فضائح تنصُّت في الغرب وتجويع من أجل الجنس بأفغانستان في الصحف البريطانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: تعيد صحيفة الإندبندنت البريطانية في عددها الصادر اليوم تسليط الضوء على مشروع قانون أفغاني مثير للجدل بسبب شرعنته الاغتصاب، ولكنه يطرح هذه المرة إشكالية جديدة تتمثل بمنحه الأزواج سلطة تجويع زواجاتهم اللواتي يمتنعن عن ممارسة الجنس معهم طواعية. فتحت عنوان "قانون سيمكِّن الأزواج الأفغان من تجويع زوجاتهم اللائي يمتنعن عن الجنس"، تنشر الصحيفة تقريرا لمراسلها في باميان، جيروم ستاركي، يقول فيه إن مشروع القانون أُعيد إلى البرلمان من جديد، ولكن بعد أن أُضيفت إليه فقرة تحض الأزواج على منع الطعام عن زوجاتهم في حال رفضن ممارسة الجنس معهم.
رضا الزوجة
يشير التقرير إلى أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أمر بمراجعة مشروع القانون بعد أن كانت صحيفة الإندبندنت نفسها قد كشفت أنه ينفي الحاجة لرضا الزوجة بمارسة الجنس لدى طلب زوجها منها ذلك. وتذكر الصحيفة بردود الفعل الغاضبة التي أثارها مشروع القانون في حينه، بما في ذلك وصف الرئيس الأمريكي له بأنه "مثير للاشمئزاز"، وقول رئيس الوزراء البريطاني، جوردن براون، إنه لن يتسامح معه، بالإضافة إلى تهديد بعض دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأخرى بسحب قواتها من أفغانستان، ما لم تُعدْ صياغة مشروع القانون من جديد.
يقول تقرير الإندبندنت إن هذا ما جرى بالضبط بالنسبة لمشروع القانون، إذ صدَّقت الحكومة الأفغانية هذا الأسبوع على التعديلات التي أُجريت عليه، كما وقَّعه كرزاي نفسه يوم الأربعاء الماضي. انتقادات الناشطاتلكن الصحيفة تبرز الانتقادات التي أثارتها ناشطات في مجال حقوق المرأة على القانون بصيغته النهائية، وانتقادهن للفقرة المثيرة للجدل التي أُبقيت فيه، أو لربما أُدخلت إليه قُبيل التعديل.
تنقل الصحيفة عن وازما فاروق، وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة وكان لها دور بمراجعة مسودة القانون الأصلية، قولها: "كان هناك بعض التغييرات الطفيفة، لكنها لم تكن كافية قَط. فعلى سبيل المثال، إن لم تقبل الزوجة متطلبات وشروط زوجها الجنسية، فبإمكانه حرمانها من الطعام." يقول تقرير الإندبندنت إنه من المتوقع أن يصادق البرلمان الأفغاني (مجلس اللويا جارجا) على مشروع القانون الجديد، والذي كان قد وافق عليه أيضا بصيغته الأولية في شهر مارس/آذار الماضي، وذلك دون أي نقاش يُذكر.
كاريكاتير ساخر
ونبقى مع الإندبندنت، ولكن هذه المرة من إيطاليا التي استضاف رئيس وزرائها، سيلفيو بيرلسكوني، خلال اليومين الماضيين زعماء وقادة الدول الأعضاء في مجموعة الثماني، بالإضافة إلى المشاركين في منتدى الاقتصاديات الكبيرة الذي يضم في عضويته 16 دولة متقدمة ونامية.
ففي رسم كاريكاتيري ساخر تنشره الصحيفة، يُظهر بيرلسكوني مسترخيا على أريكة فخمة برداء نومه بين امرأتين عاريتين تماما داخل منزل تطاير سقفه وانهارت أركانه نتيجة زلزال يبدو أنه ضرب المكان. أما لسان حال بيرلسكوني، فيقول بلغة إنكليزية ركيكة: "تُرى، هل تحرََّكت الأرض من أجلكما يا حبيبتيَّ؟"
أمََّا التعليق في أسفل الرسم، فجاء على النحو التالي: "يداه تعزفان والمناخ يتغير"، وذلك في إشارة ساخرة عن انشغال بال رئيس حكومة البلاد التي تستضيف قمة دولية حول تبدل المناخ. لكنه يؤسر أن يسترخي في جو لا علاقة لحرارته بالحرارة التي تؤدي إلى تبدل المناخ، ولا بذلك الزلزال الذي ضرب مدينة لاكيلا التي تستضبف القمة.
