أوباما يشيد باتفاق الثماني للتعامل مع التغير المناخي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لاكويلا: أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بما سماه التوافق التاريخي في قمة مجموعة الثماني بين الدول الصناعية الكبرى والدول الناشئة حول خفض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وقال أوباما إن الطرفين تعهدا بالعمل على تحديد سقف للانبعاثات لا يتجاوز درجتين مئويتين. واشار اوباما الى الدور المهم الذي يمكن ان تقوم به الدول النامية لتحقيق هذا الهدف.
وكانت القمة قد قررت الحد من الاحترار الكوني بحيث لا يتعدى مستويات ما قبل العصر الصناعي الا بدرجتين مئويتين، وذلك مع حلول عام 2050. وتهدف المجموعة الى خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم الى نصف ما كانت عليه في 1990، وخفض انبعاثاتها هي الى 80 بالمئة أو اقل، حسبما جاء في الاعلان الختامي.
ويقول موفد لبي بي سي الى القمة ان موافقة دول كالصين والهند على الانضمام الى المسعى الدولي لخفض كبير في نسبة الانبعاثات بحلول عام 2050 يعتبر انجازا كبيرا، حيث يلزمهما هذا الاتفاق بتحمل المسئولية أيضا الى جانب الدول الاكثر تلويثا للبيئة. إلا ان قرارات القمة ووجهت بتحفظ كبير، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن دول المجموعة بحاجة إلى الاتفاق على أهداف طموحة في هذا الشأن على المدى المتوسط، حتى تثبت أن لديها الإرادة السياسية اللازمة للوفاء بتعهداتها، وتمد يد العون إلى البلدان الفقيرة.
وبدوره وصف رئيس اللجنة الدولية للاحتباس الحراري الدكتور باشاوري الالتزام الذي تعهد به من سماهم بقادة الدول الأكثر تلويثا بأنه مدعاة للسخرية. وقال ان القادة لم يحددوا الاطار الذي سيسمح بقياس نسبة الثمانين بالمائة التي تعهدوا بخفضها. وقال المتحدث ايف سوروكوبي "انه يأسف لغياب وجود هدف على المدى المتوسط بحلول 2020 حتى وان كان يرحب بالهدف الذي تبنته مجموعة الثماني بخفض انبعاثات الدول المصنعة بمعدل 80% بحلول 2050".
وكان قادة الدول الصناعية الثماني قد قالوا في الاعلان "نحن نتفق مع الرأي العلمي القائل إن ارتفاع معدل حرارة الارض بعد العصر الصناعي يجب ألا يتجاوز درجتين مئويتين." واضاف الاعلان ان "هذا التحدي العالمي لا يمكن مواجهته الا بتحرك عالمي. لهذا السبب نجدد رغبتنا في ان نتقاسم وجميع الدول هدف خفض الانبعاثات العالمية بحلول 2050 إلى 50 بالمئة على الاقل."
واحتل متظاهرون الاربعاء اربعة مصانع للفحم في ايطاليا مطالبين باجراءات اكثر حزما لمواجهة التغير المناخي حسبما قالت منظمة غرينبيس. وفي العاصمة روما، اعتقلت قوى الامن حوالي 36 شخصا بعدما اغلق متظاهرون مقنعون عدة طرقات واضرموا النار في اطارات. وتقول مراسلة بي بي سي في لاكويلا بريجيت كيندال ان السؤال المطروح الآن هو ما اذا كانت فكرة مجموعة الدول الثماني برمتها عتيقة وينبغي استبدالها بتجمع اوسع كمجموعة العشرين، لمواجهة مشاكل العصر. ومن جانبه قال مستشار أوباما للشؤون العلمية إن السنوات الثماني التي تمت إضاعتها في عهد إدارة بوش جعل من الصعب على الولايات المتحدة أن تلتزم بالأهداف الأوروبية في مجال خفض الانبعاثات بحلول عام 2020.
حل الدولتين
ودعت مجموعة الثماني من جانب آخر الى استئناف سريع للمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين بهدف ايجاد حل يقوم على الدولتين. وطالب بيان أصدرته القمة التي عقدت في مدينة لاكويلا الايطالية الى فتح فوري للمعابر الى قطاع غزة. وقال البيان "ندعو الى الفتح الفوري للمعابر من أجل تدفق المعونات الانسانية والبضائع التجارية والاشخاص من غزة واليها بطريقة تراعي أمن اسرائيل.
افريقيا والنفط
والتزمت مجموعة الثماني بالوفاء بوعودها بزيادة مساعداتها من اجل التنمية في افريقيا، متعهدة برفع معدل 25 مليار دولار سنويا ما بين 2004 و2010 من خلال الحصول على دعم مانحين اخرين. واكدت المجموعة انها "ستعد اقتراحا يتعلق بالمبادىء والممارسة السليمة للاستثمار الزراعي الدولي" في وقت تشهد فيه الدول النامية خاصة الافريقية منها عمليات شراء كثيفة للاراضي الزراعية.
وفي مجال النفط، اتفق قادة الدول الثماني على ان سعرا عادلا لبرميل النفط ينبغي ان يراوح بين 70 و80 دولارا، حسبما نقلت متحدثة باسم الرئيس الروسي دميتري مدفيديف. وقالت المتحدثة على هامش القمة ان "قادة مجموعة الثماني اتفقوا على ان هذا السعر عادل." لكنها اضافت ان مدفيديف ابلغ نظراءه بكون "ضبط هذه الاسعار امر يصعب تحقيقه". يذكر ان اسعار النفط عادت للارتفاع تدريجيا بعدما تراجعت من سعر قياسي فاق 147 دولارا للبرميل في يوليو تموز 2008.
مفاوضات التجارة العالمية
الى ذلك، تعهد قادة مجموعة الدول الثماني الاكثر تصنيعا والدول الناشئة بانجاز مفاوضات جولة الدوحة التجارية حول تحرير التجارة العالمية في 2010. وقالت مجموعة الثماني ومجموعة الخمس زائد واحد التي تضم الصين والبرازيل والهند والمكسيك وجنوب افريقيا ومصر في بيان ان هذه الدول تشجع فتح الاسواق امام المبادلات والاستثمارات.
وجاء في مسودة بيان مشترك ان هذه الدول تقول انها ستجتمع على مستوى وزراء التجارة "قبل قمة بيتسبرج" لمجموعة العشرين التي تعقد في الولايات المتحدة في 24 و25 سبتمبر/ايلول. وقال المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي مؤخرا ان مفاوضات دورة الدوحة "تاخذ منحى جيدا" بهدف اكمالها في 2010.