وشنت قوات مشاة البحرية الاميركية الهجوم في اقليم هلمند في الوقت الذي قفز فيه العنف الي أعلى مستوياته منذ الاطاحة بحركة طالبان في 2001. وهلمند هو مصدر أغلب محصول الافيون في أفغانستان أكبر منتج في العالم وهو مصدر تمويل المتشددين. وتمثل قوات مشاة البحرية أكبر موجة من 17 ألفا من القوات القتالية الجديدة التي أمر الرئيس الاميركي باراك أوباما بارسالها الى أفغانستان بحلول نهاية العام في اطار استراتيجيته الجديدة في المنطقة لهزيمة القاعدة وتحقيق الاستقرار في أفغانستان.
وحضر البريجاديير جنرال لاري نيكولسون قائد مشاة البحرية ومسؤولون افغان يوم الاربعاء مراسم رفع العلم على خان نشيم التي ظلت لوقت طويل في أيدي طالبان. وقال نيكولسون لرويترز في خان نشيم "هذه هي لحظة أيوا جيما" في اشارة الى المعركة الشهيرة في الحرب العالمية الثانية التي خاضتها مشاة البحرية الاميركية ضد اليابان.
وزادت قوة طالبان في الشهور القليلة الماضية اذ أصبحت عملياتها لا تقتصر على معاقلها التقليدية في الجنوب والشرق وامتدت الى الشمال الهاديء نسبيا وحتى الى مشارف كابول. ولقي مدنيون وجنود أفغان حتفهم وكذلك جنود أجانب في هجمات في أنحاء متفرفة من البلاد في الايام الخمسة الماضية.
وقتل أكثر من 17 جنديا أجنبيا أغلبهم من الولايات المتحدة وبريطانيا في الايام الخمسة الماضية ليصبح أكثر الاسابيع دموية للقوات الاجنبية منذ شهور كثيرة. وقال ظاهر عظيمي المتحدث باسم وزارة الدفاع الافغانية يوم الاربعاء ان القوات الافغانية والاجنبية قتلت 27 من أفراد طالبان منذ بدأت العملية في اقليم هلمند يوم الخميس الماضي لكن لم تدر معارك كبرى حتى الان.
وفي اقليم قندوز بشمال البلاد قال حاكم الاقليم ان مقاتلي طالبان أحرقوا 12 شاحنة تابعة لشركة انشاءات مساء الثلاثاء وخطفوا اثنين من السائقين. وقتل أربعة جنود أمريكيين يوم الاثنين في انفجار قنبلة على جانب الطريق في قندوز. وقالت وزارة الدفاع في لندن ان جنديا بريطانيا قتل في انفجار قنبلة على جانب الطريق قرب جيريشك المدينة الصناعية الرئيسية في هلمند يوم الثلاثاء. ولقي ستة جنود بريطانيين على الاقل حتفهم خلال الاسبوع المنصرم.
وقال الجيش الاميركي ان جنديا اميركيا اخر قتل في اقليم فراه الغربي يوم الاربعاء كما قتل جندي اجنبي اخر في الجنوب يوم الثلاثاء. ومن الاهداف الرئيسية للعملية الجديدة استعادة أراض من سيطرة طالبان ثم السيطرة عليها وهو ما تعجز عنه حتى الان قوات حلف شمال الاطلسي التي تقودها القوات البريطانية. كما أنها تسعى الى استمالة الافغان حتى لا يؤيدوا عمليات المتشددين.
وفي اقليم غزنة بشرق البلاد قتلت امرأة أفغانية برصاصة مرتدة بينما كانت القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي والقوات الاميركية تفتش ثلاثة مجمعات بحثا عن أعضاء من جماعة حقاني المرتبطة بالقاعدة. ولان سقوط ضحايا من المدنيين يمثل مصدر احتكاك رئيسيا بين واشنطن وكابول وعقبة رئيسية تحول دون استمالة السكان الافغان أصدر القادة هذا الاسبوع أوامر قتالية جديدة للقوات الاجنبية لمحاولة الحد من أعداد الضحايا المدنيين.
والهجمات الانتحارية وانفجارات القنابل على جوانب الطرق من بين أكثر الاسلحة شيوعا التي تستخدمها طالبان في حملتها الرامية الى طرد نحو 90 ألفا من القوات الاميركية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان وزعزعة استقرار حكومة الرئيس حامد كرزاي المدعوم من الغرب. وترسل واشنطن قوات اضافية في اطار توفير الامن لانتخابات الرئاسة التي تجرى في 20 أغسطس اب وهي ثاني انتخابات في تاريخ النظام الديمقراطي القصير في أفغانستان.