بيرلسكوني والتنصت
ومن أروقة المقر الذي انعقدت في رحابه قمتا مجموعة الثماني ومنتدى الاقتصادات الكبيرة، تطالعنا الإندبندنت أيضا بتفاصيل "فضيحة" جديدة يقول مراسل الصحيفة، بيتر بوبهام، إن بيرلسكوني متورط فيها أيضا، وإن لم يكن لها هذه المرة أي طابع جنسي، وهو الغارق حتى أذنيه بفضائح النساء والفتيات القاصرات.
فتحت عنوان "بيرلسكوني متَّهم بالتجسس على المحادثات"، تنشر الصحيفة تقريرا يتحدث عن مزاعم تأتي على لسان مسؤول إيطالي بارز يقول فيها إن وفد بلاده إلى قمة الثماني استمع خلسة لكل المحادثات والنقاشات التي دارت بين الزعماء والمسؤولين المشاركين في القمة.
يقول التقرير، الذي ترفقه الصحيفة بصورة لبيرلسكوني يقف وراء فتاتين صغيرتين "ممثلتين لبلاده في قمة الثماني الصغار"، إن تصرفات الوفد الرسمي الإيطالي جاءت مخالفة لقواعد البروتوكول التي تفرض بأن يظل كل ما يدور بين المشاركين في القمة طيَّ الكتمان بشكل كامل وحاسم.
إلا أن الصحيفة تشير إلى أن الإيطاليين لم يكونوا مدركين بأن ما يقومون به هو خرق لقواعد البروتوكل والسرية التي تحكمها سياسة وأنظمة قمة الثماني، بل ظنوا أنه باستخدامهم أنواع متطورة من المايكروفونات وأجهزة الصوت المتطورة لالتقاط أحاديث القادة والمسؤولين المشاركين في المؤتمر، إنما كانوا يسعون لتقديم واستخدام وسائل حديثة لرصد الحدث.
تنصت إعلامي
وطالما كان الحدث عن الفضائح، وتلك التي تطال التنصت على وجه التحديد، ننتقل مع صحيفة الديلي تلجراف إلى بريطانيا حيث تتكشف فصول وتفاصيل فضيحة تنصت جديدة، بطلتها هذه المرة وسيلة إعلام شعبية واسعة الانتشار هي صحيفة التابلويد الشعبية "ذا نيوز اوف ذا وورلد".
فتحت عنوان "النجوم قد يلجأون للقضاء في الوقت الذي ترفض فيه شرطة سكوتلانديارد التحقيق بالتنصت على الهواتف"، تنشر الصحيفة تحقيقا تلحقه برابط للفيديو وبصور لنجوم بارزين في مجال الفن والرياضة والسياسة يتحدثون عن اعتزامهم مطالبة "نيوز أوف ذا وورلد" بدفع ملايين الجنيهات الاسترلينية كتعويض لهم بسبب قيامها بالتنصت على مكالماتهم الهاتفية.
يقول التقرير إن الصحيفة الشعبية المذكورة كانت تسعى أيضا للتنصت على هواتف مئات الأشخاص الآخرين، الأمر الذي زاد من الضغوط على آندي كولسون، مسؤول العلاقات العامة في طاقم ديفيد كاميرون، زعيم حزب المحافظين المعارض، ورئيس تحرير "نيوز أوف ذا وورلد"، الذي استقال من منصبه مؤخرا بسبب دوره بالفضيحة.
"انشقاق" في القاعدة
وفي الديلي تلجراف أيضا، نطالع تقريرا بعنوان "مجموعة متطرفة تعلن انشقاقها عن القاعدة"، ويتحدث عن الضربة التي وجهتها "الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة" لتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن بانفصالها عنه بعد عامين فقط من انضمامها إليه. يقول تقرير الديلي تلجراف إن الجماعة المذكورة أصدرت بيانا تنتقد فيه قيادتها "التفجيرات التي لا تميز بين شخص وآخر"، و"استهداف المدنيين"، قائلة إن "العنف لم يحقق أهداف المجموعة بإزالة الظلم والقمع."
وتورد الديلي تلجراف أيضا تفاصيل تتحدث عمَّا تقول إنها "ردود فعل عنيفة" ضد فكر وإيديولوجية القاعدة وزعيمها بن لادن في العالم الإسلامي. وتدلل الصحيفة على ذلك بإدانة سيد إمام الشريف، المعروف بلقب الدكتور فضل، للقاعدة من داخل سجنه في مصر.
