حسن النوايا يمنح أوباما قوة إضافية في افريقيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دكار: من المكن أن يعطي حسن النوايا تجاه الرئيس باراك اوباما للولايات المتحدة شيئا من القوة الاضافية للضغط من أجل تطبيق الحكم الرشيد في افريقيا فضلا عن اولوياتها لتأمين امدادات للطاقة ومكافحة الارهاب.
وبوصفه أول رئيس اسود للولايات المتحدة فمن المؤكد أن اوباما سوف يلقى استقبال الابطال في غانا مطلع الاسبوع القادم.
لكن الولايات المتحدة ما زالت تواجه منافسة متزايدة على النفوذ من الصين وقوى اقتصادية صاعدة أخرى تسعى الى الحصول على الموارد والاسواق وتولي تركيزا اقل على أمور مثل قضية الحكم الرشيد التي يرجح أن يشدد عليها اوباما في غانا.
وقال فلاديمير انتوي دانسو بمركز ليجون للشؤون الدولية في جامعة غانا "اوباما لن يحقق هذه التوقعات بسهولة لان الديمقراطية في افريقيا ليست الافضل."
وأضاف "من الممكن أن ينجح اذا واصل الابداع لضمان تحقيق الاهداف المرجوة من مشاريع المساعدات والمبادرات لان هناك نوايا حسنة هائلة من القارة."
وعلى الرغم من أن والد اوباما ولد في كينيا فان غانا كانت اختيارا واضحا لاول زيارة يقوم بها الى افريقيا كرئيس.
ويرجع هذا الى انها صمدت كنموذج للاصلاح الاقتصادي والحكم الرشيد بعد عمليتين ناجحتين لانتقال السلطة من خلال الانتخابات بما في ذلك انتخابات جرت في ديسمبر كانون الاول خالفت اتجاها في الاونة الاخيرة من الانتخابات المعيبة واستيلاء الجيوش على الحكم في دول أخرى.
كما أن غانا ستصبح أحدث منتج للنفط في منطقة تكتسب أهمية متزايدة بالنسبة للولايات المتحدة التي تسعى الى تنويع امداداتها من الطاقة بعيدا عن الشرق الاوسط.
وقال بابكار جاستين نديايي المحلل السياسي المستقل في دكار عاصمة السنغال القريبة "الاولوية للولايات المتحدة في افريقيا... هي النفط."
وأضاف "غانا ليست نيجيريا ولا انجولا واوباما سيذهب الى اكرا للاعتراف بالمناخ السياسي الصحي والحكم الرشيد للبلاد."
ويساور الولايات المتحدة القلق بشأن الامن في خليج غينيا حيث ادت هجمات المتشددين الى توقف خمس انتاج نيجيريا من النفط. وهناك أمل في ألا تعاني غانا نفس معاناة الدول الاخرى المنتجة للنفط حيث قوت العائدات دكتاتوريات وسببت اضطرابات وولدت الفساد.
وتقول تارا اوكونور من مؤسسة افريكا ريسك للاستشارات "الدعم الثنائي القوي مع الاعتراف بأن غانا خاضت معركة طويلة ومعركة ليست سهلة ضد الفساد سيفيدان."
كما أن الامن مثار قلق كبير للولايات المتحدة في منطقة القرن الافريقي خاصة في الصومال حيث يقاتل متشددون اسلاميون تربط واشنطن بينهم وبين تنظيم القاعدة للاستيلاء على الحكم وقد سمحت الفوضى بازدهار القرصنة قبالة سواحله.
وقال انتوي دانسو من جامعة غانا "أصبحت افريقيا مرتعا للارهابيين."
ويثير التشدد الاسلامي القلق في الدول التي تقع الى الشمال من غانا على اطراف الصحراء الكبرى.
لكن افريقيا لا تحتل موقعا متقدما على جدول أعمال اوباما حيث يصارع في ظل الازمة المالية العالمية الى جانب حربي العراق وافغانستان وتتوقع قلة أن تغير زيارته الى غانا هذا الوضع.
في الوقت نفسه عملت الصين على تعزيز صلاتها بأفريقيا على المستوى الرسمي فضلا عن السعي وراء الفرص الاستثمارية مستخدمة مبالغ كبيرة من الاموال غير متاحة للمنافسين الغربيين الذين يزداد جمع الاموال صعوبة بالنسبة لهم.
وبعد ثلاثة أسابيع من تنصيب اوباما قضى الرئيس الصيني هو جين تاو خمسة ايام في افريقيا في اطار جولة شملت أربع دول لتأكيد أن التزام الصين لم يهتز بسبب الازمة المالية. وسيمضي اوباما اقل من 24 ساعة في غانا.
وزاد حجم التجارة بين الصين وافريقيا عشرة أمثال خلال عشر سنوات ليصل الى 107 مليارات دولار العام الماضي غير أنها ما زالت متأخرة عن الولايات المتحدة حيث تظهر أرقام أميركية أن حجم التجارة بينها وبين افريقيا يبلغ 140 مليار دولار.
كما أن الانخراط الصيني المتزايد في افريقيا منح حكوماتها مصدرا بديلا للاموال عن المانحين الغربيين التقليديين مما يصعب على الولايات المتحدة والدول الغربية الاخرى ممارسة الضغوط من أجل التغيير.
وقال جورج كوندا نائب رئيس زامبيا هذا الاسبوع "حين نذهب الى الشركاء التقليديين تظهر قضية الربط بشروط. سيتحدثون عن الحكم الرشيد وحقوق الانسان والفساد.
"مع الصينيين نادرا ما يضعون أي شروط."