احتجاجات إيران
صحيفة التايمز تفرد مساحة واسعة لرصد تطورات الأوضاع في إيران، إذ يأتي عنوان أحد تقاريرها "طهران: جيش من الشرطة والميليشيا يهاجم المتظاهرين العزَّل." يقول تقرير التايمز، الذي أعده مراسل الصحيفة، مارتن فليتشر: "إن النظام الإيراني قد حذَّر من أن أي مظاهرات تُنظَّم سوف يجري قمعها بلا رحمة ولا هوادة، وقد عنى النظام ما قصد بالفعل." وتنقل الصحيفة عن شاهد عيان على مظاهرات الخميس في طهران قوله: "لقد كان الوجود الأمني هائلا، إذ كان أشبه ما يكون بالاحتلال العسكري. كانوا ينهالون على الناس بالهراوت ويوسعونهم ضربا."
تشتت الشمل
وعودة إلى الإندبندنت، ولكن مع الشأن الفلسطيني هذه المرة، إّذ تنشر الصحيفة تقريرا مصوَّرا ومطولا لمراسلها دونالد ماكينتاير، بعنوان "العائلات التي يشتتها الروتين الإسرائيلي". يتحدث التقرير عن التعليمات والإجراءات الإسرائيلية الجديدة التي تجعل من العسير جدا على الفلسطينيين في قطاع غزة أن يروا أقرباءهم في الضفة الغربية.
يورد التقرير صورا وقصصا عديدة لعائلات فلسطينية عديد تشتت شملها ما بين الضفة والقطاع، ولم يعد لديها من أمل يُذكر بلم الشمل من جديد. ومن بين هؤلاء، يلتقي المراسل مع سمير أبو يوسف الذي يخبره بأنه لم يرَ أبناءه منذ أن كان قد اعتُقل من قبل قوات الأمن الإسرائيلية في عام 2007. كما تخبرنا الصحيفة أيضا عن قصص مشابهة لآخرين من أمثال جمال بردويل، الذي يقول إنه لم يرَ ابنه قط، ونسرين جلو، التي تقول إن أطفالها يعرفون صوتها فقط، وذلك بسبب إرغامها على الابتعاد عنهم لفترة طويلة.
إنفلونزا المكسيك
في صحف اليوم، نطالع أيضا طيفا واسعا من التقارير المحلية والدولية، نوجز منها: تقرير في التايمز يميط اللثام عن وثيقة تتحدث عن عدم جاهزية وزارة الصحة البريطانية للتعامل مع إنفلونزا المكسيك الذي حصد حياة 14 بريطانيا حتى الآن، وبدأ يتفشى بشكل وبائي تقريبا في أنحاء مختلفة من البلاد.
كما تنشر الصحيفة تقريرا آخر بعنوان "حصيلة قتلى التاميل تبلغ 1400 شخصا خلال أسبوع في معسكر مزرعة مانك بسريلانكا"، ويتحدث عن محنة لاجئي نمور التاميل الذين ساءت أحوالهم وظروفهم كثيرا في أعقاب هزيمة المعارضة أمام الجيش السريلانكي مؤخرا.
"فضيحة" عمالية
وفي الإندبندنت، نقرأ تقريرا عن "فضيحة" اُخرى تتحدث عن نقل المئات من العمال من دول أوروبا الشرقية، مثل بلغاريا ورومانيا، ليتم استغلالهم عبر تشغيلهم في مجالات مثل قطاف الثمار والزراعة وغيرها من الأعمال، وذلك مقابل أجور زهيدة قد تصل فقط إلى مبلغ 45 جنيها في الأسبوع الواحد. في صحف الجمعة نقرأ أيضا تقريرا في الجارديان يتحدث عن عجز في الجامعات والكليات البريطانية عن تأمين مقاعد دراسية لحوالي 50 ألف طالب خلال الفصل الدراسي المقبل، وتقريرا آخر في التايمز يكشف أن ملك البوب الراحل مايكل جاكسون كان قد أجرى مؤخرا عملية تجميل أُخرى لأنفه استعدادا لحفلات لندن التي كان يتدرب عليها قُبيل وفاته في الخامس والعشرين من الشهر الماضي.
الطائرة "كارلا"
ومن فرنسا، ومع أخبار رئيسها نيكولا ساركوزي وزوجته الحسناء كارلا بروني، نختتم عرض صحافة اليوم بتقرير مصور في الديلي تلجراف يقول إن ساركوزي أمر بتسمية طائرة الرئاسة الفخمة الجديدة على اسم زوجته كارلا. وينقل التقرير عن مصدر في قاعدة فيلاكوبلي الجوية بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس، حيث تربض الطائرة الجديدة باهظة الثمن، قوله: "إنها طائرة جميلة وبالطبع أُسميت رسميا على اسم زوجة الرئيس."